الحملة التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونيسيف والمجلس القومى للطفولة والأمومة لمكافحة ظاهرة «التنمر» بين طلاب المدارس تستحق الدعم لمواجهة أشكال العنف التى يمارسها طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر بطريقة متعمدة ومتكررة بالمدارس. ويزيد الأمر خطورة فى ظاهرة «التنمر» أنها لاتكون بدنية أو لفظية فقط، بل تضم مايسمى التنمر الاجتماعى وكذلك التنمر النفسى وهناك التنمر الإليكترونى، وكل منها تتم ترجمته إلى سلوك عدوانى متكرر هدفه إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا بالقول أو الفعل للسيطرة عليه، بهذا المفهوم الشامل للتنمر أصبح علينا أن نواجه أنفسنا بالسؤال.. هل تقتصر هذه الظاهرة على الصغار فقط فى المدارس؟!. الواقع يجيب لا، بل هى موجودة ورُبما أكثر بين الكبار بعضهم البعض! والواقع أيضاً يؤكد ان تنمر الصغير بالصغير لن يستقيم إلا بإيقاف حالات التنمر الأخرى بيننا مهما رفعنا شعارات أو قمنا بحملات. النجاح فى مواجهة تنمر الصغار لايمكن أن يكون بعيداً عن وقف تنمرنا نحن الكبار.. ولن يحدث أصلا إلا إذا وقر صغيرنا كبيرنا، ورحم كبيرنا صغيرنا..وأن نقف معا لنقدم يد العون لمن يُخلص فى عمله، لامحاربته لإفشاله.. وأن نواجه أيضا تنمر منعدمى القدرات لأصحاب الكفاءات. نريد أن نواجه تنمر من لايريد لبلدنا خيراً وقتل روحنا المعنوية والغرق فى باب اليأس والإحباط.. نريد نجاح حملة ضد التنمر ولكن ليس للصغار فقط، بل لكل من يحاول أن يرهبنا ببلطجة أو نفوذ وهمى، أو تسويق لشعارات وأكاذيب أو ادعاء لعلم!. نريد التنمر ضد كل من يوصد أبواب الأمل ويجابه النجاح ويغلق فى وجوهنا أبواب الرحمة بغد أفضل.. ولكى تنجح حملتنا بالفعل نريد شعباً بكامله ضد التنمر!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى