هذا الحزن الهستيرى الذى أصاب غالبية المصريين بسبب خسارة المنتخب المصرى لكرة القدم أمام روسيا أمر مبالغ فيه, ليس فقط لأن الرياضة فوز وهزيمة وإنما لأنه مع غياب التوفيق عن فريقنا فى الفرص القليلة التى أتيحت له وبسبب عدم اكتمال شفاء النجم محمد صلاح فإن حظوظ روسيا أصبحت مع بداية الشوط الثانى هى الأرجح, خصوصا بعد أن منى مرمانا بهدف من نيران صديقة أدى إلى ارتباك لمدة 15 دقيقة فكان الهدفان الثانى والثالث قبل أن يستعيد المنتخب المصرى اتزانه مجددا وتظهر قدراته الهجومية التى انتزع بفضلها محمد صلاح هدفا مستحقا من ضربة جزاء مستحقة وتعامى الحكم عن احتساب ضربة جزاء أخرى. والحقيقة إنه بعيدا عن ملاحظات فنية يتحملها الجهاز الفنى وعليه أن يفسرها للجمهور خصوصا استمرار عبدالله السعيد حتى نهاية المباراة رغم أنه كان شبه غائب, بينما لم يكن محمد الننى فى مستواه المعهود متأثرا بإصابته فى الدورى الإنجليزى, فضلا عن عدم امتلاك مروان محسن مواصفات رأس الحربة الوحيد والصريح بمهارات ضربات الرأس الدقيقة من الزوايا المختلفة... بعيدا عن هذه الملاحظات الفنية وغيرها مما يتردد على الألسنة فى دولة بها الآن 100 مليون ناقد وخبير ومحلل كروى فإن التحية واجبة والاحترام أمر مستحق للكرة المصرية التى أنجزت بهذا الجيل الجديد من اللاعبين حلم الوصول إلى كأس العالم بعد 28 عاما من الغياب, وذلك فى حد ذاته شرف كبير لم تنله دول عريقة فى كرة القدم مثل إيطاليا وهولندا والمجر فى هذه النسخة من كأس العالم. والخلاصة: إن الكرة المصرية مازالت بخير قياسا على سابق تاريخنا الكروى فى هذه البطولة, ثم إننا لسنا أفضل من ألمانيا التى ذاقت الهزيمة على يد المكسيك والأرجنتين التى لقيت هزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف أمام كرواتيا! وكفى جلدا للنفس والذات!
خير الكلام: حق يضر خير من باطل يسر ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله