أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على تعزيز التعاون مع إيطاليا على الأصعدة المختلفة، مرحبا بتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسئولين فى البلدين خلال الفترة الأخيرة، باعتبارها دليلا على عودة العلاقات بينهما إلى مسارها الطبيعي. وأعرب الرئيس - خلال استقباله أمس، لويجى دى مايو نائب رئيس الوزراء الإيطالى - عن ثقته فى التوصل إلى نتائج نهائية فى تحقيقات مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجيني، وذلك فى ظل توافر الإرادة القوية للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، مشيراً إلى التعاون البناء القائم بين النيابة العامة فى الجانبين، وتوجيهاته للجهات المعنية الأخري، للتنسيق الدائم مع نظيرتها الإيطالية لحل تلك القضية، وقد أعرب نائب رئيس الوزراء الإيطالى عن تقدير السلطات الإيطالية لتطور مسار القضية، وما لمسوه من تعاون مخلص للتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استعرض خلال اللقاء الجهود التى تقوم بها مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتى أسهمت فى الحد من انتقال اللاجئين عبر المتوسط بشكل ملحوظ، حيث لم تسجل حالة واحدة من مصر منذ عام 2016 وحتى الآن، مشيراً إلى الأعباء التى تتحملها لاستضافة الملايين من اللاجئين، ومؤكداً أن مصر ليس لديها مخيم أو معسكر للاجئين، ولكنهم يعيشون كضيوف وينصهرون داخل المجتمع المصرى بحرية كاملة ويتمتعون بالخدمات مثل المواطنين المصريين. وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد تبادلا للرؤى ووجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما تم استعراض آخر مستجدات الأزمة الليبية حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسى للأزمة قائم على إعادة بناء مؤسسات الدولة وفى مقدمتها الجيش الوطنى والبرلمان والحكومة والحفاظ على اتفاق الصخيرات، ودعم جهود المبعوث الأممي. وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد بحث أوجه التعاون الثنائى بين البلدين، حيث أكد الجانبان الحرص على تطوير علاقاتهما ودفعها إلى آفاق أرحب، خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن التعاون فى مجال الطاقة، وذلك فى ضوء اكتشافات الغاز الأخيرة فى مصر وسعيها لكى تكون مركزا إقليميا لتجارة وتداول البترول والغاز، فضلاً عما يتوافر بها من بنية تحتية وقدرات لوجيستية تؤهلها للوصول إلى هذا الهدف، حيث أشاد الرئيس بالجهود الكبيرة لشركة «إيني» الإيطالية وما أنجزته على أرض الواقع فى مختلف المشروعات التى تشارك فيها فى مصر وفى زمن قياسي. كما تناول اللقاء سبل التعاون بين الدولتين فى المجال الثقافي، خاصة فى ظل العلاقات التاريخية والممتدة بين البلدين والشعبين والصديقين، ومع افتتاح مصر لمتحف مصر الكبير والذى يعد الأكبر فى العالم، وعدد من المتاحف الأخرى المتميزة. من جانبه أكد نائب رئيس الوزراء الإيطالى عن سعادته بزيارة القاهرة، مشيراً إلى حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة فى مختلف المجالات، ومشيراً إلى إعجابه بما تشهده مصر من نهضة فى المجالات المختلفة وجهود للإصلاح الاقتصادي، وما يتم إنجازه من مشروعات كبرى ملموسة بدأت تؤتى ثمارها فى تحقيق تقدم اقتصادى واجتماعي. كما أعرب نائب رئيس الوزراء الإيطالى عن حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر فى مجال الطاقة للجديدة والمتجددة، مشيراً إلى أن المشروعات المصرية فى هذا المجال شهدت طفرة كبيرة كان لها أثرها الدولى الواسع. ونقل نائب رئيس الوزراء الإيطالى تحية وتقدير الجالية الإيطالية فى مصر، مشيرا إلى ما لمسه أعضاء الجالية، الذين تمسكوا بالبقاء فى مصر رغم ما مرت به من أحداث، وما يلقونه من معاملة طيبة من أبناء الشعب المصري. حضر اللقاء المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير الإيطالى بالقاهرة.