محافظات الصعيد لها طبيعة خاصة، حيث تسيطر عليها العشوائية بعد أن تم إهمالها لسنوات وتحولت إلى محافظات طاردة للسكان، إلى أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وأعطى توجيهاته بالاهتمام بقضايا الصعيد وقد تلقى محافظو الصعيد التوجيهات بضرورة تقنين أوضاع التوك توك باهتمام. وفى بنى سويف، أكد المهندس شريف حبيب المحافظ السابق أن المحافظة عملت من خلال خطة متكاملة فى ملف التوك توك مع مراعاة المصلحة العامة، حيث يتم السير فى منح التراخيص ل 4 آلاف توك توك، وهو العدد الذى وافق عليه مجلس الوزراء، وتم إصدار الترخيص ل 2930 منهما انطبقت عليها الشروط، مع التشديد على تكثيف الحملات المرورية لإلزام التوك توك بخطوط السير المحددة. وكانت بنى سويف من المحافظات السباقة فى هذا المجال من خلال إعداد قاعدة بيانات للتوك توك داخل دائرة المحافظة بالتنسيق مع إدارة المرور والجهات المعنية. وفى المنيا تنبه اللواء عصام البديوى المحافظ السابق لهذا الأمر مبكراً وبدأ فى إنهاء ترخيص مركبات التوك توك، وتقنين أوضاعها، مما يساعد على توفير فرص عمل للشباب ويحافظ على أمن وسلامة المواطنين، وأنه فى حالة ضبط مركبة غير مرخصة يتم التحفظ عليها وإلزام مالكها بسداد غرامة 500 جنيه ولا يتم تسليمها إلا بعد إنهاء إجراءات الترخيص، وعمل إعلانات على جميع مداخل ومخارج وحدات الترخيص ومراكز المحافظة، متضمنة إجراءات ورسوم الترخيص والغرامات المطبقة فى حالة ضبط المخالفين. وأشار البديوى حتى نهاية فترته إلى أن عدد التكاتك التى تم ترخيصها حوالى 11 ألف مركبة من اجمالى 50 ألفا غير مرخصة تعمل بالمناطق العشوائية والقرى والعزب والنجوع. وأشار اللواء مجدى عامر مدير الأمن الى تكثيف الحملات المرورية لمنع سائقيه من السير بالطرق السريعة، مع ضبط كل من يخالف القانون بالخروج عن خط السير او قيادته من قبل من هم اقل من السن القانونى. وفى أسيوط نجد «التوك توك» يعيش فى عالم خاص خارج إطار الزمن وكأنه أشبه بجمهورية مستقلة، وتدور الحياة فيها بلا ضوابط بعد أن استباح قائدوها شوارع وأزقة المحافظة لممارسة جميع أنشطة البلطجة وارتكاب جرائم السرقة والخطف ووصلت للقتل باستخدام تلك المركبات، وأخيرا فإن تلك المشكلة فى طريقها للحل بعد إعلان تقنين أوضاعها. فى البداية يرى علاء جلال أحمد محام أن المشكلة ليست فى تقنين وضع التوك توك، ولكن تبقى المسألة الأكثر أهمية وخطورة هى هوية قائديها ومعدل أعمارهم فأغلبهم دون ال 12 عاما وفى بعض الحالات لا يتجاوز 8 سنوات، وهو امر كارثى بكل ما فى الكلمة من معنى، حيث إن هؤلاء الصبية بحكم أعمارهم يتعاملون مع هذه المركبات على أنها لعبة ولا يدركون حجم الأخطاء التى يرتكبونها. وفى المقابل قال حسين عبد الله خليفة سائق توك توك إن المشكلة الحقيقية التى تواجهنا فى الترخيص هى الشروط القاسية والمبالغ المالية التى تصل ل 1000 جنيه وهو ما لا يتوافر مع قائد المركبة الذى يحصل على بضعة جنيهات فى اليوم يستقطع منها البنزين والباقى يفى بمتطلبات المنزل المسئول عنه. كما يقول الدكتور عبد الله جاد الرب أستاذ القانون بحقوق اسيوط: إننا لا ننكر حجم الاحتياج الفعلى لمركبات التوك توك بعد ان قضى على مشكلة المسافات داخل القرى مترامية الأطراف، وأصبح مصدراً لدخل الأسر المعدومة، ولكن فى المقابل تحول إلى أكبر وسيلة تستخدم فى عمليات الخطف والقتل والسرقة، لذا سرعة تقنين أوضاعها باتت مطلبا ملحاً. ومن جانبه، أوضح العقيد إيهاب الألفى وكيل إدارة مرور أسيوط أننا بدأنا بالفعل فى التنسيق مع الوحدات المحلية لمطاردة المركبات المخالفة عقب انتهاء فترة المهلة التى تم منحها لمالكى هذه المركبات لتقنين اوضاعهم وفقا للاشتراطات الخاصة بالتوك توك، بالإضافة إلى منع تسيير مركبات التوك توك فى عواصمالمحافظات أو المدن أو إليها أو فى الطرق الرئيسية والسريعة، وأضاف أنه تم وضع مندوبين من إدارة المرور بمقار الوحدات المحلية تسهيلاً عليهم وتشجيعاً لهم لاستكمال باقى الإجراءات. لا يختلف الوضع فى محافظة سوهاج حيث تقول ليلى فوزى ربة منزل إن بعض معدومى الضمير استغلوا التوك توك فى اغراض مشبوهة مثل خطف حقائب السيدات ومعاكسة الفتيات والتحرش بهن وبعض جرائم الاختطاف. فى حين يرى أحمد دياب موظف أنه اصبح وسيلة انتقال فعالة داخل الطرق الضيقة بالقرى وغير الممهدة، كما انه وسيلة الانتقال الآدمية والمريحة المتاحة لأهل القرى، فضلاً عن رخص الاجرة التى يتم تحصيلها بالمقارنة بوسائل المواصلات الاخرى. وعلى الجانب الآخر يقول حامد محمد سائق توك توك إنه عقب تخرجه استطاع تدبير ثمن شراء توك توك بمساعدة بعض الاقارب والعمل عليه لتدبير مصاريف اخوته بعد وفاة والده دون الحاجة للآخرين. خاصة ان قيادته سهلة. وأضاف محمد وجيه سائق توك توك أن هذا العمل هو مصدر رزق اسرتى وان الكثير من زملائى ليس لهم مصدر رزق آخر سواه، وهذا يتطلب من المسئولين توجيه الرعاية لنا وتقنين اوضاعنا حتى لا نعيش حياتنا فى رعب دائم بسبب مطاردات رجال المرور التى تدفعنا للسير فى الشوارع الجانبية والاماكن النائية للبعد عنهم، مما يسبب لنا خسائر مادية بسبب طول المسافات التى نقطعها.