►النائب العام يتسلم تقارير الطب الشرعى حول واقعة السائح وزوجته بالغردقة ►الفحص المعملى أثبت وجود آثار للكحول والحشيش نتج عنهما توقف عضلة القلب والتنفس ► نزلة معوية حادة تسببت فى وفاة السائحين البريطانيين نتيجة الإصابة ببكتيريا «إ ى كولاى» تسلم النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق تقرير الطب الشرعى الذى أمرت به النيابة العامة فى تحقيقاتها بالقضية رقم 6545 لسنة 2018 الخاصة بوفاة السائحين البريطانيين وزوجته فى أحد فنادق الغردقة، حيث كشف التقرير خلو جثمانى المتوفيين من ثمة إصابات أو علامات تفيد حدوث عنف جنائى أو مقاومة، وأن الزوج كان يعانى من تضخم بعضلة القلب وضيق يقدر بحوالى 80% بالشريان التاجى الأمامى النازل وفرعه المائل وضيق متوسط يقدر بحوالى 70% بالشريان التاجى الأيمن وضيق متوسط بالشريان المحيطى الأوسط يقدر بحوالى 50%، كما أظهر الفحص المعملى وجود آثار لمادة الكحول الايثيلى وآثار لايض الحشيش، وأن الوفاة كانت نتيجة لتوقف عضلة القلب والتنفس. كما كشف تقرير الطب الشرعى إصابة الزوج جون جيمس كوبر (69 عاما) بالبكتيريا الاشريكية المعوية «إ ى كولاي» E-COLI، التى تسبب الإسهال الشديد والغثيان المؤدى للقيء، وهو أمر يعد من عوامل الخطورة نظرا لكبر سن المتوفى وحالته الصحية المذكورة، وانتهى تقرير الطب الشرعى إلى أن الوفاة نتجت عن النزلة المعوية الحادة والشديدة التى تسببت من الاصابة ببكيتريا «إ ى كولاي»، وما أدت إليه من إسهال وقيء واختلال فى مستوى الأملاح بالدم، وأسهم فى زيادة وشدة النزلة المعوية وتأثيرها على الحالة المرضية الشديدة فى القلب المتمثلة فى ضيق الشرايين التاجية الثلاثة، مما نتج عنه نقص فى الإمداد الوعائى للقلب مترافقا مع تأثيرات العدوى المرضية، مما أدى إلى الوفاة فى النهاية. كما كشف تقرير الطب الشرعى للمتوفاه الزوجة سوزان الين كوبر (64 عاما) أنها لا تعانى ثمة أمراض سوى ضيق بسيط بالشرايين التاجية المغذية للقلب تقدر بنسبة 30 إلى 40%، وأنه لا توجد ثمة سبب عضوى مزمن من شأنه إحداث الوفاة، وقد عزى تقرير الطب الشرعى الوفاة الى اصابتها ببداية متلازمة الانحلال الدموى اليوريمى HUS، مما أدى إلى وفاتها، ويرجح أن يكون ذلك كله بسبب إصابتها ببكيتريا «إ ى كولاي» كونها مقيمة مع زوجها المتوفى بنفس الغرفة وملازمتها له فى التنقل وتناول ذات الطعام. كما افاد الفحص المعملى للعينات المأخوذة من جثمانى المتوفيين سلبيتها لميكروبات التسمم الغذائى الاخرى (السالمونيلا، الشيجلا، الكوليرا، والميكروب العنقودى الذهبى المجلط لبلازما الدم)، اما بالنسبة للرائحة غير معلومة المصدر التى اشارت اليها ابنة المتوفيين وحفيدتهما فقد تبين انها ناتجة عن تسرب لرائحة مبيد حشرى استخدم فى الغرفة المجاورة لغرفة المتوفيين وان هذا المبيد الحشرى (لمبادا 5%) آمن الاستخدام، ونفى التقرير أن يكون لهذا المبيد أى علاقة بوفاة الزوجين فضلا عن عدم وجود أى أثر له بتحليل العينات المأخوذة. وافاد تقرير الطب الشرعى خلو عينات مياه الشرب بالفندق من ثمة بكتيريا أو فطريات ضارة ومطابقتها كيميائيا من حيث الخواص الطبيعية والمواد العضوية وغير العضوية والمعايير الميكروبيولوجية، كما نفى تقرير الطب الشرعى وجود أى تسمم غازى بدماء المتوفيين. فى الوقت نفسه أفادت اللجنة الهندسية المتخصصة من اساتذة كلية الهندسة جامعة جنوب الوادى خلو الغرفة من الانبعاثات الغازية وسلامة أجهزة التكييف والأجهزة الاخرى الموجودة بالغرفة. كما اظهر فحص العينات المأخوذة من 26 من العاملين بقسم الأغذية والمشروبات بالفندق سلامة العينات المسحوبة منهم عدا 3 عاملين تبين اصابتهم ببكتيريا STAPH COAGVLASE VE- STAPH، وأفاد التقرير أنه لا يوجد علاقة بين حدوث الوفاة وإصابة العاملين الثلاثة لاسيما أن التحاليل المعملية للعينات المأخوذة من المتوفيين أظهرت سلبيتها لهذا النوع من البكتيريا. من ناحية أخري، افاد تقرير لجنة خبراء هيئة الطاقة الذرية المكلفين بقرار النيابة العامة بأن المستويات الإشعاعية داخل غرفة المتوفيين وجميع متعلقاتهما ومحتويات الغرفة فى حدود النسب الطبيعية ولا يوجد آثار لأى مواد مشعة تحتوى على اشعاعات مؤينة ضارة بالانسان. وكان السائحان البريطانيان قد وصلا الى احد فنادق الغردقة فى 13 اغسطس الماضى وبرفقتهما نجلتهما واحفادهما ضمن فوج سياحى قادم من انجلترا لفترة تنتهى فى 27 اغسطس الماضي، وفى يوم 21 اغسطس الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا قامت نجلتهما باستدعاء طبيبى الفندق لتوقيع الكشف الطبى على والدها حيث تبين للطبيبين وفق تقريرهما انه كان يعانى من قيء وإسهال منذ الثانية فجرا، وان الطبيبين قدما له العلاج اللازم لحالته وهو عبارة عن محلول رينجر وحقنة ديكساميسيزون لمدة ساعة تقريبا إلا أن حالته اخذت فى التدهور إلى أن توفى بغرفته، وأفاد الطبيبان أن سبب الوفاة توقف عضلة القلب والتنفس. وفى اثناء ذلك أبلغت الزوجة ابنتها بإحساسها بالإعياء فاصطحبتها والطبيبان إلى عيادة الفندق للعلاج إذ تلاحظ للطبيبين عدم استجابتها لما قدماه من علاج فقاما باستدعاء سيارة الاسعاف وتم نقلها لاحد المستشفيات التى أفادت أن الزوجة وصلت فى حالة توقف للدورة الدموية والتنفسية ولم تستجب لإجراءات الإنعاش القلبى الرئوى التى استمرت لمدة 30 دقيقة فتم إعلان وفاتها فى الخامسة واثنتى عشرة دقيقة مساء. وعقب إبلاغ النيابة العامة انتقل فريق من محققيها إلى الفندق، حيث تم التحفظ على الغرفة 5107، التى كان يقيمان بها وكذا جميع متعلقاتهما بما فى ذلك العقاقير الطبية الخاصة بهما، كما انتقل فريق آخر الى مستشفى الغردقة العام لمناظرة جثمانى المتوفيين، حيث تبين عدم وجود اى علامات تشير إلى عنف جنائى أو مقاومة.