من القضايا المطروحة بقوة في الساحة الدعوية والوطنية بشكل عام قضية تجديد الخطاب الديني، ورغم مرور وقت ليس بالقصير علي طرح هذه الدعوة الا اننا لم نر حتي الآن اي مردود عملي أو واقعي لها سواء في خطابنا الإعلامي او التعليمي ولعل الإشكالية الأساسية في هذا الامر هي عدم وجود آلية محددة وواضحة لتبني هذا الامر وتفعيله، كما ان المتحدثين فيه وبعض من يحاول التصدي له ينطلقون من ذات المعين الفقهي والفكري الذي نشكو من عدم كفايته وكان السبب في انطلاق الدعوة اصلا للتجديد وهنا قد يكون من المناسب ان نفكر جميعا في مجموعة من الآليات التي يمكن ان تفيد في هذا السياق ومنها علي سبيل المثال انشاء مجلس لتجديد الخطاب الديني علي غرار مجلس الحكماء المسلمين وان يتشابه في تركيبته مع هذا المجلس، بمعني ألا يقتصر في عضويته علي علماء الازهر والمؤسسات الرسمية المعنية بالفقه والدعوة بل يجب ان تتسع عضويته لعلماء وباحثين من مختلف الدول العربية والاسلامية المهتمين بهذه القضية وتطبيقاتها من أمثال العلامة الدكتور راتب النابلسي والدكتور منصور كيالي والدكتور جميل القدسي والدكتور والمتدبر الشاب امين صبري وجميعم يقدم تفسيرات واجتهادات غير مسبوقة كل في مجاله ويحلقون في تدبرهم وتأويلهم ودراساتهم القرآنية الي فضاءات لم يسبق لاحد من العاملين في هذا الحقل الوصول إليه او مجاراتهم فيه وباسلوب فيه من السلاسة والعمق في ذات الوقت مايجعلهم متفردين فيه غاية التفرد، مع ضرورة التأكيد ان الهدف الذي يجب ان يصبو اليه اي جهد في هذا السياق ينبغي ان يصب في وحدة الامة وزيادة قدرتها علي مواجهة التحديات التي تواجهها وجعل حياة الفرد والمجتمع افضل واسعد وصولا الي نعيم الدارين الدنيا والاخرة.