محسن وأبو عزة وخميس وأحمد وحسين ومسعد، تراهم فى كل حارة وشارع وميدان وحى، لكن كل واحد منهم له الزى الخاص الذى يوضح انتماءه الإقليمى ما بين مصرى وسورى ومغربى وليبي، لكنهم جميعا اتفقوا دون ترتيب، على أن الإبريق الذى يحمله كل واحد منهم يظهر معطرا بباقة ورد جميلة تشير إلى ما فى الإبريق الكبير من مشروبات العرقسوس، الذى يشدو بائعه بعبارة «شفا وخمير يا عرقسوس»، أو يروى ظمأه بكوب من مشروب الخروب أو التمر هندى. وبجنيه واحد أو ربما أقل من جنيه، يمكنك أن ترطب ريقك بكوب بارد فى هذا الحر الشديد وكذلك تريح معدتك بالمشروب الصحى المفيد، فهو ليس به إضافات أو مكسبات طعم أو غازات تنفخ جوفك وتثقل بطنك بالهواء. أما لو واحد «غلبان» أو طفل صغير اشتهت نفسه كوبا من أى من هذه المشروبات ولم يكن يملك ثمنه ، فما عليه إلا أن يتوجه إلى حامل الإبريق ويكفى أن يلاحظ بائع العرقسوس على وجهه علامات العطش، ليسارع بصب كوب يقدمه إليه ليروى عطشه ب«بلاش» ، وهو يرحب به وربما يحكى له عن فائدة كل مشروب، فهذا يضبط الضغط وهذا ينقى الدم وهذا مفعم بمضادات الأكسدة لكنها جميعها تروى ظمأ العطشان وتنعش قلب الحران.