قد يبدو من الصعب الجمع بين السباح الأمريكي الأسطورة مارك فيليبس وبطل المصارعة المصري كرم جابر, فالأول حصل علي 22 ميدالية ذهبية أوليمبية بينما كرم رصيده ميداليتان اثنتان واحدة ذهبية والثانية فضية, ومع ذلك أجازف بالجمع بينهما. وقد كانت أول ميداليات مارك الأوليمبية في أثينا 2004 وقد جمع ست ميداليات ذهبية من السباقات التي شارك فيها في هذه الدورة. وأيضا كرم جابر كانت أول ميدالية أوليمبية وكانت ذهبية حصل عليها في نفس اوليمبياد أثينا في بطولة المصارعة وزن 98 كيلو جراما. ولأن بطل المصارعة لا يشترك سوي في بطولة وزن واحد له ميدالية واحدة فلم تكن أمام كرم فرص أخري مثل التي أتيحت لمارك فيليبس للاشترك في عدة سباقات. في أوليمبياد بكين عام 2008 جاء مارك ليثبت إحتفاظه علي القمة وبقوة فقد حصد ثماني ميداليات ذهبية, أما كرم جابر فقد اختفي في بكين ولم يظهر. لم يخرج كرم جابر في الواقع علي النص المصري في الهبوط سريعا من القمة لأن الإستمرار فوقها أصعب من الصعود إليها. فالصاعدون يتطلعون لتحديه, أماهو فعليه تحدي نفسه. وهو ما يفعله مارك فيليبس فهو يتدرب خمس ساعات طوال ستة أيام في الأسبوع. ولهذا استمر في أوليمبياد لندن الأخيرة علي القمة وأضاف لحسابه 8 ميداليات ذهبية ليصبح صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية التي حملها. كرم جابر كان المفاجأة فبعد أن غاب وأحاط نفسه بشائعات مختلفة كانت تعني اختفاءه, استطاع في لندن علي غير المألوف المصري أن يكون علي القمة من جديد ليحصل علي فضية وزن 84 كيلو, ولولا خطأ تحكيمي فاضح كما وصفه المحللون الرياضيون لفاز بالذهبية. وحتي لو كان نصيبه الفضية فهو صاحب إنجاز كبير. أهم ما في إنجازه أنه هبط وإستطاع العودة وهو أمر في حد ذاته لا يقل عن ميدالية ذهبية! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر