فى تصاعد للخلافات الأوروبية حول الهجرة، أعلن رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى أمس أن كلا من فرنسا ومالطا أبديا استعدادهما لاستقبال 50 مهاجرا من أصل 450 تم إنقاذهم أمس الأول من قارب بالبحر المتوسط ورفضت السلطات الإيطالية استقبالهم. وكتب كونتى على صفحته على فيسبوك أن فرنسا ومالطا مجتمعتين ستتوليان أمر 100 من 450 مهاجرا، تم نقلهم على متن سفينتين عسكريتين إيطاليتين ، وتابع أن”قبول دول أوروبية أخرى لاستقبال بقية اللاجئين سيصل سريعا جدا”. وكانت سفينة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” وسفينة تملكها شرطة الجمارك الإيطالية قد انتشلتا المهاجرين القادمين من ليبيا أمس الأول قرب جزيرة لينوزا وعلى بعد أكثر من 100 ميل بحرى عن مالطا التى رفضت فى بادئ الأمر الانصياع لضغوط من روما لإنقاذهم. ورفض وزير الداخلية الإيطالى ماتيو سالفينى - زعيم حزب الرابطة اليمينى المتطرف والذى يشغل أيضا منصب نائب رئيس الحكومة - رسو القارب فى الموانى الإيطالية تماشيا مع سياسة متشددة يعتمدها إزاء المهاجرين. وكشفت مصادر عن أن سالفينى قال خلال محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالى “يمكن توزيع المهاجرين على الفور على دول أوروبية أو يمكن لإيطاليا أن تتواصل مع ليبيا لإعادتهم من حيث أتوا”. ومن جانب آخر، أفادت بيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبى بأن نحو 20 ألف مهاجر عادوا طواعية من ليبيا إلى أوطانهم خلال الأشهر الماضية من العام الحالي. ومن جانبها، قالت فريدريكا موجيرينى مسئولة العلاقات الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، خلال زيارتها الحالية إلى ليبيا أن السبب وراء عودة المهاجرين إلى أوطانهم هو التعاون بين الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة.وأجرت موجيرينى أمس الأول محادثات فى ليبيا تناولت الهجرة والتعاون فى زيارة بمناسبة تدشين مقرى بعثة الاتحاد الأوروبى والبعثة الأوروبية لمراقبة الحدود”يوبام”. وعلى صعيد متصل، أعلنت النمسا، التى تترأس الاتحاد الأوروبى حاليا، مجددا أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات صارمة لحماية حدودها الجنوبية فى حال تطبيق الحكومة الائتلافية الألمانية، أى قرارات تهدد الحدود النمساوية.وأشار المستشار النمساوى سيبيستيان كورتس إلى أن هناك تحديا كبيرا فى قضية الهجرة واللاجئين، خاصة فى موضوع الاندماج، مشيرا إلى أنه كلما كان عدد المهاجرين أكبر، أصبح التحدى بطبيعة الحال أكبر. ورأى أن مجموعات المهاجرين التى تواجه مشكلات أقل فى الاندماج هى تلك التى تأتى من يوغوسلافيا السابقة وألمانيا وأوروبا الشرقية.