تتعرض مصر منذ فترة لحرب من نوع جديد، هى حرب الشائعات حيث يستغل أهل الشر مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر شائعات عديدة ومتنوعة لتحقيق عدة أهداف، منها بث حالة من الإحباط بين المواطنين، ونشر الذعر وإثارة البلبلة. ويلعب مركز معلومات مجلس الوزراء دورا مهما فى متابعة تلك الشائعات وبحث ما جاء فيها، والرد عليها وكشف الحقيقة للجماهير. وفى تقريره أمس تحدث عن بعض الشائعات الغريبة ومنها ما انتشر على صفحات الفيس بوك من وجود «بيض بلاستيك» صينى خطير على صحة الإنسان فى الأسواق المصرية، وهو ما نفته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى تماما، خاصة أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من البيض، ولا يوجد بيض بلاستيكى أصلا، وهو وهم كبير مثل وهم الأرز البلاستيكى الصينى الذى انتشر كشائعة أيضا على صفحات الفيس بوك. كما تقصى المركز أيضا شائعة فى منتهى الغرابة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى عن قيام الحكومة بإضافة مادة على رغيف الخبز لخفض الخصوبة والحد من الكثافة السكانية، ورغم عدم معقولية هذه الشائعة فإنها استمرت فى الانتشار، حتى اضطرت وزارة التموين إلى تكذيبها، وتأكيد أنها لا تمت للواقع بصلة وتستهدف إثارة الذعر والبلبلة بين المواطنين. وكذلك شائعة نقص السلع التموينية وارتفاع أسعارها بالمجمعات الاستهلاكية، وهو ما تأكد عدم صحته. إن مواجهة حرب الشائعات تستلزم تضافر مؤسسات الإعلام والتعليم ودور العبادة والمجتمع المدنى، من أجل العمل على رفع درجة الوعى المجتمعى ونشر ثقافة المعرفة خاصة بين الشباب، حتى لا يقع فريسة لحالة الفوضى التى تضرب جنبات مواقع التواصل الاجتماعى، وليتصدى لمثل هذه الشائعات الغريبة ويكشف زيفها، وأن يتعلم جميع رواد هذه المواقع عدم تشيير أى معلومة إلا بعد التأكد من صحتها. كما أن الجهات والوزارات المعنية عليها عبء مهم الآن فى متابعة شبكة الإنترنت، والرد أولا بأول على أى شائعات تنتشر فى مجال عملها، فحرب الشائعات لن تنتهى، وأهل الشر لن يصمتوا، المهم الآن أن نحصن شبابنا ونرفع درجة وعيهم لمواجهة تلك الشائعات، وأن نكشف حقيقتها أولا بأول، وهى مهمة أساسية للتحدث الإعلامى بكل وزارة أو هيئة، حتى تستطيع مواجهة حرب الشائعات، وحماية المجتمع بكامله منها. لمزيد من مقالات رأى الأهرام