بقلب حزين نعلن وفاة رئيس جمهورية غانا المفاجئة.. بهذه الكلمات المقتضبة تم الإعلان بغانا عن وفاة الرئيس جون أتا ميلز في24 من يوليو الماضي بشكل مفاجئ في أحد المستشفيات العسكرية بالعاصمة أكرا, عن عمر يناهز68 عاما، , إثر إصابته بأزمة قلبية حادة. الخبر كان مفاجئا للشعب الغاني, البالغ تعداده ما يزيد عن24 مليون نسمة, فالرئيس الذي تولي الحكم في يناير2009 لم يتم الإعلان من قبل أنه مريض, حتي رحلته الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية قيل إنها لإجراء فحوص طبية روتينية, كما تم الإعلان عن أنه كان يخطط لخوض الانتخابات الرئاسية في ديسمبر المقبل. كان ميلز الأستاذ السابق في القانون قد فاز علي منافسه نانا أكوفو-آدو في انتخابات الرئاسة الغانية مطلع عام2009 بفارق40 ألف صوت من أصل9 ملايين صوت, وذلك في الانتخابات الرئاسية الخامسة منذ عودة ديمقراطية التعددية الحزبية إلي غانا عام.1992 ولم تكن تلك الانتخابات الرئاسية الأولي التي يخوضها الرئيس الغاني الراحل, حيث ترشح لانتخابات عامي2000 و2004, لكنه لم ينجح فيهما, وتولي منصب نائب الرئيس في الفترة بين عامي1997 و2001 خلال عهد الرئيس جيري رولينجز, وقد شهدت غانا في عهده تسارعا في عجلة النمو الاقتصادي, خصوصا بعد بدئها في إنتاج النفط قبل نحو عامين. ميلز المولود في21 من يوليو1944 بغرب غانا حصل علي شهادة في القانون من جامعة غانا عام1967, ثم درس في لندن بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وحصل علي درجة الدكتوراه في القانون بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن, ثم حصل علي درجة الأستاذية قبل أن يعود إلي بلاده ليعمل مدرسا في كلية الحقوق بجامعة غانا, حيث قضي20 عاما في التدريس. بداية من عام1986, في عهد الرئيس جيري رولينجز, تم تكليف ميلز للقيام بأعمال حكومية تتعلق بالإيرادات الداخلية للدولة, وانضم رئيس غانا الراحل لحزب المؤتمر الوطني, وتدرج في العمل السياسي حتي أصبح رئيسا لمجلس الدفاع الوطني المؤقت, وفي1996 اختاره الرئيس رولينجز ليشغل منصب نائب الرئيس خلال حملته لإعادة انتخابة لفترة ولاية ثانية, وفي عام2000 أصبح ميلز مرشح حزب المؤتمر الديمقراطي الوطني في الانتخابات الرئاسية, في مواجهة مرشح المعارضة جون اجيكوم كوفور, وجرت الانتخابات في7 من ديسمبر عام2000 وحصل ميلز علي44.8% من الأصوات, مقابل48.4% لمنافسه, وفي جولة الإعادة فاز كوفور ب56.9% من الأصوات. وفي ديسمبر2002 تم انتخاب ميلز داخل حزبه, ليخوض انتخابات الرئاسة للمرة الثانية عام2004, لكنه خسرها مرة أخري أمام الرئيس اجيكوم كوفور, وكرر ميلز ترشحه في انتخابات2008 ليفوز ب81.4% من أصوات الناخبين, بفارق كبير عن منافسه, واعترافا بالديمقراطية والحرية التي جرت فيها تلك الانتخابات اختار الرئيس الأمريكي باراك أوباما غانا لتكون محطته الإفريقية الأولي, في أولي زياراته الرئاسية لدول جنوب الصحراء الإفريقية. برحيل الرئيس جون أتا ميلز يصبح أول رئيس غاني يتوفي وهو في السلطة, وفيما أدي نائب الرئيس جون دراماني ماهاما اليمين أمام البرلمان وتولي قيادة البلاد بموجب الدستور, ينتظر الغانيون إجراء الانتخابات الرئاسية في ديسمبر المقبل, وهي الانتخابات المتوقع أن تشهد منافسة كبيرة بين المرشحين, خصوصا بعد وفاة الرئيس ميلز, الذي كان أوفر المرشحين حظا وأكثرهم فرصا في الفوز.