طرأ تطور ملحوظ لمصلحة الدولة السورية فى مسار حربها ضد العصابات الإرهابية الداعشية، وضد قوى أخرى معارضة ومناهضة للنظام القائم هناك، وذلك بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من سبع سنوات. كانت خسائرها فادحة، وألحقت دمارا هائلا خيم فوق الأراضى السورية، ومن أهم أشكال إطالة زمن الحرب، الدعم العسكرى والسياسى المتدفق والمتواصل لأطراف القتال، فروسيا وإيران وحزب الله مع النظام، أما الدول المضادة والمتنمرة له، فتأتى فى مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها تركيا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل بطبيعة الحال، ،أيضا للأسف بعض دول الجوار!، ومنذ حين خففت بعض تلك الدول نسبيا تدخلاتها فى الشأن السوري، ودعمها للإرهاب والقوى المناهضة للنظام، وذلك نتيجة ما لحق ببعضها من أعمال إرهابية فى مدن أوروبية، وما تبين لها جليا أن معركة الرئيس السورى بشار الأسد وحلفائه هى فعلا ضد الإرهاب الدولى المدعوم، الوافد إلى أراضيه لينشئ دولة الخلافة ويرفع راياته السوداء فوق منشآتها، وكل همه أن ينتهك حرمات المواطنين ويسلب حقوقهم، ويدمر حضارات سوريا وآثارها التاريخية، ويثير الفزع فى نفوس المواطنين، سعيا للمزيد من الإرهاب والعدوان والتوسع.. الخ، حتى خاب ظنه، وتبخرت أحلامه بعد أن رجحت كفة الجيش الوطنى السوري، وتغيرت حدة النظرة الخارجية إلى النظام السوري، وبالتالى طرأ ما استجد على ساحات القتال، وعلى مجريات التفاوض سعيا للتوصل إلى حل للمشكلة السورية، وقد قال وزير الدفاع الإسرائيلى ليبرمان إنه أصبح فى حكم المؤكد أن يعود الوضع فى سوريا إلى ما قبل الحرب الأهلية، توقع أن تصبح هضبة الجولان أهدأ مع عودة الحكم المركزى للرئيس الأسد إذ ستكون هناك على حد قوله جهة يمكن مخاطبتها وشخص مسئول وحكم مركزي!!، وقد يستلفت انتباه المرء ما جاء فى كلمات الوزير الإسرائيلي، أو معنى بين سطورها، أو سر ما خلف الكواليس، وهذا بطبيعة الحال أمر يخص المحللين السياسيين والأجهزة الاستخباراتية. أما ما يثير التساؤل فهو كيف لسوريا أن تعود إلى ما كانت عليه قبل الدمار الهائل الذى أصابها، والمأساة التى دفعت بمئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، إلى الفرار بعيدا عن الجحيم، . وكيف سيتم إعمار سوريا وتوفير الإمكانات المادية المهولة اللازمة لذلك ومعظم الدول العربية بل جميعها فى مشكلاتها الداخلية الأمنية والاقتصادية؟ وهل فى مقدور ثلاث دول فقط ترتبط بسوريا وحليفة معها بشكل أو بآخر، وهى روسيا وإيران والصين أن تتكفل بتوفير الدعم اللازم للإعمار، بينما العلاقات الأمريكية الأوروبية مع سوريا على ما هى عليه، ومن الجدير ذكره فى هذا الصدد ما كشف عنه المبعوث الأممى الدبلوماسى ستيفان ديميستورا، أثناء ملتقى الحوار المتوسطى «وهو الذى يجمع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط»، من أن فاتورة إعمار سوريا تقدر بمبلغ 250 مليار دولار على أقل تقدير!؟؟ وليت فى المقدور أن يستنسخ عالمنا العربى جورج مارشال جديدا ليفعل ما فعله الجنرال جورج مارشال الأصلى عام 1947 «رئيس أركان حرب الجيش الأمريكى فى أثناء الحرب العالمية الثانية ثم وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد ذلك» بمشروعه المسمى باسمه، وتنفيذا لهذا المشروع منحت الولاياتالمتحدةالأمريكية مبلغ 13 مليار دولار لدول أوروبا التى دمرتها الحرب، وذلك لإعادة الإعمار. جلال إبراهيم عبد الهادى مصر الجديدة