يزعجنى كثيرا ما أراه من مظاهر الارتباك والفوضى فى أحوال الرياضة المصرية وما يجرى فيها من صفقات بيع وشراء خاصة أن الرياضة المصرية ممثلة فى نوادينا العريقة مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد السكندرى والمصرى والترسانة والسكة الحديد كانت تقوم على الانتماء الحقيقى بعيداً عن إغراءات المال وملايينه.. كانت كرة القدم واللاعب المميز الموهوب من الرموز الوطنية الحقيقية التى تمنح الوطن القيمة والمكانة والبهجة..وكان اللاعب لا يحسب بما لديه من أرصدة فى البنوك ولكن بما لديه من الانجازات وحب الجماهير.. هناك شىء غريب يحدث فى نوادى مصر الآن يضرب فى العمق جذور هذه المعادلة التى قامت دائما على العطاء لا أحد ينكر أهمية المال ومن حق كل إنسان أن يؤمن مستقبله ومستقبل أولاده وكانت النوادى المصرية حريصة على هذا الدور ولكن المضاربات فى سوق اللاعبين أخذت معها الكثير من ثوابت هذه النوادى حتى هبطت عليها أموال ضخمة هزت كل أركانها..إن اخطر ما فى هذه الظاهرة أن تكبر وتتسع تحت شعار تشجيع الاستثمار وهذا كلام يحتمل الكثير من التفسيرات لأنه يفتح الأبواب لبيع كل شىء وإذا كانت تجارة وبيع وشراء النوادى فى أوروبا عرفا سائدا فإنه شىء جديد تماما على مصر ويجب أن توضع له الأسس التى يقوم عليها لأن النوادى الرياضية جزء عزيز من تاريخ مصر خاصة انها لا تستطيع بإمكانياتها أن تقاوم هذا الزحف المالى الرهيب الذى يغير كل الحسابات.. لا أحد ضد تشجيع الاستثمار ولكن بما لا يضر كيانات كبرى لها أهميتها فى هذا المجتمع هناك أشياء لا تباع بأى ثمن وينبغى ألا تباع ولكن فى هوجة جمع المال والجرى وراء الصفقات السريعة يمكن أن تسقط المبادئ وتنهار الثوابت وهذا أمر لا ينبغى أن نفرط فيه.. لدينا ناد واحد اسمه الأهلى وناد واحد اسمه الزمالك ويجب على الدولة أن تحمى مؤسساتها العريقة ولا شك أن المضاربات التى تحوم حول الناديين العريقين قد تحمل نيات غير طيبة ولهذا يجب أن نفرق بين استثمار يدعو للبناء والتنمية واستثمار يمهد للفوضي..المال القادم شىء يزعج وأطالب الدولة بحماية أصولها أمام طوفان الملايين.