أعلنت جامعة النهضة عن اعتزامها إطلاق منصة إلكترونية لرصد الأخبار الكاذبة والموجهة، والتعامل معها بشكل فنى ومهني؛ بغرض تقديم محتوى إخبارى ومعلوماتى دقيق، يواجه هذه الأخبار ويُعادل تأثيرها على المتلقين. وكشف محمد الرشيدي، رئيس مجلس أمناء جامعة النهضة، أن الفكرة جاءت عبر مبادرة من طلاب كلية الإعلام والأساتذة والمعيدين بالجامعة، وأن مجلس الأمناء استجاب لها بشكل فورى فى ضوء ما تمثّله من أهمية مزدوجة، سواء عبر تدريب الطلاب وزيادة قدراتهم العملية وتأهيلهم لسوق العمل، أو الاضطلاع بدور مباشر فى إعادة هيكلة الساحة الإعلامية وضبط اختلالاتها، لافتا إلى أن مبادرة الطلاب واستجابة الجامعة تأتيان فى ضوء إيمان مجلس الأمناء بأهمية الإعلام ودوره الاجتماعى المحوري، وسعيه الدائم لدعم الدولة وجهود التنمية الجادة ومساندة الأفكار الجديدة والمبتكرة وتوجهات ريادة الأعمال. وقال «الرشيدي» : إنه من واقع رؤية الجامعة لمسؤوليتها الاجتماعية ودورها الأكاديمى والعلمي، لاحظت أن الفترة الأخيرة شهدت انتشارًا قياسيًّا للأخبار الكاذبة، بوتيرة مُتسارعة ومزعجة، وهو ما أكّده حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأيام الماضية عن إطلاق 21 ألف شائعة ضد الدولة فى غضون الشهور الثلاثة الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذا المُعدّل يقتضى التوقف واتخاذ خطوات جادة تجاه الأمر، وهذا ما طرحه الطلاب فى فكرتهم وآمنت الجامعة بوجاهتها وأهميتها المُلحّة. «الرشيدي» أكد أن تفكير الجامعة وطلابها وهيئة تدريسها فى إطلاق هذه المنصّة جاء استجابة للرسائل التى وجهها الرئيس السيسى للإعلاميين، بضرورة ضبط الأداء الإعلامى وتجنّب التورّط فى ترويج أخبار كاذبة أو غير دقيقة، بشكل يضغط على مؤسسات الدولة ويُعطّل مسيرة التنمية، مشدّدًا على أن هذه الخطوة بمثابة مبادرة من جامعة النهضة، طلابا وأساتذة ومعيدين ومجلس أمناء، بهدف المشاركة الفعّالة والحقيقية فى ضبط الانفلات المتنامى فى الساحة الإعلامية، إضافة إلى تحفيز المنصّات الإعلامية والمؤسسات ذات المسؤولية الاجتماعية على اتخاذ الموقف نفسه والاستجابة لدعوة الرئيس، والعمل بشكل جاد على مواجهة الأخطار التى تُمثّلها الشائعات والأخبار الكاذبة والمُزيّفة. وأضاف رئيس مجلس أمناء «النهضة» فى تصريحاته، أنه بحسب الخطة التى وضعها الطلاب فإن الجامعة تعتزم إطلاق هذه المنصة فى إطار رؤية شاملة لما يقتضيه موقعها العلمى والاجتماعى من مسؤوليات تجاه الوطن، وتوظيف طاقات وقدرات أساتذة الجامعة والدارسين فى كلية الإعلام، بجانب توجيه الطاقات الأكاديمية والثقل المعرفى للجامعة - كمؤسسة علمية وتربوية - فى ضبط أوضاع الساحة الإعلامية، وتعظيم كفاءة المؤسسات الصحفية وقدرات عناصرها الفنية، بغرض تقديم محتوى إعلامى جيد ودقيق ومُعبّر عن واقع الوطن وتحدّياته وما يتطلّع إليه من مستقبل وإنجازات. وشدّد محمد الرشيدى على أن آلية العمل فى منصّة الأخبار الكاذبة التى تعتزم الجامعة إطلاقها قريبًا، ستتضمن رصدًا دائمًا ولحظيًّا للمحتوى الإخبارى فى المنصّات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتقييمه فنيًّا وإعلاميًّا، والتواصل مع الجهات المعنية والمسؤولين، بغرض تدقيقه والردّ على ما يتضمّنه من مغالطات، على أن تُصدر المنصّة تقارير إحصائية دورية تتضمّن حالة الأداء الإعلامي، ومدى التزام المؤسسات بالضوابط المهنية، وأكثر الجهات خرقًا للمعايير الإعلامية السليمة، إضافة إلى تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لتعظيم قدرات العاملين فى الحقل الإعلامي، وتوقيع بروتوكولات تعاون لتطوير قدرات المؤسسات على جمع الأخبار وتدقيقها والتأكد من صلاحيتها، واختبار مدى التزامها بالضوابط المهنية، وتنظيم مؤتمرات دورية بالتعاون مع الإعلاميين والمؤسسات البحثية لتقييم النتائج الإحصائية الصادرة عن منصّة الأخبار الكاذبة، ووضع خطط واستراتيجيات شاملة للتعامل مع الأمر بآلية محايدة ونزيهة. وعن الأهداف العملية المباشرة من هذه الخطوة، يقول «الرشيدي» إن جامعة النهضة تستهدف من وراء منصّتها المرتقبة - بجانب ضمان سلامة العمل الإعلامى وتطبيق المعايير العلمية والمهنية على عملية جمع الأخبار وفرزها وتداولها - التصدّى لماكينة الأخبار الكاذبة التى تستهدف الدولة، وتعزيز قدرة المؤسسات الرسمية على التصدى لهذا الاستهداف، وفرز المؤسسات الإعلامية وتقييم أدائها سعيا إلى تحسين قدراتها المهنية أو كشف نوايا بعضها ودوافعها. مشددة على أن المنصّة الجديدة ستستند بشكل أساسى لطلاب كلية الإعلام وأساتذة الجامعة، لكنها ستستعين فى الوقت نفسه بعدد من الكوادر الإعلامية والباحثين والفنيين المختصين فى إنتاج المحتوى الإعلامى وتسويقه. واختتم رئيس مجلس أمناء «النهضة» تصريحاته بتوجيه الشكر لطلاب الجامعة وأعضاء هيئة تدريسها، على مبادرتهم بطرح هذه الفكرة المهمة، بما يؤكد وعيهم العلمى والمهنى والوطني، وتحلّيهم بقدر من المسؤولية الاجتماعية والوطنية، وهو ما كان طبيعيًّا أن يقابله ترحيب من الجامعة ومجلس أمنائها بالفكرة، وتحركات جادة وعملية لبدء تنفيذها، رغبة فى ضبط الانفلات الإعلامى وتنمية قدرات الطلاب وممارسى المهنة، ودعم الدولة فى مواجهة الحرب الشرسة والأيادى السوداء التى تسعى للنَّيل منها.