لأول مرة منذ شهور.. 43 جنيها انخفاضا في سعر طبق البيض اليوم    «المالية»: تغيير «فيتش» نظرتها للاقتصاد المصري إلى «إيجابية» يعزز مسيرة التعافي    إطلاق نار كثيف بمحيط منزل دمره الاحتلال الإسرائيلي في دير الغصون بالضفة الغربية    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    فيضانات بإندونيسيا تودي بحياة 14 شخصا    روسيا تسقط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم    صدمة الموسم ل محمد صلاح في إنجلترا بعد واقعة «ال7 نجوم»    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    إيقاف حركة القطارات بين محطتي الحمام والعُميد بخط «القباري - مرسى مطروح» مؤقتا    ماذا قالت آمال ماهر عن حفلها في جدة عقب انتهائه؟    فيلم عالماشي ل علي ربيع في المركز الأخير بقائمة الإيرادات اليومية    دبلوماسي روسي ينتقد الاتهامات الأمريكية بتورط موسكو في الهجمات الإلكترونية على أوروبا    بلينكن يقول إن هجوما إسرائيليا على رفح سيتسبب بأضرار "تتجاوز ما هو مقبول    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 4 مايو    8 مستندات لتحديد تاريخ مخالفة البناء.. اعرفها لتقديم طلب التصالح    شكري: ندمت على قرار مغادرتي للأهلي.. ودياموند سيتواجد في الممتاز خلال موسمين    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024.. عز 24155 جنيها للطن    بداية من اليوم.. ممنوع دخول المقيمين إلى مكة المكرمة إلا في هذه الحالة    تصل ل600 جنيه.. سعر اللوحات المعدنية في قانون المرور الجديد (تفاصيل)    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    توريد أكثر من 16 ألف طن قمح بالإسكندرية    حسين هريدي: أمريكا لا تؤيد فكرة وقف إطلاق نار دائم في غزة    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    أحدث أسعار سيارة تويوتا كورولا 2024.. انخفضت 200 ألف جنيه    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شوية.. شوية
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 08 - 2018

قل لى ولا تخبيش يا زين إيش تقول العين للعين؟!.. لمّا العين تشوف حبيب تقول له ولا تخشاش رقيب.. قل لى يا عالم بالأشواق الحب حلو ولاّ حراّق؟!.. الحب حلاوته بالقِنطار يدوقوا منه صغار وكبار.. يا حلاوته.. واللى يوافى المحبوب بيوم الوعد علهش ذنوب؟!.. يوافى الوعد ولا ينساه إذا كان فيه شفاه ودواه.. وحلال القبلة ولاّ حرام؟!.. القبلة إن كانت من الملهوف اللى على ورد الخد يطوف ياخدها بدال الواحدة ألوف ولا يسمع للناس كلام.. ولا يسمع للناس كلام.. وهو صحيح الهوى غلاّب؟!.. ماأعرفشى أنا.. الهجر قالوا مرار وعذاب؟!.. ماأعرفشى أنا.. اليوم اليوم اليوم بسنة؟!.. ماأعرفشى أنا.. إزاى يا ترى؟!.. أهو ده اللى جرى.. وأهل الهوى؟!.. فاتوا مضاجعهم واتجمعوا يا ليل صحبة وأنا معهم.. أنا فى العشق لا أفهم؟!.. سمعناهم يقولوا العِشق حلو حلو وآخرته علقم.. علقم والله علقم.. هو يقول يا ليل يا ليل؟!.. واحنا نقول يا ليل يا ليل.. على كده أصبحت وأمسيت؟!.. وشافونى وقالوا اتجنيت.. النسمة أحسبها خطاك؟!.. والهمسة أحسبها لقاك.. أنا فى انتظارك مليت إيدى على خدى وعديت بالثانية غيابك ولا جيت؟!.. ياريتنى عمرى ما حبيت.. ده الأُنس كان إنت؟!.. والانسجام إنت.. والزهر كان إنت؟!.. والابتسام إنت.. نام يا حبيب الروح؟!.. الليل بطوله سهران عليك.. يا شبيه الورد وحده؟!.. واحنا معانا بدر طالع فى ليلة قدر.. زى القمر؟!.. قبل ظهوره يحسبوا المواعيد.. جماله كل يوم يزداد؟!.. وكل ما يهل هلاله تسعد الأعياد.. يشبهك هو فى جمالك؟!.. وانت فى نوره وبعده.. ماالتقتشى إليك وسيلة؟!.. الفِكر تاه فى الغرام بين السهر والمنام.. تواعدنى بسنين وأيام؟!.. وتجينى بحجج وكلام.. وتسلِّم وتمر قوام؟!.. وتِخْلِف وتقول لى نسيت.. ياريت؟!.. ياريت.. عايز
أعرف لتكون غضبان أو شاغل قلبك إنسان؟!.. يا قلبى آه.. نظرة؟!!.. وكنت أحسبها سلام وتمر قوام.. أتارى؟!.. فيها وعود وعهود وصدود وآلام.. فى شرع مين يا منصفين؟!.. هو ده يخلص من الله القوى يذل الضعيف.. ليه يا ترى حيرتنى؟!.. وإيه يعنى لو ريحتنى وعملت غيرى لعبتك.. يطولوك يا ليل؟!.. من اللى بيهم.. وانت يا ليل..؟!.. اللى عالم بيهم.. فيهم كسير القلب؟!.. والمتألم.. واللى كتم شكواه؟!.. ولم يتكلم.. يشكوا ولا مخلوق سمع شكواهم؟!.. إلا الكواكب فى السما سمعاهم.. ويسألوك يا ليل؟!.. إمتى تعود ياليل.. الفِكر تاه فى الغرام؟!.. نام يا حبيبى نام.. الهجر أهون من عذابى فى قربك؟!.. ولا أشوفك يوم أندم عليك وأنا جنبك.. مااحسبشى ده كله؟.. فى يوم يضيع منى.. ما تقول لى فين إنت؟!.. العقل يا ربى.. آه ياللى أسست؟!.. وهدّيت.. آه ياللى عمرت؟!.. وأخليت.. نظرة؟!.. وكنت أحسبها سلام ويمر قوام.. أتارى؟!.. فيها وعود وعهود وصدود وآلام.. يا قلبى؟!.. آه.. الحب؟!.. وراه أشجان وألم.. من زمان طال انتظارى؟!.. وأحتمل واللا انت دارى.. لولاه علىّ كنت فى حبك ضحية؟!.. أسمعك وأصفح وأسامح.. برضاك يا خالقى؟!.. لا ردلى.. فى نور محياك؟!.. عينى يا عينى يا عينى.. إمتى الجميل؟!.. يصنع جميل.. الورد جميل؟!.. جميل الورد.. شوف الزهور؟!.. واتعلم.. يا فل يا روح؟!.. يا روح.. جمالك ربنا يزيده؟!.. اللى يكون المولى نصيره عمره ما يغلَب ولا ينضام.. زى القمر قبل ظهوره؟!.. يحسبوا المواعيد.. غنى لى شوية شوية؟!.. فى شرع مين.. سلام الله على الأغنام؟!.. يبوس القدم ويبدى الندم.. الليلة عيد؟! إزاى يا ترى.. حبيبى يسعد أوقاته؟!.. من بعيد لبعيد.. بكرة السفر؟!.. بكرة!!!.. يا ليلة العيد؟!.. أنستينا!!!

يا صلاة الزين على «زكريا أحمد» يا صلاة الزين
و..صلاة الزين على الشيخ زكريا أحمد من استطاع ترويض أصعب الكلمات للنغم.. كلمة تقف فى الزور يصعب نطقها ومع ذلك هادنها واستأنسها ونزع عنها أشواكها وصادقها وشذب صخورها وجبالها وهضابها وزرع صحراءها وردًا وتمر حنة وعقد قرانها على النغم.. لحنها ليرددها الملايين بشدو أم كلثوم.. الأمل.. أنا بالأمل أبنى حصونى وأجعلك فيها نديمى وأملكك ليلى ويومى.. بالأمل تُفتح الأبواب وترفع الأستار وينفك النحس ويُهزم الفشل وتشدو البلابل وتشرق الشمس ويتهادى النسيم العليل، ويرتدى الكون ثوب الجمال، وتنمو البراعم، وتتوارى ظلمات العتمة ويُهزم اليأس ويسدد للإحباط فى مقتل.. الأمل.. يهدى التائه لصوابه، والسائل لجوابه، والحائر ليقينه، والأسد لعرينه، والمبتلى للصبر.. الأمل.. يفتح طاقات النور ويعدى بحور ويحج بيت الله ويطفئ لظى القلب ويرجع البسمة، ويمسح الدمعة، ويكسر شوكة المفترى، ويأخذ بيد الضعيف، ويصنع المستحيل، ويحقق المعجزات.. و..يا مداحين.. قولوا معايا على أبو سعدة يا صلاة الزين.. يا صلاة الزين على من رحل تاركًا فى إرث الطرب أكثر من ألف لحن وستة وخمسين مسرحية غنائية، مكتشف سيد درويش لمصر، والقادم للوطن العربى من المحيط للخليج بأم كلثوم ترتدى العقال من طماى الزهايرة ليستأجر لها ولأسرتها شقة فى بيت يطل على ميدان عابدين ليؤرّخ لتطور صوتها من أول أغنية لحنها لها «اللى حبك يا هناه» فى عام 1930 إلى آخر أغنية «هو صحيح الهوى غلاّب» التى تمثل أسطع دليل على أن حديث الحب لا يشوبه حرج، وأن أى متقدم فى السن إذا ما تسلطن وغنّاه فإنه لن يفقد ظلا من وقاره وجلاله، فضلا عن أنه سيشعر بدبيب الشباب والفتوة يتمشى فى شرايينه، تلك الأغنية التى وضعوا اسمها على مسلسل يدور حول قصة حياة زكريا أحمد، لكن الأسرة استطاعت بعد مجهود خرافى وقف تصويره، لأنه يحكى مراحل حياة راقصة كباريه، ولا ظل فيه لمشوار الموسيقار الكبير متجاهلا أى علاقة له بالريحانى والكسار وبيرم التونسى وحتى أم كلثوم!!.. وإمعانًا فى هضم حقوق العملاق من بعد رحيله بضياع ألحانه ال56 من الإذاعة المصرية ومن بينها القصيدة التى غنتها أم كلثوم من ألحانه وكلمات محمد الأسمر فى افتتاح الجامعة العربية، فقد تسربت لفترة الإشاعة المجحفة لتكبر وتغدو كحقيقة لها ثبوت السرد العادى من أن بليغ حمدى قد أدخل إضافاته الموسيقية على لحن «أنساك يا سلام» إلا أن أم كلثوم أكدت فى حياتها أنها خالصة له وقد تقاضى عنها أجره كاملا.. و..نشر صلاح جاهين فى مربعه الساخر بالأهرام رسمًا وتعليقًا حول قصة اللحن وأنه ليس ملك بليغ بقوله: «أنساك يا سلام يا بليغ ده كلام أهو ده اللى مش لحنك أبدًا أبدًا».. وإذا ما كان جمال عبدالناصر قد قام بتكريم زكريا أحمد فى عيد العلم عام 1960 بمنحه وسام الفنون من الطبقة الأولى ليسعد به قبل وفاته فى 15 فبراير 1961، فقد تم الكشف مصادفة فى عام 1965 أن لحنًا قديمًا كان قد وضعه زكريا أحمد فى الإسكندرية عام 1930 وهو لحن «فإذا مررت بالدار فاشهد قلبى يهيم بالأشواق» قد أصبح هو ذاته الموسيقى التصويرية لفيلم «الكترا» للملحن اليونانى «ميخالس كاكويانس» الذى فاز بخمس جوائز أوسكار فى ذلك العام عن الفيلم، إحداها للموسيقى التصويرية التى كانت طبق الأصل للحن الشيخ زكريا. ومثلما أكلوا حق الشيخ فى بلده وهو على قيد الحياة ليظل على مدى أكثر من عشرة أعوام يطالب به أمام القضاء قابعًا فى بيته مكسورًا مدحورًا زاهدًا فى الطرب والغناء، فكيف يُنتزع الأوسكار لصاحبها الحقيقى من بين مخالب كاكويانس!!
ولا غيرها تستدعيها أذنى ليلة السفر لأدندن بها كموسيقى تصويرية لحشو حقائب الرحيل سوى طقطوقة «بكرة السفر» التى قام بصياغة لآلئها الجواهرجى زكريا أحمد. وما لدىّ سؤال استمرئ استفسارى به ولا أبغى عليه جوابًا مثل هو اللى حبك يحب تانى وأقول لقلبى إيه؟!.. الشيخ زكريا فقيه النغم فى أصله أزهرى اغترف من العلوم الأزهرية قدرًا هائلا يؤهله لأن يكون شيخًا يؤم الناس للصلاة، ويفهم جيدًا فى أصول دينه بقدرما يفهم فى الشريعة والتفسير والحديث وفقه اللغة، وظل عمرًا طويلا يعتز بلقب الشيخ حتى وهو نجم بين مجتمع الأفندية المطربشين، يؤم الناس فى صلاة النغم الذى استقى أصوله من المنبع القرآنى العظيم، فكانت أنغامه ألحانًا سماوية تسمو بالمستمع إلى آفاق شاهقة تتطهر خلالها النفوس.. بخور الشرق الأصيل.. طرب الإنسان المحزون.. ما أن تنساب موسيقاه الشرقية الشجية حتى يشُع المكان بالنغم بالفرح بالأمل بالشجن بأنغام الوجد التى لم تكن تظن أنها موجودة فى الأصل، ولا كان حلمك يومًا أن تعيش فى جنباتها وجناتها.. وقتها كنت فى أوج الشباب مع بدايات التمرين الصحفى فى نهايات الخمسينيات عندما اخترقت شوارع الفجالة أفتش عن عنوانه.. ولم تعد رئتاى تنعمان بشبابهما من ضغط اللهاث بعدما صعدت لصاحب «الآهات» خمسة أدوار الدور فيهم بأربعة من بتوع دلوقت.. بلغت الشقة فى النفس الأخير وواسيت روحى بمقارنتى بصاحب الشقة فما بال زكريا الطالع النازل بالسكر والذبحة والقهر.. أول شيء تعيه الذاكرة فى بيت الموسيقار مائدة الدواء المكتظة بجواره لا تبلغ محتوياتها ربع مائدتى الحالية ورغم معاناته البادية وما يحمله من ألم داخلى ينعكس صداه على وجهه، حاول أن يبدو مرحًا لا يفوته التعليق اللمّاح.. سألناه بعدما كنا قد قرأنا قبل ملاقاته تاريخه ومفردات ما كتب عنه كما كان يشير علينا أستاذنا مصطفى أمين بالتزود مسبقًا بالمعلومات حول الشخصية التى سنحاورها كألف باء الصحافة، فجاءت الإجابات منصفة رغم أسئلتها المجحفة..
● يقولون إنك قديم متمسك بالقديم؟!
- لا جديد ولا قديم فى الموسيقى، وإنما جيدة وأخرى رديئة..
● اهتمامك الأكثر بالتطريب أم التعبير عن معانى الكلمات؟
- التعبير أولا والتطريب ثانيًا، ولا معنى للغناء إذا لم تكن النغمة فى خدمة المعنى، ومثال فى بيت واحد من أغنية «أهو ده اللى جرى» كلمة «أفراح» و«جراح» وبينهما فارق شاسع فى تلحين الكلمتين وأثرهما على نفس المستمع.
● مشوارك بالأرقام؟
- من مواليد 6 يناير 1896 قمت بتلحين 1075 أغنية و56 أوبرا وأوبريت و225 دورًا أشهرها «متخافشى علىّ» و«إرخى الستارة» و«بلاش مناهدة».. الخ.. وقمت بتلحين أغانى 37 فيلما أولها «أنشودة الفؤاد» فى 1932 وآخرها «فاطمة» 1947، وبينهما «أنا ستوتة» و«الآنسة بوسة».
● ألحانك لأسمهان؟
- «عاهدنى يا قلبى» كلمات محمود إسماعيل فى 1931 وأغنية «عذابى فى هواك».. وكان المسئولون فى استوديو مصر قد طلبوا أن يضع لحنًا لأسمهان فى فيلم «غرام وانتقام» التى تعاقدت على أجر قدره 6000 جنيه وهو رقم لم يسبق أن تقاضاه نجم سينمائى قبلها فطلب زكريا 1000 جنيه ثمنًا للحن قائلا: الصوت الغالى لا يؤدى إلا لحنًا غاليًا.. ورفض استوديو مصر التزحزح عن 300 جنيه ورفض زكريا فى الوقت الذى كان فيه فى حاجة إلى 300 قرش.
● وشكوكو؟
- لحنت له «بفلوسى آه» كلمات بيرم 1948، و«صيد العصارى» و«بنت البلد يا ولد».
● وعبدالوهاب؟
- غنى لى ولم يزل فى العاشرة بين الفصول فى فرقة عبدالرحمن رشدى «أنا عندى مانجة وصوتى كمنجة وأغنى وآكل منجة».
● أغنيتك فى الطلعة والنازلة والحمام؟
شوية شوية.. ربما لأنها تستدعى الطرب بلحنها الراقص فى فيلم «سلامة»، وإن كنت على الدوام أذكر مقاطعتهم لها بعبارة الخوف من الشخص المهيب القادم يحيى شاهين «أبوالوفا.. أبوالوفا».
● حكم قراقوش؟
- فيلم بطولة أنور وجدى وإخراج حسن الصيفى منع عرضه لاحتوائه هجومًا لاذعًا على القصر والملك وكان من كلمات أغانيه التى لحنتها «خيرات بلادنا كلها لأهلها مش نصها أو رُبعها أو خُمسها أو سدسها أو سبعها أو ثمنها أو تسعها أو عُشرها لا.. لا كلها كلها» وحدث أن تولى الحكم رغم أنف الساسة الوطنيين، وعلى كراهية من إجماع الأمة يوسف وهبة باشا، فكان زكريا كلما رتل الذكر الحكيم فى أى مجتمع أو محفل بدأه بالآية الكريمة «اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم» ليقرؤها بالقراءات السبع مرة.. وبالأربعة عشرة قراءة مرة أخرى لينفث عن الموجودين.
● حكاية تلحين القرآن؟
- الأصل أنى قارئ للقرآن، ومؤد للتواشيح والابتهالات، لهذا قمت عام 1950 بأكبر مغامرة فى تاريخ الموسيقى وذلك بتلحين بعض سور القرآن، وأرسلت الفكرة إلى لجنة الفتوى بالأزهر فرفضتها، وكانت تقوم على نص الآية «ورتل القرآن ترتيلا» والتى تنص على طريقة معينة لهذا الترتيل مما يترك باب الاجتهاد مفتوحًا، وكنت أرى أن ترتيل القرآن قد تضمن الكثير من الأنغام الشرقية، لكنه لم يتضمنها جميعًا، وكنت أريد المحافظة على التراث الموسيقى المتمثل فى هذه الأنغام العريقة.. قام زكريا أحمد بالفعل بتلحين آية فى فيلم «سلامة» لأم كلثوم هى «ربنا إنك تعلم ما نُخفى وما نُعلن» صدق الله العظيم.
● كان والدك قاسيًا فى تربيتك؟
- لكنه عندما أرسلنى مع شقيقتى لكُتّاب الشيخ نِكلة القريب من بيتنا فى السيدة زينب اشترط السماح لى بالتردد على البيت أكثر من مرة أثناء النهار، فلما اعترض نِكلة على المطلب الغريب قال الوالد إن السبب هو ذهابى للرضاعة، فأبدى اعتراضًا أشد بحجة أن الرضاعة واجبة على ألا تزيد على العام وبعض العام فقط «حمله وفصاله فى عامين» وإلا تسببت للطفل فى غباء شديد، لكن الوالد أصرّ على مطلبه، لأنه لا يريد حرمان الابن الذى عاش بعد 21 طفلا ماتوا بعد الأسبوع الأول من ولادتهم من أى شيء ولو أدى استمراره فى الرضاعة إلى سن الرابعة، وربما من هنا زاد الشيخ المستنفر من كافة الأوضاع فى تحفيز مساعده العريف فى عقابى على أية هفوة بالتعليق فى الفلقة وضربى بالمقلعة المجدولة من سعف النخيل ضربًا مبرحًا، ولمّا لم أستطع الصبر على الآلام قمت بعقر ساق العريف فطردت من الكُتّاب ومن أكثر من مدرسة آخرها خليل أغا..
● والتحقت طالبًا بالأزهر؟
- بعد أداء الامتحان وعقد خيط مختوم بالرصاص يشد حول الذراع ولا ينزعه سوى طبيب يحقن الطالب المستجد ضد الجدرى.
● لم تكن أزهريًا مثاليًا ولا ملتزمًا؟
- حفظت القراءات السبع لكنى ضقت بالرموز التى يستذكر بها الطلبة القراءات إذ كنت لا أجد لها معنى أن أظل أردد عن ظهر قلب «وللدال كلم كرب سهر وكاشر صفا ثم زهد صدفة ظاهر حلا».. فى الأزهر لم يتخل الشيخ زكريا عن شقاوته وعرفت عنه حكايته مع أحد أساتذته الذين يدرسونه وكان معتادًا على ضربه فوق العمامة على أم رأسه كلما أخطأ، ولجأ زكريا إلى شبك الدبابيس التى تثبت العمامة بحيث تكون رءوسها المدببة إلى أعلى، وعندما ذهب شيخه إلى ضربه بكفه على أم رأسه كالمعتاد شكته الدبابيس حتى أدمت يده إلى حد مطاردة الصبى فى ثورة عارمة.. وعندما بدأ زكريا فى تقليد والده بالذهاب إلى قهوة التجارة للجلوس إلى الموسيقيين والمطربين وامتدت السهرات ليشارك بعدها المنشدين فى إحياء الموالد والأفراح، لم يعجب الأمر زملاء الأزهر الذين كتبوا الشكاوى العديدة كى لا يسيء الأمر إلى سمعة المكان العريق، فثار شيخ الأزهر وأمر بتشكيل لجنة للطواف بالمقاهى الشهيرة لرصد الطلبة الذين يرتادونها بزيهم الأزهرى الموقر.. وحدث.. أن أتى زكريا يختال بقفطانه إلى المقهى ليجلس متصدرًا، ولما شعر بالجوع أرسل الصبى ليجلب طعامًا قام بفرده على السطح الدائرى ليحبس مع كل قضمة بالشاى المعتبر، واصطادته اللجنة أثناء عملية المضغ فبسمل الأعضاء مستعيذين بالله من الشيطان الرجيم، فالشيخ زكريا يأكل والعياذ بالله لحم «البسطرمة» وليس هذا فقط بل يغمسه بالعيش الأفرنكى أثناء ارتدائه الجبة والقفطان.. وصدر قرار الحرمان فى اليوم التالى ليعلق على جدران أروقة الأزهر ويقضى بمنع دخول الشيخ زكريا أحمد صقر من باب الأزهر وحرمانه من «الجراية» جزاء لجريمته فى حق المكان والزملاء والأساتذة الأجلاء.. وكان شيخنا مؤهلا لاحتراف التلاوة لحسن صوته وإجادته للقراءات السبع لكنه أبدًا لم يبعد عن ذهنه فكرة أن يغدو منشدًا ومطربًا يغنى القصائد والتواشيح فى الأفراح والموالد والاحتفالات الأسرية، وكانت البيئة التى تربى فيها تحتفى بالطرب، وقد ألف منذ طفولته أن يسمع والده يغنى الأغانى القبلية الحماسية التى تتردد فى صحراء الفيوم أرض منبته قام زكريا فيما بعد بتقديم الطابع البدوى عندما غنى بنفسه لبيرم التونسى «خلو السيف يقول/ لما العيب يمس العرض/ القتل يحل ويصبح فرض/ يخلى الدم يروى الأرض/ ويجرى عرض وطول/ خلى السيف يقول وكانت لأمه التركية أيضًا أغانيها التى تنتمى للتراث التركى فى الغناء، وكان ولابد من أن ينتهى الصراع ما بين الأب وابنه بهيام الابن على وجهه للعمل فى بطانة الشيخ على محمود الذى أرسله لسماع الشيخ سيد درويش فى الإسكندرية.. وذهب زكريا إلى كوم بكير ليخترق الأزقة والحارات لمقهى الشيخ سيد ليفاجأ بشاب فارع يُغنى بينما المستمعون منصرفون إلى الطاولة وتدخين الحشيش، وكان يُردد لحنا بسيطا سلسا «أنا مالى هى اللى قالت لى روح اسكر وتعالى ع البهلى» وعندما انتهى قال لزكريا: قوم بنا.. وقاما، أميرا الطرب، ودخلا بيتا، وصعدا إلى الدور الرابع، وعلى ضوء الكلوب الباهت راح سيد درويش يغنى أحدث ألحانه بينما تاه زكريا أحمد فى شبه غيبوبة تجعله يخبط رأسه فى الحيط من شدة الانسجام، ثم أفاق على ضوء باهر فظنَّ أن الشيخ سيد قد استعان بكلوب آخر، لكنه فوجئ بالشمس تطل من الأفق، وأنه قضى مع سيد درويش عشر ساعات كاملة كأنها عشر دقائق.. واصطحبه زكريا للقاهرة ليعمل مع الريحانى بألف جنيه ذهبًا فى شهر واحد أنفقها عن آخرها حتى آخر قرش ليعود للإسكندرية مرة أخرى للغناء فى المقهى البلدى.
ولعل زكريا أحمد هو الوحيد الذى دوَّن يومياته ويُصر أن يكتبها مهما يشتد به المرض، وكان قد بدأها من عام 1916 حتى وفاته مُسجلا فيها كل التفاصيل بدقة متناهية، لا يغفل فيها عن ذكر فتة الكوارع ولحمة الراس التى أكلها عند فلفل أمام مسجد الحسين، وما حدث فى البروفات من أول أم كلثوم إلى الشيخة عزيزة المصرية إلى المونولوجست فاطمة البسيطة.. وفى إحدى الصفحات كتب زجلا يصوّر حيرة الفنان وعطشه إلى الحب المستقر الذى يبحث عنه ولا يجده:
لفيت كتير لأجل أتجوز ودخلت بيوت
ما فى عيلة قالت ده كويس رح أطق ح أموت
إيه فىّ بس يتعيّب إيه لمّا اسكر
وفيها إيه لما اتغيب ع البيت وأسهر
فى لقائنا البعيد معه لا أنسى ما قاله يومها «أمن العدل أن تذاع أغانى التى حرقت فيها أعصابى وتستفيد منها الإذاعة والمغنون وأنا صاحبها لا أستفيد.. أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس»، وكان الشيخ زكريا وقتها قد أقام دعوى أمام القضاء ضد الإذاعة المصرية وأم كلثوم مطالبًا بمبلغ 37 ألف جنيه حقوقه من الألحان التى تُذاع باسمه منذ عام 1936 ولم ينته الأمر كما قيل إلا بتدخل جمال عبدالناصر شخصيًا الذى أرسل أنور السادات ومحمد حسن الشجاعى للقيام بدور الوساطة فى جلسة سرية دامت خمس ساعات، وكانت أم كلثوم كما قيل متأكدة من أنه لا يوجد من يستطيع الوقوف ضدها وهى التى قال عنها زكريا أحمد: «عرفت أم كلثوم صغيرة وكانت روحها أجمل ما فيها.. ياسلام.. كنت أقعد أنا وهى على الطبلية نغمّس ونضحك والكلام ده سنة 1919 ولسه فاكر لما كنا راجعين من الحفلة وهى طايرة من الفرح ويومها أكلنا وزّة وغمّسنا بحلة ملوخية. فى شبابى ضحكت علىّ أم كلثوم بإوزة ثمنها أربعة قروش ولما كبرت ضحكت علىّ فى أربعين ألف جنيه».. وبين الإوزة والقضية، مشوار أوله (اللى حبك يا هناه) وبعدها تدفقت الألحان مثل (العزول فايق ورايق) و(هو ده يخلص من الله) و(امتى الهوى ييجى سوا) و(ابتسام الزهر) و(آه يا سلام زاد وجدى آه) وبعدها بعشرات السنين (أنساك).. ولقد كانت مجرد كلمة هى السبب فى الخلاف، وأبدًا لم تكن مسألة حقوق ومستحقات.. فأهم ما كان يحرص عليه الشيخ زكريا أحمد كرامته، ورغم مشواره المثمر مع أم كلثوم الذى بدأ بسرادقات الموالد وفترات الاستراحة فى مسرح الكسار، والعودة مع طلعة الفجر على ظهر الحمير، لينتهى إلى دار الأوبرا إلا أنه اختلف معها بسبب كلمة.. لا والله بل مجرد حرف.. حرف كان السبب فى الخلاف والجفوة والقطيعة والتى تدخل فيها رئيس الجمهورية وقتها وانتهت أمام القضاء ليدفع الشيخ كل ما يملك بل يستدين لينفق على قضيته التى بدأت بحرف.. أم كلثوم نادت الموسيقار الكبير الذى ظل يُلحّن لها عشرات السنين ليصنع بعصارة جهده وعرقه قمم مجدها الأول.. نادته قائلة «يا.....» دون ذكر اسمه، فاعتبر الشيخ زكريا هذا اللفظ وهذه الطريقة إهانة بالغة له أمام الحاضرين.. ولمّا كان شيخنا الفنان الجليل لم يزل وقتها غاضبًا فى زيارتنا له فقد انضممنا إلى جموع المعتذرين من أن أم كلثوم أكبر من أن ينسب لها الجحود، وأن سمع الإنسان قد يخطئ حتى ولو كان صاحب الأذن المرهفة زكريا أحمد.. واسينا عملاق النغم ونفينا نكران الجميل عن سيدة الغناء.. لكنى والله بعدما هبطت الأدوار الخمسة، غلت الدماء فى العروق، واستنفر تخيل الموقف غيظى، ففكرت فى الصعود ثانية بوثبات تأخذ العشر درجات فى قفزة واحدة لأقف أمام صاحب قامة وقيمة مازال غاضبًا لكرامته أُزكّى غضبته وأؤجج ناره وأحفز ثأره وأهيب بانقضاضه.. معقولة تسكت لها وإنت اللى لحنت أمجادها؟!.. تتجاهلك.. حاشاها.. ترفع مناخيرها عليك لفوق!!.. الدنيا مافيهاش خير.. تعمل روحها ناسية اسمك؟!.. ييجى اليوم الأغبر الذى تناديك فيه يا... لو أى حد مكانك فى منزلتك فى وضعك فى مجالك فى هيبتك كان وكان وكان ويحصل اللى يحصل.. يا زكريا خذ القضية بالأكثر جدية.. الله يكون فى عونك.. وعمومًا.. «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس» صدق الله العظيم.
وتابعنا بعيون الصحافة موعد القضية حيث حضرت أم كلثوم للمحكمة بتايير رمادى بصفين زراير وإيشارب وجوانتى من اللون الأخضر وحذاء دبابة أسود، وذلك فى سيارة محاميها مختار قطب لتدخل من الباب الخاص بالمستشارين والقضاة.. ولاقتحام الجمهور القاعة اضطرالقاضى إلى الاستنجاد بقوة بوليس المحكمة برئاسة الضابط إبراهيم شنن، وأخليت القاعة لينتهى أطول خصام فنى على أرض الكنانة بعقد اتفاق بين الخصمين على عودة التعاون المشترك لخدمة الفن، حيث يقوم الأستاذ زكريا بتلحين ثلاث أغنيات لأم كلثوم بمبلغ رصد فى الأوراق الرسمية على أن يكون سبعمائة جنيه مصرى فقط لا غير عن كل لحن بحيث يتم تلحين الثلاثية خلال عام 1960، وكانت الأولى «هو صحيح الهوى غلاّب» والثانية «أحب تانى ليه»، والثالثة لم تقدم ثومة كلماتها لزكريا الذى قال قبل وفاته إنه لا يحب أن يدخل فى دعوى جديدة مع سيدة الغناء والصلح «لسّه مابردش».
ويرحل بيرم التونسى ليتساند توءمه الروحى زكريا أحمد متوجهًا للتليفزيون للمشاركة فى وداع الصديق بمناسبة الذكرى الأربعين فى أولى حلقات برنامج يحمل عنوان «مواطن الذكريات» وكان من بين الضيوف محمد بن بيرم التونسى، وبديع خيرى، ورشدى صالح وصلاح جاهين و..زكريا أحمد..ويشرع أحد العمال فى قياس المسافة بين المتحدثن والكاميرا فيسأله أحدهم: «لماذا؟» فتسرع النكتة من فم صاحب البديهة الحاضرة زكريا أحمد: أصلهم حيفصلوا لنا بدلة هواء، ويرد عليه جاهين بسرعة القذيفة: عشان الكلام يطلع بالتفصيل.. وتسجل الكاميرات زكريا يغنى من ذخائر التراث بأدائه الشجى وصوته الأجش: «الورد جميل إذا أهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب» و«عزيزة شابة شابة وشباب نواضرها تسحر الألباب وضفايرها عند الأكعاب».. وكان أبوسعدة حبيب عزيزة على لسان زكريا أحمد شابًا فولاذى العضلات «على صدره يركب سبعين، وعلى أكتافه يلعب نمرين، وعلى شنباته يقفوا صقرين.. يا صلاة الزين على أبا سعدة يا صلاة الزين».. ويرحل أباسعدة وعلى عوده آخر ألحانه لحُجاج بيت الله «يا رايحين أرض الكرامة سلموا ع المصطفى سيد تهامة روحوا بسم الله وعودوا بالسلامة»..
[email protected]

لمزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.