نحتفل اليوم بذكرى انتصار العاشر من رمضان على إسرائيل وعبور قناة السويس، وتحرير أرضنا المحتلة.. لقد خاض جيشنا البطل تلك المعركة، وهو يعلم أنها «معركة مصير»، فهزيمتنا فيها كانت تعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها، ولكن بفضل الله وعزيمة الرجال استطعنا تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لا يُقهر، وكانت هذه الحرب هى بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم «العاشر من رمضان (1393ه) الموافق السادس من أكتوبر (1973م) مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر كل عربى. ونشير فى هذا الصدد إلى ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى عن حرب أكتوبر رمضان، بأنها لا تمثل مجرد انتصار عسكرىً في معركة لاسترداد الأرض، بل تعدت ذلك إلى كونها انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة، حرباً وسلاماً وتنمية، فلم تكن أبداً الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو هدفها الأسمى، وقد أثبتت قدرتها على صيانة مكتسبات السلام، ومقاومة أى متغيرات طارئة تسعى للنيل منها لتقويض أهداف التنمية والاستقرار، واستطاعت بكل مؤسساتها أن تتجاوز جميع العقبات والمعوقات التي هددت دولتنا حضارياً وإنسانياً، كما حافظت على مبادئ العدل والسلام الساعى إلى تحقيق الازدهار. ومن الدروس والقيم التى أظهرتها معركة العبور، التضحية وحسن التخطيط وتكاتف الصف، وإعلاء مصلحة الوطن فى كل أمور حياتنا لكى نتمكن من مواجهة التحديات فى مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، فالوطن لا تبنيه الأمانى فقط، ولكنه يحتاج إلى جد وتعب حتى يقام على أساس قوى بسواعد أبنائه إن المستقبل أمامنا كبير، فتعالوا نصنعه بأيدينا وجهودنا، متسلحين بالعزيمة والإصرار على تحقيق كل ما نصبو إليه.