يكفي أن نذكر اسم شيخ الكتاب.. جبرتي الدراما المصرية «محفوظ عبد الرحمن» حتي نتذكر كل المعاني الإنسانية الجميلة.. وعندما تحل ذكراه الأولي هذه الأيام والتي يجب أن تحتفي بها الشاشات والإذاعات أتذكر تواضعه الجم وإنسانيته وعشقه لمصر الذي علمه لأجيال وأجيال من خلال روائع الدراما التليفزيونية وعلي رأسها بوابة الحلواني وأم كلثوم وغيرهما من الأعمال التي تمثل بصمات إبداعية في تاريخ السينما والدراما التليفزيونية والمسرحية، وأسهمت في تكوين وجدان أجيال متعاقبة، فهو الكاتب الذي لم ينافسه كاتب آخر في المزج بين الأدب بالتاريخ، وهو من صور ملحمة تأميم قناة السويس علي يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في فيلم ناصر56، ودون تاريخ حفر القناة نفسها في مسلسل بوابة الحلواني بأجزائه الأربعة، وهو صاحب رائعة «أم كلثوم» التي قدم فيها بانوراما درامية للمجتمع المصري، فنيا وسياسيا واجتماعيا، من خلال شخصية سيدة الغناء العربي، إلي غير ذلك من عشرات الأعمال التي أبدع فيها جبرتي الدراما المصرية. وهنا أدعو الإذاعة والتليفزيون لتقديم احتفاء يليق بالكاتب الكبير الذي تحل ذكراه الأولى الأحد المقبل، وسيظل باق بأعماله الخالدة وسيرته الطيبة، وتفرده في التدقيق فيما يكتب، فهو أفضل من قام بالتأريخ للوطن بشكل موضوعي، فترك للتاريخ وثيقة يمكن الرجوع إليها لمعرفة تاريخ مصر بكل مصداقية وموضوعية. أتذكر دائما صوته وكلماته الرقيقة والتي كانت تمتلئ بالتفاؤل والعشق لمصر والإشادة بما يحدث علي أرضها في السنوات الأخيرة من إنجازات ومشروعات كبري يتنبأ بها بالخير الكبير. محفوظ عبد الرحمن لم يكن مجرد كاتب قدير بل كان أبا ومعلما لأجيال تعلمت منه معني الوطنية والولاء والانتماء للوطن، وأري أن التكريم لابد ألا يتوقف عند حياة الكبار.. ولكن يجب أن يستمر ويتواصل للشخصيات المتفردة التي تستحق أن تظل أمام أعيننا نموذجا وقدوة نحتذي بها.