اليوم صدق أو لا تصدق ثاني أيام العيد.. فهل شعرت بفرحة العيد في قلبك؟ إن تلال الهموم والقلق والحزن تملأ القلوب, والخوف من المستقبل شوكة عالقة في الحلوق, تسرق منا فرحة الأيام. ومن الطبيعي أن الإنسان (الطبيعي) لا يمكنه أن يظل علي هذا الحال من الاضطراب آناء الليل وأطراف النهار.. إنه حتما سينهار. تري.. هل بات الحديث عن الفرح إثما من الآثام, أو حلما مستحيلا كأحلام العبيط؟ لماذا إذا نظرت إلي ناس الغرب تجدهم مستبشرين باسمين ضاحكين, بينما وجوه العرب دائما عابسة؟ هل هو القمع المتواصل للروح والوجدان والأجساد؟ أم إنه الفقر والبطالة وانعدام العدل؟ إنه كل ذلك وأكثر. ومع ذلك لا مانع من المحاولة. تعالوا نضع معا من الآن فصاعدا مشروعا قوميا للفرح. ربما كان الإعلام والصحافة مسئولين عن جو الكآبة المتفشي حولنا بتركيزهما المتواصل علي المشكلات.. فلماذا لا تبدأ الصحافة في إشاعة الفرحة؟ مثلا.. لماذا لا تتضمن نشرات الأخبار خبرا, أو اثنين, يثيران البهجة؟ هل من الضروري أن نبدأ النشرات بالغم والهم والزلازل والنكد؟ ولماذا لا تكون لدينا صحيفة كلها أفراح, وتبحث عن كل ما هو مبهج لتقدمه لنا.. وليكن اسم الصحيفة أفراح بلدنا؟ وبالنسبة للسياسيين.. لماذا لا نسمع منهم إلا كل ماهو كئيب وجاد ومثير للجدل والخلاف؟ طيب.. تعالوا نغامر, ونطلب من رئيس الدولة الدكتور مرسي أن يبدأ بنفسه, ويغير لغة خطابه, ليصبح كل ما يقول أنشودة للأمل. وهل نكون قد تجاوزنا حد الأدب لا سمح الله إن نحن طلبنا منه أن يبتسم وهو يتحدث إلينا؟. وتبقي همسة نهمس بها في آذان إخوتنا المتدينين (إخوانا كانوا أو سلفيين أو متصوفة أو جماعات أو جهاديين): هل الإسلام تجهم وصرامة وعبوس بدعوي الجدية؟ لماذا لا نسمع ضحكاتكم وأنتم تخاطبوننا؟ نعم.. نعرف أن كثرة الضحك تميت القلب, لكن أيضا لا تنسي أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.. أرونا ابتسامتكم يا سادة, أثابكم الله, فقد امتلأت أرواحنا بالكآبة حتي كادت أن تطفح.! المزيد من أعمدة سمير الشحات