النداء موجه هنا إلى شيوخنا ومثقفينا وعلمائنا أن انتبهوا أيها السادة؛ القدس تضيع، فى هذا الوقت الذى يمر فيه العام السبعون على احتلال القدس تعمل إسرائيل بدأب لتهويد الأرض الفلسطينية وإقامة المزيد من المستوطنات فى الوقت الذى يصدر الكونجرس الامريكى فيه قرارا بإقامة الاحتفالات بما يسمى يوم القدس فى ذكرى مرور نصف قرن على احتلال القدس العربية. هل يذكر أحد سايكس بيكو؟ فى بدايات القرن العشرين وهل يذكر أحد سايكس بيكو الذى يتم تنفيذه الآن فى بدايات القرن الحادى والعشرين فى الأرض العربية؟. لقد اقتحم وزير الزراعة الاسرائيلى مع مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى وهناك اقتحامات متكررة يوميا، وهو يأتى على خلفية سماح رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو لأعضاء الكنيست والوزراء باقتحام الأقصي!. وصدر قانون يبيح لليهود تملك الأرض فى المناطق الفلسطينية؛ والسماح لكبار المسئولين للسيطرة على أرض فلسطينية بتدمير القرى الفلسطينية وإغلاق الطرق الرئيسية فضلا عن حركات التهويد المستمرة فى البيوت والقرى العربية. المخطط الإسرائيلى الدءوب لا يعترف بشيء اسمه الحرم القدسى الشريف وانما يطلق عليه تسمية أخرى صهيونية لا علاقة لها بنا او بتاريخنا، وهذه التسمية هى (جبل الهيكل). يجب أن نستيقظ فالقدس العربية ظهرت فى مهرجان كان الأخير ولكن عبر ملابس اسرائيلية يقصد بها تغيير هوية القدس العربية وتدميرها. كما يصر المسئولون اليهود على اقامة اجتماعاتهم فى القدس العربية، بينما يرتدى المحتفلون القلنسوة اليهودية ويرفعون الشعارات اليهودية التى لاتمت بأى صلة للقدس العربية. كما أن القرارات والأفعال اليهودية تعمل بدأب لتهويد العاصمة العربية حيث صدر اخيرا مشروع اطلق عليه قانون القدس الكبري! يجرى فيه صهينة كل شيء من هدم المنازل العربية ورفض منح اصحابها اى تراخيص لإعادة بنائها، فالهدف يعنى إلغاء المدن العربية لمصلحة مستوطنات يجرى تشييدها بسرعة ودأب شديدين. إن القدس العربية الأصلية ليست حاضرة فى مناهجنا العربية بالشكل الكافي، فى وقت تسعى القوى الاخرى فيه لعملية تهويد للقدس العربية فى المناهج الصهيونية التى تدرس هناك سواء فى المناهج التى تعد لتعليم المقدسيين أو فى عملية أقرب الى أسرلة المناهج عن المدينة العربية!. القدس تضيع حين يتم سلب أراضى القدسالشرقية والغربية ويتم سلب معها كل حقوق من تبقى من عرب فلسطين؛ ولدينا الشهادات المحزنة من اليهود انفسهم، ان القدس مازالت تشهد تعدد قيام أحداث تغيير عنيفة لتأكيد المخطط الإسرائيلى بذريعة توحيد القدس او تهويدها، ويشهد احد هذه المصادر انهم يعملون هناك بدأب لتغيير البنية العربية فى القدس؛ والعمل على اعادة صوغ تاريخ المدينة العربية عبر انتاج اسطورة اورشليم القديمة واستحضارها بهدف ترسيخ تحويلها الى عاصمة اسرائيل الأبدية وحسم الحالة الديموجرافية والجيوسياسية للقدس إمعانا فى رفض عاصمة فلسطينية. ويأتى قانون القومية باعتبار أن إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى ليكرس المخططات الإسرائيلية بمحو الهوية العربية ليس فقط فى القدس ولكن فى كل فلسطين حتى داخل المناطق التى تقع فى إسرائيل، وهو ما يدفع للحذر والتحرك قبل أن تضيع القدس تماما. لمزيد من مقالات د. مصطفى عبد الغنى