رياض توفيق :(br) لن يدخل الانسان الجنة بأعماله.. ولكن برحمة الله.. فقد روي البخاري ومسلم من حديث أبو هريره انه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لن يدخل الجنة أحد بعمله الجنة . قالوا ولا أنت يارسول الله؟ قال ولا أنا الا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة. وهذا لا يعارض كما يشرح د. أيمن مصطفي استاذ الشريعة بالأزهر قول الله تعالي ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون لأن الباء في الآية للسببيه.. ولأن عملنا هو السبب الذي يوصل الي الجنة.. وهو مجرد سبب ولكنه ليس مقابل لدخول الجنة.. وان جميع أعمال الانسان لا تساوي نعم الله عليه بقوله تعالي وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فإن نعم البصر.. والسمع.. والعقل.. والجوارح.. ونعم الصحة.. والماء والهواء.. كل أعمال الانسان وعباداته لا تساوي نعمة واحدة من نعم الله. ويروي أن رجلا كان يعيش في جزيرة فأنبت الله له شجرة رمان وأجري له عينا من الماء.. فكان يأكل الرمان ويشرب من الماء وعاش ستمائة عام متفرغا للعبادة فلما جاء موعد أجله قبضته الملائكة وهو ساجد فقال الله عز وجل إدخلوا عبدي الجنة برحمتي قال أي رب بل بعملي فقال الله عز وجل إنه لا يظلم اليوم عندي أحد.. ضعوا نعمة البصر في الميزان وضعوا أمامها عبادة ستمائة عام.. فرجحت نعمة البصر علي عبادة ستمائه عام.. فقال خذوه الي النار.. فقال أي رب برحمتك.. أي رب برحمتك. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ان لله مائه رحمة.. أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوام, فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش علي ولدها ويقول الحق سبحانه وتعالي ورحمتي وسعت كل شيء وقال تعالي كتب ربكم علي نفسه الرحمة. ان رحمة الله تنال كل إنسان.. ولكن الحق أشار في كتابه, الكريم الي فئة تقترب منها رحمة الله بشكل قاص لقوله تعالي إن رحمة الله قريب من المحسنين.