في الوقت الذي نطالب فيه بمحاربة الانفلات الأمني ومحاسبة الجناة الذين يعتدون علي المستشفيات, فإن هناك انفلاتا آخر تشهده محافظة سوهاج, يهدد حياة المرضي بسبب فوضي العلاج وسوء المعاملة التي يتلقاها المرضي وإغلاق أقسام الاستقبال بالمستشفيات أمام حالات الطوارئ وعشوائية تقدير الرسوم المطلوبة. وكأن مستشفيات سوهاج ينقصها فوضي وإهمال فوق الإهمال, وسوء الخدمة الذي تعيشه علي كل المستويات العلاجية والخدمية, حتي يتم غلق أبواب استقبالها في وجوه المرضي, ليزدادوا عذابا فوق عذابهم وأوجاعهم التي يتألمون منها ليل نهار. الإهمال وصل إلي ترك الأطباء أعمالهم وانصرافهم خارج المستشفي, الأمر الذي بات يهدد حياة المرضي, وعندما ذهبوا للعيادات الخاصة وجدوا الدنيا غير الدنيا, فأسعار الكشف تجاوزت ال001 جنيه لبعض الأطباء, وهو ما لا يتحمله البسطاء. سيد أحمد زكي يقول: فوجئت منذ عدة أيام في أثناء قيامي بدخول المستشفي التعليمي لإنقاذ شقيقي الذي كان يعاني نزيفا نتيجة إصابته في حادث سيارة بغلق الاستقبال وعدم وجود الأطباء, وبالسؤال تبين أن الأطباء أصابتهم حالة من الغضب والضيق نتيجة الأعداد المتزايدة من المرضي, فقرروا الانصراف وترك المرضي. ويضيف متسائلا: كيف يحدث ذلك السلوك من طبيب يطلق عليه ملاك الرحمة, مهما كانت الأسباب؟.. وأضاف أن هؤلاء يجب أن تتم محاسبتهم واتخاذ إجراءات رادعة من جهة الإدارة, وكذلك تحرير محاضر ضدهم في النيابة لتهديدهم أرواح المرضي بالامتناع عن علاجهم, وطالب بتدعيم المستشفيات بأعداد إضافية من الأطباء. ويضيف جمال سعيد( موظف): في أثناء ذهابي للمستشفي الجامعي مع أحد أقاربي المرضي, فوجئنا بإغلاق قسم الاستقبال, وعرفنا أن المستشفي يعمل لمدة3 أيام فقط في الأسبوع, مما أصابنا بصدمة.. أين نذهب في وقت متأخر من الليل, ولا توجد عيادات خاصة, ثم من الذي وافق علي هذا القرار؟.. تحولت المستشفيات إلي محال سوبر ماركت تفتح وتغلق لرغبة أصحابها, وكيف يحدث هذا في المستشفي الجامعي الذي يتعلم فيه طلاب كلية الطب, وبلغت تكلفة إنشائها أكثر من051 مليون جنيه منذ أشهر؟! ويشكو خالد الشيخ من قيام مركز القلب والجهاز الهضمي بتحميله بمبلغ41 ألف جنيه تكلفة علاج والدته التي توفيت بالمستشفي, وأنه بعد تدخل النائب محمد عبدالله, عضو مجلس الشوري عن الحرية والعدالة, تم تصحيح الخطأ وتخفيض المبلغ بشكل كبير!.. ويتساءل: أين مجانية العلاج ومسئولية الدولة تجاه المرضي؟ علي الجهة الأخري, وحتي نكون أكثر موضوعية, فقد أشاد عبدالكريم دنقل بالأداء في مستشفي المنشاة العام, وذلك بعد تفقده أقسام الاستقبال والأشعة والعناية المركزة وتردد الدكتور علاء الغفير, مدير المستشفي, عليها للاطمئنان علي تقديم خدمة متميزة للمرضي. أما عبدالعال خضيري( مدرس), فقد انتقد مستوي الخدمة المتدني بالوحدة الصحية بأولاد الشيخ غرب بالمنشاة, والتي يضطر المرضي لدفع كشف بمبلغ01 جنيهات للحصول علي خدمة حقيقية, وذلك بعد تأكدهم أن العلاج المجاني لا يجد الاهتمام الكافي من جانب الطبيب, كما يشكو من عدم صرف العلاج وصرف روشتات لصرفها من الصيدليات, وكأن المرضي يتعاملون مع عيادة خاصة.. فأين يذهب العلاج المجاني بالمستشفيات والوحدات الصحية?!