إدراج 46 جامعة مصرية في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة    مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    حزب الريادة: تنسيقية شباب الأحزاب إضافة حقيقية للعمل الحزبي والسياسي    طلاب جامعة حلوان يشاركون في حلقة نقاشية بأكاديمية الشرطة    «كهرباء القناة» تعلن حالة الطوارئ لاستقبال عيد الأضحى المبارك    سعر الذهب اليوم الخميس 13 يونيو 2024 وعيار 21 الآن بعد ارتفاع المعدن الأصفر    وزير الإسكان: حريصون في مشروعاتنا على زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء    "سويلم": روابط مستخدمي المياه تمثل منصة تشاركية للمزارعين للتعبير عن مطالبهم    محافظ القليوبيه يتابع أعمال إنشاء مستشفى طوخ المركزي    محلل سياسي: نتنياهو يراوغ على أمل عودة رفيقه «ترامب» للسلطة    البيت الأبيض: قادة مجموعة ال7 أكثر اتحادا بشأن القضايا الرئيسية    حريق ضخم بالخرطوم بحري.. ومجلس الأمن يعتزم التصويت لوقف حصار الفاشر (تفاصيل)    وسائل إعلام عبرية: دوي 3 انفجارات في ميناء حيفا ومحيطه    إسرائيل تدرس طرد كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أراضيها (تفاصيل )    40 من جنسية واحدة.. الكشف عن أكثر الجنسيات من ضحايا حريق "المنقف" بالكويت    دويدار: حسام حسن يتعامل مع منتخب مصر كأنه المصري البورسعيدي    رشوان: من حق لجنة الاستئناف تعليق عقوبة محمد الشيبي    لاعب وسط الزمالك يجري جراحة الرباط الصليبي اليوم في ألمانيا    الإكوادور تتفوق على بوليفيا وديا    «عنيف ومش في صالحه».. شوبير يرد على بيان بيراميدز بشأن أزمة رمضان صبحي    بمشاركة 500 شاب وفتاة.. انطلاق ماراثون الدراجات بالغربية    ضبط 43 «ديلر» خلال حملة مكبرة بالقليوبية    رئيس بعثة الحج: تسكين إلكتروني و«تكييفات فريون» لأول مرة بمنى وعرفات    تحرير 481 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    مواعيد آخر قطارات المترو خلال عيد الأضحى 2024    تأجيل محاكمة 4 متهمين شرعوا في قتل مزارع بكرداسة إلى 11 سبتمبر    الحبس سنة لعصابة سرقة الشقق السكنية بالسلام    بعد قليل.. النطق بالحكم على 16 متهمًا بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    ضبط وتحرير 8 محاضر تموينية في شمال سيناء    فيلم أهل الكهف يصدم صناعه بسبب إيراداته.. كم حقق في 24 ساعة؟    بعد عقد قرانها.. 3 معلومات عن زوج سلمى أبو ضيف    مدحت صالح وريهام عبد الحكيم يغنيان في حفل متحف الحضارة    يوم عرفة.. إليك أهم العبادات وأفضل الأدعية    مجلس الوزراء: 69.7% يؤيدون ميكنة الخدمات الحكومية على الإنترنت    أخصائية تغذية تحذر من منتجات غذائية شائعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان    وزارة الصحة تكشف معلومات مهمة عن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    رئيس جهاز العبور الجديدة عن مبادرة «سكن لكل المصريين»: تضم 3924 وحدة سكنية    أفيش جديد ل DEADPOOL & WOLVERINE مستوحى من BEAUTY AND THE BEAST    وزيرة التخطيط تلتقي وزير العمل لبحث آليات تطبيق الحد الأدنى للأجور    «السكة الحديد» تعلن توفير مقاعد جديدة في القطارات بمناسبة عيد الأضحى    رئيس جامعة القاهرة يكشف تفاصيل إنشاء حرم جامعي مستدام    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    مواقيت الصلاه اليوم الخميس في محافظة سوهاج    "مكنش ينفع يكمل".. عضو مجلس الأهلي السابق يكشف مفاجأة بشأن نجم الزمالك إيمانويل    وزيرة الهجرة تشيد بتشغيل الطيران ل3 خطوط مباشرة جديدة لدول إفريقية    رئيس جامعة المنيا يفتتح الملتقى التوظيفي الأول للخريجين    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»:«هنجيبه في دقيقتين».. «التعليم» تحذر من هذا الفعل أثناء امتحانات الثانوية العامة.. ماذا أقول ليلة يوم عرفة؟.. أفضل الدعاء    قرار عاجل من فيفا في قضية «الشيبي».. مفاجأة لاتحاد الكرة    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    حزب الله ينفذ 19 عملية نوعية ضد إسرائيل ومئات الصواريخ تسقط على شمالها    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    «الصحة» توضح أعراض وطرق علاج المشكلات النفسية (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رصاصة فى القلب
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 07 - 2018

«أنت في صمتك مرغم».. كلمات كتبها الشاعر كامل الشناوى ليظل «نشيد الحرية» معتقلا محددًا إقامته، لم يفرج عنه إلا بعد قيام ثورة 23 يوليو عندما استدعى السادات محمد عبدالوهاب لتعديل المقدمة لتغدو «كنت في صمتك مرغم» فكانت ال«كنت» هذه بداية مشوار موسيقار الأجيال مع الثورة في مراحلها المختلفة، ليأتى إليه عبدالحليم حافظ قائلا إنهم مطلوبون للسفر إلي دمشق للغناء أثناء وجود عبدالناصر هناك.. فأتاه رد عبدالوهاب مذعورًا: إنت عارف أنا مابركبش طيارة، ويمكن تجينى سكتة قلبية في الحكاية دى.. فأجابه حليم ده أمر ولازم ننفذه.. ولكن عبدالوهاب بكى وصمم علي عدم التنفيذ، وجاءته فكرة، فأحضر قربة ماء ساخن واحتضنها بيديه حتى صارت فى سخونة القربة، وطلب صلاح الشاهد أمين رياسة الجمهورية قائلا: أنا عايز أشوفك.. ولما جاء صلاح وصافح عبدالوهاب وجد يديه ساخنة فقال انت إيديك زى النار! فقال الأستاذ ما أنا طلبتك علشان كده وعلشان تبلغ سيادة الريس يعفينى من المشوار ده.. ونزل الشاهد وحكى لجمال عبدالناصر الذى قدّر الظرف قائلا: خلاص بلاش الأستاذ عبدالوهاب.. لكن واحد من ولاد الحلال أفهم عبدالناصر أن عبدالوهاب بيعمل تمثيلية علشان مايسافرش.. وإذا بالتليفون يدق في بيت عبدالوهاب.. يا أستاذ عبدالوهاب أنا جمال عبدالناصر بعد ربع ساعة بالضبط حتكون فيه عربية جيش أمام الباب.. تركبها وتروح على المطار وتسافر سوريا.. ونفذ الأستاذ وجلس إلي جانب عبدالحليم فى الطائرة، وإذا به ينفجر في البكاء قائلا: أبدًا ليست هذه معاملة
الفنان! وعندما وصلت الطائرة مطار دمشق رفض عبدالوهاب النزول، وحاول معه جميع المسئولين ولكنه أصر على الرفض.. وعلم أهل دمشق بوجوده في المطار فامتلأ بالتصفيق والهتاف، وهنا هبط عبدالوهاب ليركب سيارته إلى الفندق، حيث أصيب حقيقة بحُمى شديدة وصلت حرارته فيها إلي 40 درجة ولم يغن لأنه لم يكن يمثل هذه المرة..... وبعد معاهدة «كامب ديفيد» وعودة السادات طلب من عبدالوهاب قيادة الفرقة الموسيقية عند عزف السلام الجمهورى بعد أن قلّده رتبة اللواء.. ولكن عندما حضر بيجن وأراد السادات من عبدالوهاب قيادة الفرقة الموسيقية عند ذهاب السادات لمقابلته رفض عبدالوهاب بحسم وتفهَّم السادات وتقبل موقف اللواء بصدر رحب.... وتسلم عبدالوهاب في عام 1977 الاسطوانة البلاتينية التى لا تهدى إلا لمن أسعد شعبه والشعوب الأخرى بفنه طوال حياته، وبإجماع 80٪ من شركات اتحاد الاسطوانات العالمية E.M.I الذى يمثل 26 شركة عالمية منها ماركونى بباريس، وكولومبيا باليونان، وبارلوفون بإيطاليا وذلك فى حفل ضخم من حسنى مبارك نائب الرئيس آنذاك لغياب السادات فى مفاوضات كامب ديفيد، والاسطوانة محفور عليها اسم عبدالوهاب والإهداء وتسجيل لأغنية «أتيت فألفيتها ساهرة» التى سجلها فى عام 1921 وكان صوته فيها مسرسعًا كفتاة صغيرة! وقد حصل عبدالوهاب علي أوسمة ونياشين من ملوك ورؤساء لم يحصل عليها فنان آخر منذ غنى للملك فيصل فى العراق «يا شراعًا وراء دجلة يجرى».
عبدالوهاب لا يكذب.. ولكنه لا يقول الصدق!
ورغم الألقاب الضخمة التى واكبت مسيرته كفنان الشعب وموسيقار الجيلين ثم موسيقار الأجيال كان يحب أن يُقال له محمد عبدالوهاب فقط.. وغنى للملك فاروق في المناسبات الملكية «الفن مين يعرفه غير الفاروق ورعاه» ليفتر بعدها إعجابه به: «بدأت أتكاسل وبدأت زى أى شاب أحس أنه مش هو ده، وزى كل الشباب اللي ابتعدوا عنه وحسوا أنهم صدموا فى حاجة كانوا حابينها.. وابتدأ هو من جانبه يكرهنى جدًا وسمعت الحكاية دى من أكثر من مصدر لدرجة إنه في آخر أيامه أو آخر سنتين يمكن سنة 49 أو سنة 50 كنت أنا في الهرم وجانى واحد اسمه إسماعيل شيرين هو والحكمدار وقالوا عن عيد ميلاد الملك وعاوزينى أعمل حاجة.. فقلت متأسف مش هقدر.. مشغول.. تعبان، وبان علىّ إنى بتهرب.. والحكمدار كلمنى بخشونة.. قلت له مش حاعمل لأنى فى الأول كنت بغنى له كرمز لمصر، دلوقت مابقاش كده.. ده كان موقفى من فاروق وكان الشعور متبادل، وده الحاكم الوحيد فى مصر اللي ماشفتوش ولا سلمت عليه، حتى فؤاد أبوه سلمت عليه لكن فاروق لأ..».. هذا ما كان بشأن فاروق الملك أما عن أمه الملكة نازلى فقال محمد عبدالوهاب: «دعيت لحفلة أقامها برنس معروف وجت نازلى وأنا بغنى.. وراحت مشاورة وندهت على واحدة.. راحت الست دى جاية وقالت لي الملكة عاوزاك تغنى لها دور «الوجه زى القمر» فقلت ما أعرفوش.. قالت: اتصرف ده أمر ملكى.. فرحت قاعد متكوِّم وكان معايا مذهبجية ثلاثة، محمد عبدالمطلب وسيد كامل وحسين النحاس، سألتهم.. فيه حد يعرف الدور اللي عاوزاه جلالة الملكة؟.. فرد حسين النحاس قال أنا، فقلت له طيب يا ابنى تعالى اقعد ورايا وغنى وأنا أفتح فمى وأقفله.. وكنت عارف منه طبعًا شوية.. واتبسطت الملكة ورحت لها ورحت بايس إيدها.. ويمكن ده كان أول «بلاى باك» تمثيل الغناء في التاريخ..».
ولأنها كانت ليلة من العمر تلك التي جلست فيها إلي محمد عبدالوهاب فى شقته بالزمالك في صحبة الشاعر الصديق فاروق جويدة الذى أهداه عبدالوهاب خواطره بخط يده، وليلتها جلسنا ثلاثتنا نستمع إلى «ميادة» ضيفة الموسيقار الكبير الذى منحها وقتها لقبه «ميادة عبدالوهاب» ورددت الغادة جميلة الجميلات وقتها مقطوعات من ألحان الأستاذ لتشنف آذاننا رغم دقات التليفون المتواصلة التي تشرخ الانسجام كل خمس دقائق من الزوجة نهلة القدسى من الخارج للاطمئنان على صحة «بيبى»، وربما كانت الليلة الأخيرة للمطربة السورية قبل رحيلها قسريًا خلال ساعات بدون حقيبة ملابسها لدواعى أمنية!! وبمجرد عودتى سارعت لقلمي أدوّن بعضًا مما قاله عبدالوهاب صاحب الذاكرة المبهرة والبديهة الحاضرة والحيطة المستنفرة والسخرية اللاذعة ليحق عليه قول كامل الشناوى «عبدالوهاب لا يكذب ولكنه لا يقول الصدق»!! ومن هذا الصدق الملتبس قوله: «أنا كنت بسوق وأول ما جبت عربية وسقتها دخلت بيها دكان سجاير كأنى داخل اشترى علبة سجاير، بصيت لقيت نفسي في وسط الدكان بالموسكى، وقعدوا يخرّجوا في الأوتوموبيل ساعات ووسط ذهولى وضيقى جانى واحد يهنينى إزاى عرفت تدخل بالعربية بالمهارة دى في المساحة الصغيرة دى!!.. و..فى فيلم «ممنوع الحب» اخترنا رجاء عبده تلعب البطولة الغنائية، والفيلم كان فيه وجوه كثيرة منها ليلي فوزى وهدى شمس الدين ومديحة يسرى اللى ركزنا على عنيها الحلوة فى مشاهد «بلاش تبوسنى في عنيه دى البوسة فى العين تفرق»، وأذكر أن أم كلثوم كلمتنى عايزة تشوف الفيلم فأخذتها لسينما قصر النيل، وسألتها بعد الفيلم: عجبك؟.. قالت: عجبتنى أغنية «ردى علىّ كلمينى شوفي عنيه».. وروى لنا عن وضعه أغنية «جبل التوباد» في منزلة الجوهرة ما بين أغانيه من شِعر أحمد شوقى والتى غناها على لسان قيس في مسرحية «مجنون ليلى» لما تعكسه من روح رومانتيكية، وكان إحساسه وهو يغنيها بأنه يتقمص روح شيخ متأمل هزّه الصدق فانشرح قلبه للذكرى القديمة وفاض بها لسانه الخجول..
ومما قاله عبدالوهاب ليلتها زيارة السيدة الفاضلة جيهان السادات لمنزله مصطحبة معها ياسمين الخيام لتسمعه نبرات حنجرة مطربة مصرية من أرض النيل فقام بالتلحين لها رغم تحفظه المبطن!.. وليس أجدر من عبدالوهاب فى الحديث حول أمير الشعراء أحمد شوقي الذى دعا أم كلثوم، للجلوس في كازينو صولت حيث كان يتناول كأسًا قبل منعه عن الشراب بأمر الأطباء، ولكن أم كلثوم اعتذرت خوفًا من أن يدعوها إلى كأس معه وهى التى لم تتناولها يومًا، وبعد مغادرتها واعتذارها جلس شوقى يكتب فيها قصيدته «سلوا كئوس الطلا هل لامست فاها.. واستخبروا الراح هل مست ثناياها» وأرسل لها القصيدة الفورية داخل مظروف باسمها، وقد غنتها أم كلثوم بعد وفاته، ومن بعدها «سلوا قلبى» و«إلي عرفات الله يا خير زائر» و«نهج البردة» و«الهمزية النبوية» و«من أى عهد في القرى»..... وقال لنا عبدالوهاب إن شوقى قد رأى من قبل ثورة يوليو بربع قرن أن لا حياة لهذا البلد إلا بأمرين: علم قوى، وجيش قوى، حيث ردد أبياتًا تقول:
وما الحكم أن تنتهى دولة وتقبل أخرى وأعوانها
ولكن على الجيش تقوى البلاد وبالعلم تشتد أركانها
وتمنى عبدالوهاب في ليلتنا أن يُلحن ما نظمه شوقى شعرًا حول جناية الفُرس على القومية العربية فى منطقة الخليج فى قوله:
لا تسلني ما دوله الفرس، ساءت
دولة الفرس في البلاد وساءوا
أمة همها الخرائب تبليها
وحق الخرائب الإنشاء
وكانت قناعة مجدى العمروسى رجل القانون وأحد كبار المتذوقين للفن وأحد أضلع ثلاثى هرم شركة صوت الفن إلي جانب عبدالوهاب وعبدالحليم مُتجزرة في أعماقه بحكم التصاقه بالموسيقار محمد عبدالوهاب بأنه لا أحد في العالم العربى كله يستطيع أن يكتب أو يعبر عن محمد عبدالوهاب إلا محمد عبدالوهاب الذى وافق على حديث الحقيقة رافعًا جميع الأستار كإنسان، كبشر، له حسناته وسيئاته.. وحمل مجدى أدواته ليسجل سلاسل البوح علي لسان محمد عبدالوهاب الذى جلس على كرسى الاعتراف لمدة 16 ساعة يروى فيها عن نفسه من سن 7 سنوات إلى 77 سنة وكان مسرح البوح فى الصالون الوردى الكبير بفندق انتركونتننتال باريس حيث تم الانتهاء من تسجيل الشريط الأخير فى 30 أغسطس 1980.. ويُسجل العمروسى المشهد التاريخى: «وجدته يحملق فى الفضاء ولدهشتى الشديدة رأيت دمعتين كبيرتين تهربان من عينيه وتسقطان على حِجره من تحت نظارته، وكانت أول مرة في حياتى أرى فيها عبدالوهاب يبكى، وبعد أن اطمأن بأصابع يده أن جهاز التسجيل مغلق تنهد تنهيدة كبيرة حارقة وقال بصوت واهن وكأنه آت من سنة 1927.. تعرف يا مجدي لو اللي أنا قلته ده قُدم للناس بطريقة جميلة سواء بصورة أو بدون صورة ماأقدرش أقولك ح يعمل فى الناس إيه.. وأفصح العمروسى عن بعض ما جاء في التسجيلات داخل صفحتى كتاب واحتفظ بالبعض الآخر ليظل ملكًا لمحمد عبدالوهاب وحده كما قال.. وربما أكثر ما شدنى ما قاله عبدالوهاب عن شوقى بعد لقائه للمرة الأولى: «رحت لقيت راجل قصير جدًا.. والقُصر ده خلانى حسيت بإحساس غريب جدًا.. أنا كنت أهوى قراءة العظماء ومن قراءاتى لهم لاحظت أن كل عظيم قرأت عنه قصير.. نابليون قصير. بيتهوفن قصير.. ڤردى قصير.. فاجنر وشكسبير والاسكندر الأكبر وغاندي وشارلى شابلن.. ربطت أنا بين الناس دى كلها وصفة القُصر، وقلت يبقي شوقي عظيم من ضمن العظماء.. حسيت لما شفته إن فيه خيط رفيع ربطنى به.. بكيانى وحياتى ووجودى فى الدنيا.. إنسان بسيط جدًا وفي شرود دائم.. يفيق فجأة يتكلم كلمتين ويروح شارد تانى والسيجارة لا تفارق فمه.. ويقوم من غير مناسبة يروح نازل.. ومن غير مناسبة برضه يروح طالع تانى.. ويمشى من غير سبب ويقعد من غير سبب.. حسيت إن صلتى بشوقى سيكون لها تأثير علي مستقبل حياتى.. فأخذت الأمر بخوف ورهبة واحترام. خفت إنها تكون مجرد لحظات وتروح.. وحسيت إنى علشان أكون حاجة مهمة لازم ألازمه لأنه هو ذات نفسه عبارة عن مدرسة ومعلومات وثقافة وعلاقات وموهبة متحركة.. راجل زى ده معقول إنه حيلازم ولد سنه 14 سنة مش معقول.. ومن هنا لابد أكون حاجة علشان يدوم اهتمامه.. أما صحابى فكان فيهم من يحب العقاد وليسوا شوقيين، وكان العقاد هو والمازنى ضد شوقى، وكان علىّ وحدى أن أقرر، وكنت محتار دول أصحابى وبيحبونى، ودول أصحابى وبيحبونى، وجه علىّ وقت عرفت العقاد وأحبنى العقاد، وعمل فىّ قصيدة قال فيها:
إيه عبدالوهاب إنك شاد
يطرب السمع والحجى والفؤادا
قد سمعناك ليلة فعلمنا
كيف يهوى المعذبون السهادا
ونفينا الرقاد عنا لأنا
قد حلمنا وما غشينا الرقادا
بارك الله فى حياتك للفن
وأبقاك للمحبين زادا
وكان لابد يكون عندى من الحصافة الشيء الكثير، ودى علمها لى الزمن، فلا أنا قادر أبعد عن شوقى، ولا كان من الحصافة الابتعاد عن العقاد.. وفى مسيرتى إلى جوار شوقى طلعت من بيت باب الشعرية سنة 24 وانتقلت إلي بيت فى الظاهر، والأول ماكنش فيه نور.. كانت لمبة الجاز.. البيت التانى كان فيه نور وشوقى بك حب ينقل من بيته فقال لى ماتاخد بيت جنبى.. بيت يحيى بك علي وأنا أخليهم يعطونه لك بمبلغ رمزى في العباسية. وخدت البيت بثلاثة آلاف جنيه.. وفضل بيت العباسية في حياتى لغاية سنة 50 وعملت فيه كل حاجاتى.. «الكرنك».. «الجندول».. «كيلوباترا».. وأفلامى «الوردة البيضاء».. «دموع الحب».. «يحيا الحب».. كل ده ما عدا «رصاصة في القلب» كنت انتقلت للإيموبيليا مع الريحانى وتوفيق الحكيم.. ثلاثة من المشاهير شفتهم علي الطبيعة.. الأول لما جه غاندى علشان يسافر إلي لندن للتفاوض عمل له شوقي القصيدة «سلام الله يا غاندي وهذا الزهر من عندى» ورحت السويس وسلمت عليه وكان مع محمود أبوالفتح، والثانى شارلى شابلن لما جه ونزل في الكونتننتال، وثالثهم هتلر لما سافرنا نعمل «الوردة البيضاء» شفته في برلين في حفل الجاليات العربية، السفير المصرى عرفنى به إنسان جميل وجليل وساعة الأكل جت عينه على الفستق فقشروا له واحدة لغاية ما جه عند اللب واحد فتح له لباية بشويش فمات من الضحك وعرفت من السفير إن هتلر قال لهم لو العرب حايضيعوا وقتهم فى الاستقلال زى ما بيضيعوه فى اللب مش حايستقلوا أبدًا!!.... جانى شوقى مرة وقاللى انت بتغنى حقيقى.. يعنى لازم تغنى على حبيبتك.. قلت له لأ يا باشا.. قاللى تعالى نعمل الغناء الحر.. (أعجبت بى) و (يا ترى يا نسمة) من بعد (فى الليل لما خلى) و(بلبل حيران) و(على غصون البان) و(اللى يحب الجمال) و(النيل نجاشى).. وعشت معاه لغاية سنة 32، وفى اليوم اللي ربنا افتكره جانى البيت وكنت حاروح أغنى فى طنطا، ووصلنى وخدت القطر ورحت طنطا وغنيت.. ورجعت فى قطر يوصل الساعة الثانية عشر ظهرًا تانى يوم، وإذا بواحد اسمه طاهر حقي، ابن عم يحيى حقى.. وده من شلة أولاد شوقى على وحسين.. قالى شفت الباشا؟.. قلت أيوه.. إمتى شفته؟!.. قلت إمبارح وصلنى للقطر.. فقال وصلنى تلغراف بيقول «توفي والدى والتوقيع علي شوقى» قلت له طيب ماننزل بنها ونسأل، ونزلنا لناظر المحطة عرفنى وقلت له.. واتصلنا من عنده.. وعرفنا الخبر. نزلنا على بيت شوقى.. وبدأت ملاحق الجرائد تنزل.. ولما نزلت وطلعت من باب الخدامين على فوق علشان أروح غرفة شوقى، وإذا ببنت شوقى علشان كانت تعلم قد إيه شوقى كان بيحبنى وهى كانت بتحب شوقى، راحت مرمية في حضنى وتعيط.. وكان موقفًا صعبًا وأنا ماعرفتش أعمل إيه.. اترمت في حضنى فى إيه وفي أى وقت وأى مناسبة.. مناسبة موت شوقى. كان أغرب موقف فى حياتى.. ده اللى كان بيحبه شوقى وكان آخر كلمة قالها سلموا لى على محمد.. وكانت وصيته كتابة بيت على قبره من قصيدة نهج البردة:
إن جل ذنبى عن الغفران لى أمل
فى الله يجعلنى فى خير معتصم
وحول مغامرات عبدالوهاب فى بلاد العروبة ذهب للعراق بعدما أعطاه شوقى يا شراعًا وراء دجلة: «كنت باحلم إنى حاشوف عاصمة العباسيين وهارون الرشيد واسحق الموصلى وأبونواس وأبوالعتاهية وزرياب والتاريخ العظيم للموسيقي طلعت روحى من الحر ورحت للقصر الملكى بالقصيدة لقيت السكرتير واحد اسمه تحسين قدرى عرفنى وقال لى أهلا عبدالوهاب.. قلت له: أنا جاى أقدم قصيدة لجلالة الملك فأرجوك خد منه ميعاد علشان أقابله. فقال لى.. ميعاد علشان إيه.. تعالى خش قابله.. كدهوه.. احنا طبعًا واخدين إن رئيس الديوان ده حاجة كبيرة وإجراءات وبروتوكولات وخلافه ده راح فاتح الباب واقل لى عندك خش قابله.. لقيت مولانا الملك مسكين طالع روحه من الحر وقالع الجاكت.. مولانا.. عبدالوهاب جاى من عند شوقى.. ورجعت للوكاندة ومكانش فيه تكييف ولا حاجة.. وكان فيه ما اسمه «الهبوب».. ولما نمت صحيت لقيت نفسي علي السرير معلم زى لما تاخد مقاس جزمة بالطباشير.. لقيت مكان عبدالوهاب مرسوم عبدالوهاب بالتراب.. وكان معايا ريدنجوت ورايح ببدلة بيضا حاقابل ملك لقيته قالع الجاكتة لكن برضه حاطط الفيصلية علي رأسه.. وأذكر أنى قبل ما أسافر فى تانى حفلة، عملوا لى حفلة مخصوص فى القصر الملكى فضلت صاحى لغاية مارحنا الحفل وافتتح البوفيه وجاءت جلستى جنب واحد توسمت فيه إنه مش من أهل البلد.. غريب يعنى.. بصيت ورايا وقدامى وسألته.. حضرتك من أهل البلد؟.. ماردش على السؤال وقال لى أنا بسألك كيف رأيت بغداد؟.. فقلت له أنا جاى على إنى حشوف بلد أبونواس والعباسيات والغناء العباسى ملقيتشى حاجة أبدًآ غير التراب.. وحاجة تقرف.. وأنا ماأعرفش جلالة الملك إيه مقعده في بغداد.. كان قاعد في سوريا.. بلد فيها خُضرة وفيها ميه.. راجل بيحب القرف ده فين ذوقه.. وأنا باتكلم كده جاء تحسين وقال له، يا مولانا سيدنا عايزك في الجناح بتاعه.. فاندهشت؟ وسألت تحسين عن مولاه ده؟ قال لى ده ولى العهد الأمير غازى.. قلت له أبشر إنشاء الله ليلتنا في السجن.. وحكيت له فقال يبقي تخرج من هنا على سوريا طوالى.. وفي الرابعة صباحا سافرت وتُهت فى السِكة.. وقبل كده رحت لحلب وكان واخدنى متعهد في مسرح اسمه العباسيين يساع 4 آلاف متفرج قلت فرجت علشان أغنى بمزاج، وارتفعت الستارة لقيت الصالة فاضية ماعدا عشرين أو خمسة وعشرين واحد كلهم بطرابيش وسراويل وحزام على بطنهم وأمام كل واحد «ارجيلة» يشد منها الأنفاس.. حسيت نفسى إنسان فاشل وفضلت أغنى للفرقة مش للناس.. وتانى يوم رحت وانفتحت الستارة لقيت أكثر من أربعة آلاف قاعدين ويمكن ألف واقفين.. قلت ياخويا البلد دي متشقلب حالها يوم مافيش ولا نفر ويوم ألف واقفين غير القاعدين.. وغنيت، وبعدما خلصت سألت المتعهد.. إيه السلوك الغريب ده في حلب؟.. قال لى هم كده لما ييجى واحد يغنى يبعتوا منهم أهل السمع والذوق يحكموا على المغنى وبعدها يبلغوا أهل البلد واعتبر روحك نجحت بامتياز ونمد الحفلات على كده كمان حفلتين.. قلت له لا ممكن أبدًا..».
وحول صداقاته يقول عبدالوهاب: «كانت قليلة.. شوقى ده كنت باعبده.. أب مش صديق، وكان أحمد رامى من ضمن أصدقائى، لكن لما حب أم كلثوم بقى مش معايا.. ولازم أحكى كيف كان رامى بيألف وأنا بلحن.. كان لا يمكن يألف إلا إذا كنت أنا نايم فوق السرير وهو تحت السرير بتاعه ونايم علي ظهره ويخرج رأسه ويقول لى.. علي غصون البان يا محمد.. يا وابور قل لى يا محمد.. مكانش فى حياتى الشخصية إلا أخيرًا عبدالغنى السيد اللي اقترنت حياته بحياتى. كان دايمًا معايا حتى فى سفرياتى.. ماكانش سهل توصيل (فى الليل لما خلى) للناس. يمكن الإلحاح بتاعى خلاهم عرفوها وكمان تأثير الاسطوانة.. كان نجاحى ثقافى.. يعنى كل اللى كانوا بيسمعونى من النوع المثقف.. مهندسين.. دكاترة جايين يعرفوا عبدالوهاب عمل إيه يمكن يستمتعوا.. الأساس المعرفة وده الفرق بينى وبين أم كلثوم.. كانت الناس تروح لها من غير ما تسأل مين اللي كتب ولا مين اللى لحن.. ليس لذلك أى قيمة عندهم هما رايحين يسمعوا أم كلثوم وبس.. في طنطا نزلوا عليّ الستارة لأنهم مش فاهمين.. يعنى كانت المهمة بالنسبة لي شاقة وثقيلة ومش مربحة.. لكنها كانت متعة شخصية وإلا كنت رحت فى جو تانى ومشيت ورا الفلوس وخلاص».
و..فى شرخ شبابه غنى محمد عبدالوهاب فى زفاف على أحمد شوقى إلى ابنة خالته في كرمة ابن هانئ بالجيزة. الزفاف الذى حضره الزعيم سعد زغلول وغنى فيه عبدالوهاب فى الزفة على دقات الطبول من كلمات شوقى الأب: «إن شالله تفرح يا عريسنا وإنشالله دايما نفرح بك/ الشمس طالعة في التللى وردة على التوب الفللى/ ملحة فى عين اللى ما يصلى/ وتشوف عيونك وعيونها دخلة ولادك والحنة/ دنيا جميلة قوم خدها/ ستك وبالمعروف سيدها/ قوم يا عريس بوس إيدها/ ادخل ع الدنيا الفللى..» وإذا ما كان شوقى أمير شعراء الفصحى فمن يجسر على منافسته أيضا فوق عرش العامية التى تفجرت شلالا ولآلئ تترى عند التقائها بحنجرة عبدالوهاب.. عند عثورها على أرض الميعاد.. عندما يعقد قران الكلمات بالنغمات والآهات.. عندما تبدى عبدالوهاب الشجى لصاحب النص العبقرى المولود بباب الخديو إسماعيل الذي استنطقه شجن الصوت ببلاغة العامية فكتب من أجله ليغنى له الموال والمونولوج والطقطوقة: توحشنى وانت ويايا/ واشتاق لك وعينيك في عنيه/ واتذلل والحق معايا/ وأعاتبك ماتهونش علىّ، وفى الليل لما خللى، وهيلا هوب هيلة صلّح قلوعك ياريس، وجت الفلوكة والملاح ونزلنا وركبنا حمامة بيضاء بفرد جناح تودينا وتجيبنا، والفجر شأشأ وفاض على سواد الخميلة لمح كلمح البياض من العيون الكحيلة، واللى سرح في الرياض أدهم بغرة جميلة.. هنا نواح ع الغصون وهناك بكا في المضاجع.. وأبدًا لم يأت أحد لا قبله ولا بعده في وصف الوردة مثله وبصوت عبدالوهاب:
تبارك اللى خلق ضلك من الخفة
واللي كساك الورق ولفه دي اللفة
زى القبل ولفة شفة علي شفّة
و..لقد لمحت ما بين السطور في كتاب حسين بن شوقي في والده تلك المسائل الشائكة المضفرة بالحساسية البالغة ما بين الأب وابنه.. استشعرت بعضًا من غيرة ضمتها حنايا صدر الابن تجاه غريب الدار الذى يفضله الوالد عليه.. حسين الابن الأصغر للشاعر أحمد شوقى لسعته نيران الغيرة من عبدالوهاب الذى اختاره شوقي ربيبًا يقربه ويشجعه ويعتنى بصحته وأناقته ومزاجه وإطاره ومسكنه، ويكتب له بالفصحى والعامية أغانيه ويسافر به ويقدمه في صحبته الملتصقة لمجتمعات الأبهة والرفاهية والثقافات الرفيعة في مصر والبلاد العربية وأوروبا، هذا بينما يتجاهل شوقي موهبة حسين الابن في قرض الشعر وإن كان محمد عبدالوهاب قد حاول مهادنة حسين في الثلاثينيات بتلحينه مقطوعة من تأليفه كان مطلعها: سهرت منه الليالى يطوف بالحب قلبى/ فراشة لا تبالى... ولكن الوالد الذى أراد أن يبقى وحده شاعر الشوقيات، وأن العبقرية لا توَّرث أوصد الباب تمامًا على ولديه علي وحسين بأبياته:
ولا أرانى ونجلي سنلتقى عند مجد
وسوف يعلم بيتى أنى أنا النسل وحدى
فيا «على» لا تلمنى فما احتقارك قصدى
وأنت منى كروحى وأنت من أنت عندي
ورحل عبدالوهاب ومازال صوته عالقًا في أذنى عندما خاطبنى يوصينى بالغالية نجاة التى اختار لها وقتها مجلة «نصف الدنيا» لتكون راعية لأغنيتها «أسألك الرحيلا» لنزار قبانى وقال لي الكثير عن تفرد صوت نجاة واصفًا إياها بقيثارة الغناء.. ويسألون نهلة القدسى عن الموقف الذى هزها في رحيل عبدالوهاب فلم أتعجب من إجابتها ولا من الإنسان النبيل الذى قام بالعمل النبيل.. قالت: كان إحسان عبدالقدوس وزوجته من أعز الأصدقاء وتربى أولاده بيننا وحين سمع الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس بوفاة عبدالوهاب حضر إلى البيت فقيل له إن المرحوم في المستشفي، وبهدوء وبساطة ودون أن يشعر أحد، ذهب الشاب الرائع إلى المستشفى وحده ليجلس فوق رأس عبدالوهاب يقرأ القرآن على روحه الطاهرة إلى الصباح، وحين بدأ الإعداد للرحيل لم يطمئن إلى المكلفين بهذا الأمر فى المستشفى، فدخل بنفسه حيث قام بكل شىء وفق السُنة النبوية المطهرة، وخرج مع الجثمان يحمله حتى وصل به إلي مثواه الأخير، وحتى فى هذا الموضع لم يطمئن قلبه فهبط إلي القبر ليواريه التراب بحنو الابن على أبيه.. وحين انتهى كل شيء رحنا نبحث عنه فلم نجده..
ذهب عبدالوهاب.. لكن صوته باقٍ أبدًا ومن العسير له بديل لكننا بجهودنا المتواضعة لا نملك ساعة الصفا إلا ترديد الديالوج الذى كان بينه وبين بطلات أفلامه كعلامة فارقة في تاريخ الحوار ما بين هو وهى.. مع أسمهان في «مجنون ليلى»: «قيس بن عمى عندنا يا مرحبا يا مرحبا.. مُتعت ليلى بالهناء وبلغت الإرب».. ومع ليلى مراد فى فيلم «يحيا الحب» 1938 «يا دى النعيم اللى إنت فيه يا قلبى».. ومع رجاء عبده فى فيلم «ممنوع الحب»: «قولى بقي إتأخرت ليه؟.. دقيقة واحدة دى تبقى كتير».. ومع راقية إبراهيم فى فيلم «رصاصة في القلب»: «آى سنتى بتوجعنى شوف لى أى علاج حالا.. افتحى بقك أنا مش شايف غير صفين لولى.. و..يا جلاس الشوق فاض بى وطوّل.. محسن.. محسن.. محسن»!!
لمزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.