قبل ساعات من إعلان النتائج الرسمية النهائية لأول إنتخابات برلمانية عراقية بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي،كشفت المفوضية العليا للانتخابات عن تقدم تحالف «سائرون» الذى يقوده رجل الدين الشيعى البارز مقتدى الصدر ،وذلك بعد فرز أكثر من نصف الأصوات مما يشير إلى عودة مفاجئة للصدر الذى همشه منافسون تدعمهم إيران. وبعد فرز أكثر من 95٪ من الأصوات فى عشر من محافظاتالعراق الثمانى عشرة جاءت فى المركز الثانى كتلة هادى العامرى قائد فصيل «الحشد الشعبي»، بينما جاء رئيس الوزراء حيدر العبادى فى المركز الثالث على ما يبدو رغم أنه خاض الانتخابات باعتباره المرشح الأوفر حظا، فى حين كان الخاسر الأكبر نورى المالكى الذى يقود قائمة ائتلاف «دولة القانون». وهذه النتائج الجزئية لا تشمل تصويت القوات الأمنية والمغتربين والنازحين، الذين يمكنهم تغيير المعطيات بعد فرز أصواتهم. وعلى الرغم من فوز الصدر -الذى يحظى بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء - المتوقع فإن ذلك لا يعنى بالضرورة أن تتمكن كتلته من تشكيل الحكومة المقبلة إذ يتعين على الفائز بأكبر عدد من المقاعد، أيا كان، التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية، والتى من المتوقع تشكيلها خلال 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية. وأظهرت لقطات مصورة من مناطق متفرقة فى بغداد، آلاف الأشخاص وهم يعبرون عن فرحهم بتقدم تحالف «سائرون» بقيادة الصدر، الذى خاض الانتخابات ضد نورى المالكى الذى يعتبره المراقبون الخاسر الأكبر فى هذا السباق، و يحظى بدعم إيران، وردد المحتفلون هتافات بينها «إيران برة» و»باى باى (وداعا) المالكي». وأظهرت وثيقة مسربة فوز الصدر فى التصويت وحصوله على أكثر من 1.3 مليون صوت و54 من مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعدا. وجاء العامرى فى المركز الثانى بحصوله على أكثر من 1.2 مليون صوت أى 47 مقعدا فى البرلمان، ثم العبادى الذى حصل على أكثر من مليون صوت و42 مقعدا. وفى القاهرة، أعربت مصر عن تهنئتها لحكومة وشعب دولة العراق الشقيقة بانعقاد الانتخابات البرلمانية بنجاح، وأكدت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس أنها تمثل خطوة أساسية نحو استعادة الأمن والاستقرار فى العراق، وإعادة بناء دولة المواطنة ومؤسساتها بسواعد جميع أبنائها كما أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تهانيه للعراق رئيساً وحكومةً وشعباً بمناسبة إجراء الانتخابات بنجاح، معرباً عن الأمل فى أن تفضى إلى تشكيل حكومة فى المواعيد الدستورية المحددة تعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز روح المواطنة والمصالحة الوطنية بما يضمن وحدة واستقرار العراق، وكذلك الشروع فى إعادة الاعمار.