انطلق فى العاصمة النمساوية فيينا أمس اجتماع الدول الخمس الكبرى التى ما زالت موقعة على الاتفاق النووى مع إيران لبحث تداعيات انسحاب الولاياتالمتحدة منه. وسيحاول مسئولون من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بلورة استراتيجية مع نائب وزير الخارجية الإيرانى لإنقاذ الاتفاق، بالإبقاء على تدفق البترول والاستثمارات، مع الالتفاف على العقوبات الأمريكية التى قد تعرض التجارة بين الجانبين للخطر. وقال دبلوماسى أوروبى «سنحاول التشبث بالاتفاق، أملا فى إمكانية عقد صفقة، لكننا على دراية تامة بالوضع». وخلال المحادثات، برئاسة الاتحاد الأوروبى، سيسعى المسئولون الإيرانيون وراء ضمانات من الأوروبيين بأنهم قادرون على حماية الحوافز التجارية. وقال دبلوماسى إيرانى إنه «اجتماع مهم جدا، وسيظهر ما إذا كانت الأطراف الأخرى جادة حيال الاتفاق. سنفهم ما إذا كان بوسع الأوروبيين، تقديم ضمانات موثوق بها لنا». وأضاف أن طهران تريد من القوى الأوروبية أن تقدم لها «حزمة إجراءات اقتصادية» بنهاية الشهر الجارى، مشيرا إلى أن أن طهران ستقرر فى غضون أسابيع قليلة إن كانت ستبقى فى الاتفاق. ولا يرى دبلوماسيون أفقا واسعا لإنقاذ الاتفاق، بعد أن توعدت واشنطن بأن تصبح صارمة ضد طهران أكثر من أى وقت مضى. ويستند الاتفاق، المبرم عام 2015، على تخفيف العقوبات، والسماح بالأعمال التجارية مع إيران مقابل كبح البرنامج النووى الإيرانى. وكان ترامب انسحب من الاتفاق، قائلا إنه لا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانى، ودور طهران فى صراعات الشرق الأوسط أو ما سيحدث عندما يبدأ انتهاء العمل بالاتفاق عام 2025. من جهتها، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى تراقب تنفيذ الاتفاق أن إيران ما زالت ملتزمة ببنوده رغم انسحاب الولاياتالمتحدة، ولكن بإمكان طهران أن تكون أسرع وأكثر تعاونا فى السماح بعمليات التفتيش المفاجئة.