فى محاولة لتهدئة الأزمة المتأججة بين البلدين، أعلنت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية مايك بومبيو ونظيره التركى مولود تشاووش أوغلو اتفقا خلال اجتماع فى سنغافورة أمس على مواصلة المساعى الرامية إلى تسوية قضايا عالقة بين البلدين والتى أشعلت الخلاف بينهما أخيراً. وذكرت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية: «بحثا عددا من القضايا وأجريا حديثا بناء. اتفقا على مواصلة المساعى لتسوية القضايا بين البلدين». وتزامنت تصريحات الخارجية الأمريكية فى هذا الصدد مع إعلان وزير الخارجية التركى أنه أبلغ نظيره الأمريكى بومبيو أمس بأن التهديدات والعقوبات لن تجدى مع أنقرة، وذلك فى إشارة منه إلى العقوبات التى فرضتها وزراة الخزانة الأمريكية على وزير الداخلية التركى سليمان صويلو ووزير العدل عبد الحميد جول، بسبب استمرار احتجاز القس، الذى تتم محاكمته الآن فى تركيا بتهم التجسس والإرهاب. وصرح تشاوش أوغلو للصحفيين، فى أعقاب لقائه مع بومبيو على هامش اجتماعات قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» الأمنية فى سنغافورة: «نقول منذ البداية إن لهجة التهديد والعقوبات لن تحقق نتيجة. وكررنا ذلك اليوم.ونعتقد أن هذا الأمر قد تم فهمه بعد اللقاء مع بومبيو». وأضاف: «قد تكون هناك مشكلات بين الدول وستكون هناك أيضا خلافات. ومع ذلك فإن تركيا ترغب دائما فى حل هذه القضايا من خلال الدبلوماسية والحوار والتفاهم المتبادل». وأشار إلى أنهما اتفقا على العمل فى تعاون وثيق ومواصلة الحوار. ومع ذلك، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن وزير الخارجية التركى وصفه للقاء مع نظيره الأمريكى فى سنغافورة ب «البناء»، وأوضحت أنه كرر قائلا: «اللقاء مع بومبيو كان بناء وأبلغنى أنهم سيواصلون العمل من أجل تسوية الخلافات». كما ذكر وزير الخارجية التركى أنه بحث أيضا مع نظيره الأمريكى الخطوات المشتركة التى يمكن اتخاذها فيما يتعلق بإدلب ومنبج فى سوريا التى ما يزال البلدان الشريكان فى حلف شمال الأطنطى مختلفان فيما يتعلق بالأوضاع السياسية فيها. وفى المقابل، أكد بومبيو أن العقوبات الأمريكية على الوزيرين التركيين «دليل» على «التصميم الكبير» للولايات المتحدة على حتمية إطلاق سراح القس برانسون. وأوضح للصحفيين قائلا: «لقد حذرنا الأتراك من أن الوقت حان للإفراج عن القس برانسون وآمل أن يدركوا» بأن العقوبات التى تم إعلانها الأسبوع الماضى تعد «دليلا على تصميمنا الكبير على حتمية وضرورة الإفراج عنه». وأضاف: يجب أن يعود برانسون إلى بلاده؛ لأنه برئ،كما هو الحال بالنسبة لجميع الأمريكيين الذين تحتجزهم الحكومة التركية. هؤلاء الأشخاص محتجزون منذ مدة طويلة وهم أبرياء».