يعيش مزارعو البحيرة وكفر الشيخ فى مأساة حقيقية بعد قيامهم بشراء بذور للطماطم من إحدى شركات الاستيراد وزرعها فى الأرض لتمر الأيام فى انتظار جنى الحصاد .. لكن المفاجأة وبعد مرور بضعة أسابيع ظهرت حالات إصابة على النبات بتجعد الأوراق وحالة من التقزم والذبول.. وهنا كانت الأسئلة هل تمت مراجعة الشحنات المستوردة من البذور قبل دخولها البلاد؟ وهل هناك بالفعل بذور مقلدة تم نشرها فى الأسواق بعيدة عن الشركة المستوردة ؟ حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين قال إن السنوات الماضية شهدت انتشار تقاوى مغشوشة بأسعار مرتفعة تصاب بالأمراض قبل أن تنتج ، خاصة فى تقاوى الطماطم وفول الصويا والفول البلدي والبطاطس وهى تؤدى لخسائر فادحه للمزارعين، حيث يتكلف الفدان الواحد من الطماطم مثلا من 20 إلى 25 ألف جنيه قبل معرفة أن التقاوى مصابة بفيروس بعد أن يكون الفلاح صرف كل ما يملك وينتظر الإنتاج. وأضاف أبو صدام أن ذلك ظهر بشكل واضح بعد تلقى شكاوى عدد كبير من مزارعى الطماطم بكفر الشيخ والبحيرة من إحدى شركات استيراد البذور واتهامها بأنها وراء بيع بذور»023»الخاصة بالطماطم ، والتى أثبتت لجنة من وزارة الزراعة أن محصولها مصاب بفيروس تجعد الأوراق، وعليه أعراض ذبول وتقزم فى النباتات، موضحا أن بعض التجار أطلقوا شائعات عن أن ارتفاع درجات الحرارة سبب أساسى لهذا الفيروس وهو كلام غير صحيح ، بدليل عدم إصابة المحاصيل الأخرى المزروعة فى المكان نفسه ، كما أنه من المفترض أن هذه التقاوى معالجة ضد الفيروس وضد ارتفاع درجات الحرارة . وكشف نقيب الفلاحين عن نقطة خطيرة وهى أن هذه المشكلة سوف تظهر قريبا بالصعيد، لأن المحصول هناك لا يزال فى أيامه الأولي. بدوره أكد الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين أن ماحدث مع محصول الطماطم هو كارثة بكل المقاييس ،بسبب عمليات الغش التجارى التى تؤدى إلى خسائر المزارعين نتيجة انخفاض الإنتاج وجودة المنتج ، وبالتالى عزوف الدول المستوردة عن استيراد بعض المحاصيل الزراعية مما يضر بالاقتصاد القومى للبلاد . وكشف نقيب الزراعيين عن أن النقابة بصدد توقيع بروتوكول مع جهاز حماية المستهلك خلال الأيام المقبلة لحماية المزارعين والمستهلكين من عمليات الغش. فى السياق نفسه قال الدكتور حامد عبدالدايم المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن استيراد التقاوى من الخارج يتم بعد موافقة لجنة التقاوي، وعند وصول الشحنة للمطار لا يتم الإفراج عنها إلا بعد أخذ عينات منها عن طريق الحجر الزراعى للتأكد من خلوها من أى آفات حجرية، والتأكد من مدى صلاحية إنباتها.