رائعون ومحبون لبلدهم ويثبتون أن مصر الولادة للمواهب والإبداع والتفوق لن تتوقف.. إنهم الشباب من المخترعين والمبدعين الذين كرمهم الرئيس فى مؤتمرهم. كيف سنحمى هذا الشباب وأمثاله من مفارم الفساد والإهمال واستقواء المال والنفوذ والتمييز وأين سعادة البيه وسعادة الباشا!! وهل هناك خطط جادة للوصول لأمثالهم ممن لا تسمح ظروفهم بالوصول والمشاركة فى إطار خطة قومية لاحترام وتمكين العلم والعلماء والمبدعين والمبدعات. أسعدنى انعقاد المؤتمر تحت قبة جامعة القاهرة بكل رمزيتها التاريخية والعلمية والوطنية والتى تمثل ثمار العقول وأجيال الخريجين والخريجات قيمها الحقيقية، لذلك أسفت للمبالغة والإسراف فى التأنق والفخامة والإبهار الشكلي، بينما كانت الظروف والأزمة الاقتصادية والضغوط التى يعيش تحتها المصريون محورا من أهم محاور حديث الرئيس!! ولفتنى ما ساد قاعة المؤتمر من حميمية وسعادة الشباب بالتكريم. لفتنى فى المؤتمر وفى محاوره حول بناء الإنسان.. الهوية والانتماء والتعليم والصحة والتقنيات الحديثة ومواجهة الفساد وقد حرص الرئيس على مواصلة دق أجراس الخطر والتذكير بما نمر به من تحديات ونذر خطر تقتضى مواصلة الاحتمال والصبر والتضحية ومعاودة التأكيد أنه إذا كانت هناك سبل وسياسات أخرى ووسائل لتخفيف الأعباء لبادرت الحكومة ومؤسسات الدولة باتخاذها ومطالبة الرئيس أيضا وأكثر من مرة من لديه حلول تعين الدولة على عبور أزماتها الاقتصادية وتخفف آثارها على الملايين بإعلانها. لقد توقفت طويلا أمام هذا التوجه بالغ الأهمية من الرئيس وتعجبت وتساءلت إن كانت الدوائر المحيطة تنقل ما يطرح من آراء ورؤى ومقترحات علماء وخبراء ومتخصصين محترمين لهم قيمتهم وقدرهم وسبق وكتبت ورجوت تكوين لجنة وطنية من أصحاب هذا الفكر المختلف الذى يطرح مسارات أخرى مختلفة تماما للحلول لأزماتنا وتوقف أخطر ما يبدو أن الحكومة لم تعد تجد غيره لحلها وبعد ما وصلت إليه الأرقام المحبطة للقروض والديون.. وهى جيوب الناس واختبار صبرهم وصمودهم التاريخى وأقولها بأمانة المحبين والخائفين على بلدهم أرجو ألا يستنفد بالفعل تحت عذابات وآلام قرارات وسياسات لا تدرك الأبعاد والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والإنسانية والأخلاقية!! قالها الرئيس فى المؤتمر صادقا «اللى عنده حلول غير كده يقدمها» وقالها مرات عديدة علماء وخبراء ومفكرون ومبدعون.. نعم هناك حلول أخرى ومختلفة تعين وتخفف وتحقق نتائج أفضل!! وفى بيان تولى الحكم لفترة رئاسة ثانية أعلن الرئيس أمام نواب كان يجب أن يكونوا عونا أفضل للشعب فى عبور أزماته أن الرأى الآخر شريك أساسى فى بناء الدول الديمقراطية الحديثة التى نتطلع إليها.. أليست هذه اللحظات والأزمات المصرية تقتضى وتتطلب هذه المشاركة؟ نقطة أخرى لا تقل أهمية أن الحس الوطنى والتاريخى والإيمانى لدى المصريين يقول لهم انهم أبناء أرض أفاض الله عليها بالخير والثروات البشرية والطبيعية.. حقيقة سرقت ونهبت منذ فجر تاريخه وحتى اليوم ولكن مازالت قادرة على أن تتعافى إذا أحسنت وعظمت إدارة ثرواتها البشرية والطبيعية.. مسئولية من العجز عن استرداد وإدارة التريليونات المضيعة التى تكتشف كل يوم من أموال المصريين.. ولا أريد أن أعيد ما لم أتوقف عن الكتابة عنه من أرقام تمثل نماذج لأرقامها التى لا تصدق كمئات المليارات من المتأخرات الضريبية وما أعلنه الوزير عرفان فى مؤتمر الشباب عن 900 مليار جنيه منازعات ضريبية مؤجلة منذ عشر سنوات وتريليونات ما جرف واستولى عليه بالباطن من الأراضى ولم تستطع اللجان المسئولة أن تسترده حتى الآن!! وما أعلنه بنفسه وزير الأوقاف ونشرته «اليوم السابع» أن أموال الأوقاف تمتلئ بالفساد وأن التقديرات الأولية لها تريليون جنيه!! ومليارات الصناديق الخاصة.. أما إهدار الكنوز والثروات الطبيعية فمأساة دامية ولو هناك عدالة بحقوق المصريين لحوكم بالخيانة العظمى من شاركوا فى جرائم إهدارها.. كانت عربة نصف النقل من الرمال السوداء تباع ب15 جنيها وثمنها الحقيقى ملايين الجنيهات!! هذه الرمال تستخدم فى صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والمفاعلات النووية وقد بدأ أخيرا أول مشروع لاستخلاصها وقالت دراسة علمية ان 300مليار جنيه عائدات متوقعة هذا إن لم يتدخل الفساد والتهريب!! تمنيت أن يعلن فى المؤتمر مقدار ما يفعل ويستثمر ويطبق من أبحاث علماء وباحثين وثمار العقول المبدعة التى تمتلئ بها الجامعات ومراكز الأبحاث وهل تغيرت أشكال المعاناة والإهمال التى تعرضت لها آلاف الأبحاث التى كان تطبيقها يحقق معجزات.. لا جديد ان أقول إن التفوق العلمى وتطبيقاته تقود سباقا وتفوق الأمموالصين أفضل نموذج لإدراك قيمة هذا التفوق وحلقت به اقتصاديا وسياسيا وفرضت نفسها كقوة كبرى فاعلة ومؤثرة لا توجد مساحة متبقية فى المقال لما ارتكب بحق العلماء والبحث العلمى فى مصر.. وأقرب مثال فى الوقت الذى لجأنا فيه لاستيراد الأرز، 800 ألف طن من الصين والصفقات تتوالى مع غيرها من الدول المنتجة بعد أن حددنا مساحات زراعة الأرز الطبق الأهم على موائد المصريين، مهما اختلفت مستوياتهم وبادعاء نقص المياه وتجاهلنا ما لدى مركز البحوث الزراعية من أصناف عالية الجودة والإنتاجية تحتاج إلى كميات قليلة من المياه وتنضج فى زمن قياسى (أرز الجفاف).. أحدث الأخبار تقول ان الصين ذهبت إلى صحارى الإمارات العربية وملأتها بهذه الأصناف من الأرز!! فهل المياه هناك أكثر؟! على هذا القياس فى جامعاتنا ومراكز أبحاثنا ما لا يعد أو يحصى من أبحاث تستطيع أن تصنع معجزات فى جميع مجالات حياتنا وابتداء بمضاعفة انتاجيتنا من جميع المحاصيل الغذائية التى نستورد بلا خجل 80 و90% مما نحتاجه خاصة ونحن على أبواب فقر مائى فى إنتاج الغذاء نتيجة تغير الظروف المناخية. أغنى فقراء الدنيا.. أصدق وصف ينطبق على المصريين منذ فجر تاريخهم بسبب ما لم يتوقف من سلب ونهب لثرواتهم. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد