هذا العرض قدم بسويسرا بالقرب مع حدود ألمانيا ليعرض لنا ما يمثل المسرح التسجيلي وذلك من بداية عمل التليفزيون لتشهد المعدات القديمة التي بدأ بها التليفزيون وكيف يقوم العاملون به بعملهم المخرج وكيف يحرك المجموعة ثم المصور خلف الكاميرا ويتحرك بها. وصوره بالطبع مختلفة تماما عن الوضع الحالي ثم لدينا الفنان الذي يتحدث لجمهور الشاشة والحديث هنا عن الثقافة. بالطبع ثقافة مختلفة تماما عن الثقافة حاليا خاصة الثقافة بالنسبة للشباب التي لا نقول تطورت ولكن تغيرت كثيرا عن نصف قرن أو أكثر مضي. الفنان يخطيء ليعيدوا المشهد من البداية ليتحرك المخرج ذات الحركة وبالمثل المصور يستعد مره أخري لتعديل وضعه خلف الكاميرا ثم يأتي الفنان ليعيد المشهد الذي يتحدث فيه عن الثقافة وهنا لا يضحك جمهور الشاشة الصغيرة فنحن لا نراهم ولكن الذي يضحك هو جمهور المسرح برغم أن عددا من بينهم من كبار السن ولكن ما يشاهدونه حاليا في البرامج الثقافية بالطبع مختلف تماما عما كان يقدم من قبل. النص تقريبا يقدم لنا في صورة شبه تسجيلية تطور جهاز التليفزيون ومعه أيضا تطور الحياة ذاتها وبالطبع وسائله وأدواته الحديثة التي تساعد علي نقل الأحداث بمنتهي السهولة والسرعة. لدينا حاملو الإضاءة الذين يقومون بعملهم الذي يتم في وقت طويل وهنا يتحدثون عما شاهدوه مثلا الليلة الماضية لنجدها حكايات الماضي الذي ربما سمع عنه المتفرج أو لم يسمع عنه علي الإطلاق. أيضا المخرج يطلب من المصور التركيز علي ملمح من الفنان مقدم البرنامج ولكن المصور يضحك فالمطلوب هنا شبه مستحيل بالرغم من أنه حاليا يتم بمنتهي السهولة. إنها إذن الحياة وتطورها السريع للغاية وأنه أذا حدث هذا التناقض الواضح في العمل وأيضا في الحكايات وفي الذكريات ثم في النهاية في تذكير للمتفرج بأنه ينعم حاليا بما لم يكن ينعم به سلفه في الماضي.