كشف تقرير لمركز «جالوب» لاستطلاعات الرأى عن أن عام 2017 سجل رقما قياسيا فى معدل التعساء عالميا ،أو الذين يعانون من مشاعر سلبية، فى الوقت الذى تعانى فيه دول متقدمة مثل الولاياتالمتحدةوفرنسا من ارتفاع معدلات الفقر وسط مساعى حكومية لاحتواء تدنى الأوضاع المعيشية للطبقة المتوسطة. ومن جانبه، ذكر التقرير السنوى للمشاعر العالمية الصادر عن جالوب أن أكثر من 20% من عينة الاستطلاع قالوا إنهم يشعرون بالحزن أو الغضب، فيما أكد مابين 37% و38% منهم أنهم عانوا من التوتر أوالقلق ، فضلا عن معاناة 31% من الألم الجسدي. وقال التقرير الذى شمل 147 دولة، وتم إجراؤه عن طريق 150 ألف مكالمة هاتفية ومقابلة وجها لوجه : إنه «بشكل عام ارتفعت مستويات القلق والتوتر نقطتين مئويتين عن العام السابق، وارتفع الحزن والألم الجسدى نقطة واحدة، فى حين ظلت مستويات مشاعر الغضب عند نفس النسبة». وأشار التقرير إلى أن أمريكا اللاتينية تعد الأسعد على كوكب الأرض، حيث سجلت كل من باراجواى وكولومبيا والسلفادور أعلى الأرقام فيما يتعلق بمرور السكان بتجارب إيجابية على مدى اليوم، فيما هيمنت دولا لاتينية أخرى على قائمة أفضل 10 دول مثل جواتيمالا وكوستاريكا والإكوادور، فى حين جاءت ثلاث دول فقط من خارج أمريكا اللاتينية فى ذيل قائمة أفضل 10 وهي: كندا وأيسلندا وإندونيسيا. وفى المقابل، جاءت كل من أفغانستان واليمن كأقل الدول التى يمر سكانها بتجارب إيجابية، فيما سجل سكان جمهورية إفريقيا الوسطى أعلى مستويات «المشاعر السلبية»، وهو ما يعكس عدم الاستقرار السياسى والحرب بين الجماعات المسلحة، التى أجبرت العديد من السكان على الرحيل من منازلهم.وأضاف التقرير أن دولا أخرى احتلت المراكز العشرة الأولى فى «المشاعر السلبية» مثل العراق وجنوب السودان وتشاد وسيراليون ومصر وإيران والنيجر وفلسطين وليبيريا ومدغشقر وأوغندا. ومن ناحية أخري، وبالرغم من النمو القوى وتراجع البطالة، كشف مكتب الإحصاءات الأمريكى عن أن نسبة الفقر فى الولاياتالمتحدة لم تسجل سوى تراجع ضئيل عام 2017 فى عهد الرئيس دونالد ترامب. وكشف التقرير عن أن نسبة الفقر لم تتراجع خلال 2017 سوى بمقدار 0٫4% وهو مقدار ضئيل بالنسبة للقوة الأولى فى العالم، وما زال الفقر يصيب 39٫7 مليون أمريكى يمثلون 12٫3% من السكان. ومن جانبه، علق فيليب ألستون مقرر الأممالمتحدة للفقر المدقع على هذا التقرير قائلا «يجدر بالإدارة الأمريكية أن تشعر بالعار» مضيفا: «إن كان هذا كل ما بإمكان واحدة من أغنى الدول فى العالم إنجازه فى زمن من الازدهار الكبير، فهذا معيب». وفى فرنسا، أعلن بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون تعتزم إنفاق 8 مليارات يورو( ما يعادل 9٫3 مليار دولار ) على مدى أربع سنوات للتصدى للفقر. ومن المقرر أن يحدد ماكرون إستراتيجيته لمحاربة الفقر خلال ساعات. وكان ماكرون قد تعرض للهجوم بعد توليه الرئاسة بصفته رئيس الأثرياء، بعد أن طبق خفضا ضريبيا لصالح الأثرياء والشركات. وتقدر وكالة «إينسي» للإحصاءات عدد الفقراء فى فرنسا خلال 2016 بنحو 8٫8 مليون شخص، أو ما يعادل 60% من شريحة متوسطى الدخل.