بعد تكرار الشكاوى من الحذف العشوائى

مشكلات بطاقات التموين فى طريقها للحل

* مستشار وزير التموين: الإجراءات مدروسة.. وحذفنا 1.2 مليون شخص متوفى ومزدوج الصرف وأسماء وهمية
* الاستعلام عن المحذوفين من خلال الرقم القومى ورقم بطاقة التموين على موقع الوزارة
* مواطن استخرج بدل فاقد .. فخصموا 3 أفراد من بطاقته.. وآخر: السيستم أخرج 4 من أسرته بالخطأ!!
* المنظومة تهدف لتحسين الخدمة وعدم المساس بمستحقى الدعم والحفاظ على حقوق المواطنين


شكاوى متكررة قدمها عدد كبير من أصحاب البطاقات التموينية بسبب خصم أفراد المستحقين للدعم بلا سبب منذ مطلع العام الحالي، وفى المقابل تنفى وزارة التموين تدخلها فى حذف مستحقى الدعم مؤكدة على لسان مستشار الوزير أن الخصم شمل 700 ألف متوفى ونصف مليون من مزدوجى الصرف.
الحكاية يرويها عدد من المتضررين من أصحاب البطاقات التموينية من مختلف المناطق حيث يشكون وفق روايتهم من الفوضى فى منظومة التموين وصعوبة الحصول على الدعم المخصص لهم.
تفاصيل كثيرة تتشابه معظمها ونتيجتها واحدة ..تحقيقات الأهرام تابعت أزمة المواطنين المتضررين من عدم استلام بطاقاتهم التموينية، وخصم أفراد منها، ورصدت رد وزارة التموين على شكاوى المواطنين ..القضية وتفاصيلها فى السطور التالية.
تروى مروة علاء من منطقة القلج بالخانكة قليوبية معاناتها التى بدأت منذ 4 سنوات للحصول على بطاقتها التموينية بعد أن تقدمت بأوراقها لمكتب التموين لفصل زوجها عن والده ليتم إضافتها مع أولادها على البطاقة، إلا أنها فوجئت بعدم وصول بطاقتها حتى الآن الأمر الذى يضطرها لتخصيص مبلغ شهرى لشراء الخبز فقط.
بغضب شديد يقول حسين خليل موظف تقدمت بطلب لاستخراج بطاقة تموينية بدل فاقد فى مكتب تموين العمرانية فى منتصف شهر مايو العام الماضى وحتى الآن لم أستطع الحصول على البطاقة الجديدة، فتقدمت مرة أخرى لمكتب التموين وأرسلت حوالة بريدية وتم استخراج بطاقة تموين جديدة، ولكنى فوجئت بأن البطاقة مخصوم منها 3 أفراد من أسرتى مستحقون للدعم بدون سبب فتوجهت مرة أخرى لمكتب التموين فطلبوا أوراقا كثيرة، ولم أستطع التوجه للمكتب بعد ذلك وفقدت الأمل فى الحصول على مستحقاتى الشهرية، وأناشد مسئولى التموين تخفيف إجراءات إعادة الخصم على البطاقة التموينية رحمة بكبار السن.
السيستم معطل
أما خالد الحسينى من الهرم فيعترض على الخصم العشوائى للأفراد من بطاقة التموين سواء الحديثة أو القديمة قائلا : بطاقتى تضم 5 أفراد وأحصل على دعم شهرى قدره 224 جنيها لكنى فوجئت الشهر الماضى أن التاجر يقول لى إن الدعم المخصص لى قدره 49 جنيها فقط، لأن البطاقة أصبحت لفرد واحد، وعلى الفور توجهت إلى مكتب التموين الذى اعتبر ما حدث لبطاقتى التموينية شيئا طبيعيا ولا يمثل أى مشكلة وقالوا لى (السيستم معطل) وعندما استفسرت عن أسباب الخصم قالوا إن السيستم هو المسئول والخصم العشوائى للأفراد ليس مسئوليتهم، وما زالت الأزمة مستمرة ولم أحصل على باقى حقى من الدعم.
أما عبير السيد - موظفة من المرج - فتقول إن بطاقتها التموينية مكونة من 6 أفراد وتحصل على دعم شهرى قدره 249 جنيها، لكن منذ عام تقريبا اكتشفت أن البطاقة تالفة وعندما استخرجت بطاقة جديدة فوجئت بأنه تم خصم 3 أفراد بلا سبب ولم نستطع إعادة الأفراد المخصومين حتى الآن وأصبحت أحصل على دعم قدره 149 جنيها فقط، مما جعلنا نعيش معاناة شديدة، لأننا نشترى باقى احتياجاتنا من السوق فى ظل ارتفاع الأسعار.
وتأتى المفاجأة على لسان هشام عبد الرءوف الذى يعمل مدرسا بالغربية قائلا: بطاقتى التموينية مكونة من 4 أفراد، وعندما توفى والدى توجهت لمكتب التموين لخصمه من البطاقة كإجراء طبيعى وفى الشهر التالى فوجئت أن البطاقة بها فردان فقط، فذهبت مرة أخرى لمكتب التموين لمعرفة أسباب خصم فردين بدلا من فرد واحد، واكتشفت أنه تم حذف زوجتى وأحد أبنائى من البطاقة بدون سبب، بينما ما زال والدى المتوفى مسجلا فى بطاقة التموين وكأنه لم يمت!
ثمن أخطاء السيستم
الدعم التموينى لا يصل لمستحقيه والبسطاء ومحدودو الدخل يدفعون ثمن أخطاء السيستم هكذا عبرت سناء على من المطرية عن غضبها بسبب حذفها مع ابنها من بطاقة التموين بسبب توجهها للعمرة العام الماضي، واعتبروها لا تستحق الدعم لدواعى السفر للخارج رغم أنها عادت بعد أداء العمرة وقدمت أوراقا من الجوازات تثبت عودتها إلا أن التموين ما زال يعتبرها مغادرة للبلاد ولا تستحق الدعم رغم أنها من محدودى الدخل وبعد أن كانت تحصل على دعم تموينى شهرى قدره 199 جنيها لأسرة مكونة من 4 أفراد أصبحت تحصل على 99 جنيها فقط، لأن المقيدين على بطاقتها التموينية فردان فقط .
الكارثة الكبيرة كما وصفتها جيهان محروس من منطقة السلام هى حذفها من البطاقة التموينية بدعوى أنها سافرت للخارج رغم أنها لم تستخرج جواز سفر أساسا ولم تسافر خارج البلاد لظروف مرضها الشديد ولم تستطع إعادة الأفراد المخصومين من البطاقة حتى الآن.
أما ريمون سامى من المحلة الكبرى فيقول إن بطاقته التموينية تعطلت وتوقفت منذ 8 أشهر، وتوجه إلى مكتب التموين لاستخراج بطاقة أخرى وبعد استلامها فوجئت أنها لفردين بعد أن كانت ل 3 أفراد ورجعت إلى مكتب التموين مرة أخرى إلا أنهم لم يبرروا أسباب خصم الفرد الثالث من البطاقة.
وفاء عادل ربة منزل من شبرا تروى مأساتها مع بطاقة التموين التى فقدت منها منذ عام تقريبا ولم تحصل على أخرى بديلة عنها إلا منذ عدة أيام فقط، وعندما توجهت إلى تاجر التموين بالمنطقة لصرف مستحقاتها أخبرها أنها فرد واحد بعد أن كانت ل 3 أفراد.
الإجراءات محددة ومدروسة
من جانبه نفى د.عمرو مدكور مستشار وزير التموين لنظم تكنولوجيا المعلومات وجود حذف عشوائى لمستحقى الدعم التموينى مؤكدا أن الحفاظ على مستحقات المواطنين هو الهدف الرئيسى للدولة، مؤكدا أن الخصم يتم وفق إجراءات محددة ومدروسة من خلال الرقم القومى للمتوفين ومزدوجى الصرف فقط، وأن حذف بعض الأسماء تم لتنقية منظومة التموين القديمة، فعندما كان يتوفى شخص ما فى المنظومة القديمة لم يكن يتم حذفه ويظل أهله يصرفون مستحقاته لفترات طويلة واكتشفنا حالات كثيرة من هذا النوع يهدرون أموال الدولة، لكن بعد تطبيق المنظومة الجديدة تم حذف أسماء المتوفين بعد مراجعة الرقم القومى للمتوفى بدقة بالتعاون مع وزارة الصحة والأحوال المدنية، ولا يتم الخصم الا بعد التأكد من صدور شهادة الوفاة وتصريح الدفن لمنع تعرض بعض الأفراد للحذف لتشابه الأسماء، كما تم إرسال أسماء مزدوجى الصرف لجهات الاختصاص لتوقيع غرامة مالية عليهم لصرفهم الدعم بدون حق.
وأكد مستشار الوزير أنه تم حذف مليون و200 ألف شخص متوفين ومزدوجى الصرف كانوا يحصلون على سلع مدعمة بدون وجه حق خلال الفترة الماضية بسبب تقاعس المستفيدين من البطاقات عن حذف ذويهم بعد وفاتهم أو سوء المنظومة السابقة، كما اكتشفنا وجود بيانات خاطئة على البطاقات مثل رقم قومى غير صحيح وأسماء لأشخاص وهمية، وطالب المواطنين بالاستعلام عن الأفراد المخصومين على موقع الوزارة من خلال الرقم القومى ورقم بطاقة التموين.
وأوضح د. مدكور أن تراكمات المنظومة القديمة كثيرة ونحاول فى المنظومة الجديدة تحسين الخدمة وعدم المساس بمستحقى الدعم والحفاظ على حقوق المواطنين، مشيرا إلى أنه تم إصدار نسخة حديثة من المنظومة من خلال الهاتف المحمول حيث تم إصدار أكثر من 1700 بطاقة تموين حتى الآن، وجار فحص أكثر من 150 ألف بطاقة على مستوى فروع مكاتب التموين بالجمهورية وتشمل بدل تالف وفصل اجتماعى وتفعيل 660 ألف بطاقة تموينية.
وأكد أن أهم ما يواجه المنظومة الحديثة هو عدم دقة بيانات رقم الهاتف الذى يرسل منه المواطن الرسالة، لذلك يجب إرسال رسالة تأكيد من داخل مكتب التموين فى أثناء التقديم للتمكن من الحصول على الخدمة بشكل جيد.
وأشار د. مدكور إلى أنه قبل يناير 2018 كان هناك 3 قواعد بيانات تملكها الشركات، وعند دمج هذه القوائم مع بعضها أصبحت وزارة التموين تمتلك أكبر قاعدة بيانات فى مصر، لنحو 70 مليون مستفيد من منظومة دعم التموين، كما ظهرت مشكلات تكرار الأسماء وتم تحديد المستحقين للحذف.
وناشد المواطنين ضرورة التوجه إلى مكاتب التموين التابعين لها لتنقية بطاقاتهم من مزدوجى الصرف، والدخول إلى موقع الوزارة لتحديث بياناتهم وتنقية قاعدة البيانات وتوصيل الدعم لمستحقيه، وكشف عن أنه بدأ تفعيل خدمة خصم الأفراد المتوفين تلقائيا من بطاقة التموين دون إلزام المواطن بالتوجه لمكتب التموين، حيث تم ربط قاعدة بيانات التموين بالأحوال المدنية لخصم المتوفين فورا للتيسير على المواطن بدلا من التوجه لمكتب التموين واتخاذ أى إجراء .. وقد أسهمت تنقية قاعدة البيانات من الأسماء الوهمية فى ضم فئات جديدة لمنظومة التموين مثل المستحقين لمعاش الضمان الاجتماعى والسادات ومبارك وتكافل وكرامة، والأرامل والمطلقات والمرأة المعيلة. وكشف د. مدكور عن أنه سيتم إرسال لجان للمرور على مديريات التموين لبحث مشكلات البطاقات التموينية، كما أن شركات إصدار الكروت الذكية سيقتصر دورها على طباعة الكروت وتوزيعها، مؤكدا أنه بعد اكتمال المنظومة الجديدة سيكون هناك إجراءات رادعة تصل إلى فسخ التعاقد مع هذه الشركات إذا ظهرت أى مخالفات تعوق مصالح المواطنين.
وشدد على أن مصلحة المواطن تعلو فوق الجميع، ولا يمكن أن تقصر الوزارة فى حقوق مستحقى الدعم، كما أن إعلاء مصلحة وحقوق المواطن هو هدف المنظومة الجديدة والوزارة.