قلة الوعى.. بعد المسافة.. غلبة العادات والمعتقدات الخاطئة.. ضيق ذات اليد.. كلها عوامل تلعب دورا كبيرا فى تأخر اكتشاف وتشخيص الأمراض الوراثية التى تصيب الأطفال بالقرى والمحافظات.. التى يمكن منع الكثير منها لو توافرت المشورة الطبية مبكرا. على هذا الطريق تنطلق قوافل متتالية من شعبة الوراثة البشرية بالمركز القومى للبحوث، الى محافظة الفيوم بناء على بروتوكول تم توقيعه بين الجانبين، وقافلة شهر سبتمبر كانت بمركز طامية وشهدت اقبالا جماهيريا مكثفا توافدت فيه الأسئلة والاستفسارات على أعضاء القافلة، التى ضمت ستة من أطباء الوراثة بمختلف اقسامها الاكلينيكية والبشرية والبيوكيميائية.. والذين اعطوا اجابات وافية ومطمئنة للأهالي، حول موضوعات عديدة، اهمها ما قالته الدكتورة انجى عاصم استاذة الوراثة بالمركز القومى للبحوث، عن زواج الأقارب والذى يتفشى بصورة واضحة فى عائلات الريف المصري، ويعطى فرصا اكبر لظهور الأمراض الوراثية، والتى لا تكون ظاهرة بالضرورة على الوالدين، ولكن قد يكونان حاملين لها، وبالتالى تظهر على الأبناء كلهم او بعضهم. كذلك حث اعضاء القافلة على الاهتمام بالفحص الطبى قبل الزواج وضرورة التخلى عن فكرة كونه عيبا للفتاة التى لم تتزوج، خاصة انه لا يتعدى فحوصات عادية وتحليل دم، لكنه يسهم فى تقديم اكتشاف وعلاج مبكر لأى حالة مرضية قبل الزواج والحمل، تحدث أطباء القافلة ايضا عن خطورة الزواج المبكر للفتيات وشرحوا كيف ان جسدها لا يكون مؤهلا للزواج والانجاب مما يرهقها ويعرضها وجنينها لأمراض كثيرة منها الأمراض الوراثية، وتم توجيه الأهالى لكيفية ملاحظة الطفل فور ولادته والتوجه به للأطباء فى حالة الشك فى تغيير ملامحه كطفل داون مثلا، او وجود اى اعاقة ظاهرة فى الاطراف، مما يستلزم الفحص للتأكد من عدم وجود مرض وراثي، وبالتالى منع تكراره فى الطفل التالي، لأن هناك حالات يتكرر معها نفس المرض فى كل الأطفال للاسف، ومن هنا يأتى دور متابعة الحمل والاهتمام بفحص الجنين والاطمئنان على سلامته ، حيث يكون الاجهاض المبكر ضروريا فى بعض الحالات .