لعل مناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك تكون مدخلا لحديث ذى شجون نستعيد فيه أجمل ذكريات الماضى التى عايشناها مع آباء وأجداد كانوا يشعرون بالسعادة ويحسون بالانبساط والهناء وهم يعيشون حياة بسيطة فى بيوت بسيطة تجمعهم مع أهلهم وذويهم والابتسامة تغطى الوجوه والضحكات تصدر من القلوب. كان العيد يمثل فرصة حقيقية بكل معانى الكلمة لأن الآباء والأجداد نشأوا فى أجواء نقية لم ترتبط فيها السعادة بالمال أو الجاه وإنما السعادة إحساس بالرضا والقناعة والشكر لله على نعمة الصحة ونعمة الستر والاعتراف بأن جمال الطبيعة فى مصر يساوى ملايين الملايين لدى الآخرين حيث وهبنا الله السماء الصافية والطقس البديع والروح الأسرية التى تربط بين قلوبنا بالرحمة والمودة التى لا وجود لها فى أمم وشعوب أخرى ربما تكون أغنى منا ولكنها أشد فقرا فى أشياء كثيرة منحتها لنا العناية الإلهية. إن لدينا من فضل الله شواطيء على البحرين الأبيض والأحمر ولدينا نهر النيل العظيم ومساحات فسيحة من الحقول والبساتين مليئة بنسائم هواء منعش يصنع تأثيرا مهدئا أقوى من كل مؤثرات المشاكل والهموم.. فلنجعل من العيد فرحة حقيقية بالخروج إلى الفضاء الفسيح كما كان يفعل الآباء والأجداد. فى العيد فرصة للفرحة وفرصة للتأمل فى عظمة بلادنا لكى ندرك أن السعادة تحيط بنا من كل جانب وأن هناك من أدوات السعادة الكثير والكثير مما منحه الله لمصر والمصريين.. ومن الظلم لأنفسنا أن نتعامى عن رؤية جمال الطبيعة وما تختزنه بلادنا من ثروات طبيعية فوق وتحت الأرض وهى تمثل رسالة مفادها أن الخير كثير والرزق وفير وعلينا أن نستعيد روح العمل بكل طاقات التفاؤل والأمل فى غد أفضل بمشيئة الله.. واللهم احفظ مصر من كل سوء. خير الكلام: شجرة اليأس لا تثمر.. وشمعة الإحباط لا تضيء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله