ضمن تغييرات اجتماعية تاريخية تشهدها السعودية، ترفع المملكة غدا حظر القيادة المفروض منذ عقود على المرأة، فى إطار إصلاحات واسعة أطلقها ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان. كان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، قد أصدر أمرا ملكيا، فى سبتمبر الماضى، بالسماح بإصدار رخص قيادة السيارات للنساء، واعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية فى السعودية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء. وستمثل هذه الخطوة للعديد من السعوديات تحولا كبيرا يسمح لهن بالتخلص من اعتمادهن على السائقين أو الأقارب من الرجال، وهو ما سيساعد عائلات سعودية كثيرة على توفير الكثير من الأموال. وقد بدأت المملكة هذا الشهر إصدار رخص قيادة سيارات للنساء للمرة الأولى، وبدل عدد من السيدات رخص القيادة الأجنبية لأخرى سعودية، بعد أن خضعن لاختبار عملى. وتشير شركة «برايس واتر هاوس كوبرز» للاستشارات أن نحو 3 ملايين امرأة سعودية قد يحصلن على رخص قيادة، ويبدأن فى قيادة السيارات بحلول عام 2020. وتم السماح بافتتاح عدد من مدارس تعليم قيادة السيارات للنساء فى بعض المدن مثل الرياضوجدة، وكذلك قيادة الدراجات النارية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الخطوة فى تعزيز إمكانات عمل المرأة بالسعودية، بينما تقدّر وكالة «بلومبرج» الاقتصادية أن هذه الخطوة ستسهم فى إضافة 90 مليار دولار إلى الناتج الاقتصادى بحلول عام 2030. وتحضيرا لرفع الحظر عن قيادة النساء السيارات، أعدت السعودية مشروع قانون يعاقب المتحرش بالنساء، تصل العقوبة فيه إلى السجن خمس سنوات، ودفع غرامة قدرها 300 ألف ريال (80 ألف دولار). وكان الأمير محمد بن سلمان قد تعهد، فى أكتوبر من العام الماضى، ب«مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة، ومنفتحة على الديانات الأخرى»، قائلا: «لن نضيع 30 سنة من حياتنا فى التعامل مع أى أفكار مدمّرة».