تذكريات لاتنسى تركها لقائى، ضمن وفد من «الأهرام»، بالقيادى العراقى مقتدى الصدر قبل 15 عاما. فقد لاحظت أن عباءة الرجل قديمة فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن إمكاناته التى تتيح له رعاية مسلحين واتخاذ مواقف تزعج الولاياتالمتحدة التى استطاع جيشها أن يقود تغيير نظام الحكم فى العراق. حملق الرجل بعينيه عند الرد على السؤال مجيبا بأنه يرتدى هذه العباءة لأن والده -رجل الدين الشيعى الذى قتل فى عهد رئيس العراق الراحل صدام حسين- ألبسه إياها وأنه لايريد التخلى عنها. كان هذا مؤشرا على أصالة الرجل . وتأكدت لى هذه الأصالة والاستمرارية من خلال تمسكه بالكثير من مواقفه التى باح بها. فمازال على موقفه المناهض للسياسة الأمريكية التى تعمل لصالح إسرائيل المعتدية على الحقوق العربية والشرعية الدولية، لهذا أطلق وصف «بناية الشر الأمريكية فى القدس» على السفارة الأمريكية المنقولة للقدس المحتلة. وحدد ملامح لخطوات عملية لمواجهة ذلك بقوله: للقدس رب يحميه وشعب يفديه ونحن من خلفهم ظهير، أى مساندون للشعب الفلسطينى. ومازال الصدر يعمل من أجل علاقات عراقية قوية مع الدول الإسلامية والعربية، وفى هذا الإطار يدعو إلى الابتعاد عن الطائفية حتى لاتنجر المنطقة إلى مالا يحمد عقباه. وعلى مستوى الوطن العراقى، يؤيد الصدر العمل مستقبلا مع السُنة وغيرهم من العراقيين باعتبار أن الجميع مسلمون ولاتمييز بين شيعى وسنى عراقى، ولهذا فإن التوقعات تشير إلى أنه بعد فوز تحالفه بأعلى المقاعد البرلمانية فإن التحالف سيشترك فى حكومة تمثل أغلبية العراقيين. لهذا اعتبر أن الصعود السياسى لتيار مقتدى الصدر سيفيد العراقيين والعرب. لمزيد من مقالات عاطف صقر