يكره الإنسان بدافع الاحباط، وعند الخوف، وفي حالة الغضب، وعندما يتعرض للاستغلال، وهكذا يتصرف بعدوانية، وأحيانا يكره نفسه، عندما يعجز عن تغيير حياته، ومن يحب يمكن أن يكره، ومن يكره من الصعب أن يحب، والكراهية مرادفة للفقر، والتعرض للعنف، وأيضا الاستغلال. والناس يحبون من يحبهم، ويكرهون من يكرههم، وقد ينخدعون، فلا يفرقون بين العدو والصديق، وقد يدوم الخداع أو لا يدوم، وأحيانا يصبح الحب والكره وجهين لعملة واحدة، عندما نكره من يحبنا، ونحب من يكرهنا، وهذه حكاية أخرى. والناس يكرهون من يختلف معهم، ومن لا يجاريهم، ومن هو أفضل منهم، ومن يشكل تهديدا، ومن يريدون أن يكونوا مكانه، ويحاولون بالكراهية حماية أنفسهم من شر أنفسهم، والعكس هو ما يحدث، وحينما تختل المعايير، تصبح الكراهية أسلوب حياة. وفي لحظات الكراهية، ننسي الايجابيات، ونتذكر السلبيات، نحب أعداءنا، ونكره أحباءنا، والحب أعمى، والكراهية أيضا، وهناك من يكره لدرجة تمني الموت، وهذه قمة الكراهية، وقد لا نكره الشخص، لكن لا نسعد بوجوده، وغالبا يكون الشعور متبادلا. والحاقد يكره غيره، لأنه يكره نفسه، ومن يكرهك اليوم لن يحبك غدا، ومن يحبك اليوم، قد يكرهك غدا، والناس يتغيرون، عندما تتعارض المصالح، ولو كرهت أحدا، لا تعطه أهمية، فقد يكون لا شيء، المهم أن تعرف من يحبك، ومن يكرهك، حتي لا تنخدع من جديد. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود