بدأ العمل فى مشروع «سد النهضة» الإثيوبى فى أبريل 2011 على أساس أن يكتمل تشييده خلال فترة لا تزيد على خمسة أعوام، إلا أن الأزمات تلاحق «السد» منذ ذلك التاريخ حتى أنه أصبح من غير الممكن تحديد موعد للانتهاء من المشروع وفقا لتأكيدات واضحة من جانب قيادة إثيوبيا. فقد أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد أمس الأول أن مشروع «سد النهضة» قد لا يرى النور على الإطلاق، فى تصريحات أكثر تشاؤمية من نظيرتها التى أدلى بها آبى أحمد نهاية يوليو الماضي. وأكد فيها أن وتيرة العمل الحالية فى مشروع السد ترجح أن الانتهاء من تشييده قد يتطلب 10 أعوام إضافية على أقل تقدير. وتتمثل أبرز الأزمات التى تواجه «سد النهضة» فى أزمة نقص الدولار التى تشهدها إثيوبيا فى الفترة الأخيرة، مما أدى إلى تعطيل عمليات التعاقد وشراء واردات أساسية لازمة لإتمام مراحل التشييد. وتتعلق ثانى الأزمات ببدء سلطات إثيوبيا البحث مؤخرا عن شركة بديلة للتعاقد معها لإتمام عملية بناء السد بعد تعثر شركة «ميتيك» المحلية فى إتمام المهام الموكلة لها فى الموعد المحدد سلفا، وذلك فى حين أن الشريك الإيطالى «ساليني» بدأ فى مطالبة الحكومة الإثيوبية بتعويضات مالية عملاقة نظير تعطيل مراحل التشييد رغم انتهائه من الجوانب المسئول عنها فى الموعد المحدد.كما شكل مقتل المهندس سيميجنيو بيكيلى مدير مشروع السد نهاية يوليو الماضى أزمة محدودة فى تاريخ السد، حيث كان المهندس، الذى لقى حتفه برصاصات مجهولة، يكرس نفسه كليا للمشروع منذ البدء فيه قبل سبع سنوات ويعتبر الوجه الإعلامى والتنفيذى للمشروع داخل إثيوبيا وعلى المستوى الإقليمي. وجاء تعيين أديس أبابا للمهندس آفريم ولد كيدان خلفا لبيكيلى لشغل المنصب، لكنه لم يعوض التأثير الواسع لبيكيلى سواء بين فريق عمل المشروع أو على المستوى القومي.