لا شىء يقلقنى سوى اتساع حجم الشريحة المجتمعية التى يرتسم العبوس على وجوهها ليل نهار.. وأصبحنا نتساءل خصوصا كبار السن أمثالى متى تستعيد مصر ابتسامتها التى كنا نراها على الوجوه فى البيوت والشوارع والأندية وسائر المحافل مع أن الحياة فى أيامنا الفائتة كانت أقل رغدا وأقل رفاهة من اليوم. أتحدث عن شريحة تزداد اتساعا لأناس لم تعد تنطق ألسنتهم سوى بالشكوى والاعتراض على كل شيء يصادفونه فى الحياة وتلك ظاهرة بالغة الخطورة لأن هؤلاء الناس تتحول أيامهم فى الدنيا إلى «آهة عذاب» دائمة تحرمهم لذة الاستمتاع بأى شيء جميل حتى فى المناسبات والأعياد والأفراح التى لا تنقطع عن حياتنا الاجتماعية والوطنية والدينية. وربما كان الأمر يمكن فهمه لو أن هذه الشريحة تقتصر على الذين يواجهون مصاعب معيشية بسبب عدم تناسب دخولهم مع تكاليف الحياة والعجز عن تلبية بعض المطالب المشروعة للأسر التى يعولونها ولكن الكارثة أن معظم من صادفتهم من شريحة الناقمين على الحياة من الأثرياء والقادرين المرضى بالحقد والحسد والغيرة والتلذذ بجلسات النميمة ومن ثم يصرون على تجاهل النعم التى أسبغها الله عليهم سواء فى الصحة والستر أو الثروة أو الجاه أو الوفرة من البنون. وفى اعتقادى أن مصر لن تستعيد ابتسامتها من جديد وتختفى علامات العبوس على الوجوه إلا عندما نستعيد فضيلة القناعة وساعتها سوف ندرك جميعا أغنياء وفقراء أن السعادة ليست فى المال أو السلطة أو الجاه وإنما السعادة فى القناعة والرضا بما قسمه الله لنا.. فى ظل اليقين بأن القناعة كنز لا يفني! وليتنا نستغل فرصة احتفالنا بالأيام المباركة لموسم الحج وعيد الأضحى المبارك لكى نقول وداعا لزمن الابتسامة الغائبة عن الوجوه مهما تكن مصاعب الحياة لأن جوهر الإيمان الصحيح يقوم على الرضا والتفاؤل وصحة اليقين بأن الغد سيكون أفضل بمشيئة الله الذى تتسع خزائنه للناس أجمعين! خير الكلام: السعداء هم الذين لا يلهثون بحثا عن السعادة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله