حين انتهى تقديم العرض الأول لمسرحية المفتش العام للكاتب الروسى نيكولاى جوجول فى سان بطرسبرج عام 1863 كان فى مقدمة الحضور الذين صفقوا للمسرحية طويلاً، القيصر نفسه، الذى ما أن وقف بعد انتهاء التصفيق، حتى التفت ضاحكاً إلى من حوله قائلا: «لقد كان لكل واحد نصيبه فى هذه المسرحية.. بل إن نصيبى أنا كان أكبر من أنصبة الآخرين».. وتلك هى عظمة المسرح الذى يستطيع أن يقدم نقدا اجتماعيا وسياسيا لاذعا دون تجريح.. فذلك المفتش العام الذى اندس بين اهالى قرية صغيرة فى بلاده ليكشف ما يتعرضون له من فساد وإهمال فى المستشفى والمدرسة والفندق والشرطة، استطاع أن يعيد تشكيل ضمائر مسئولى القرية الذين أعماهم رعبهم من كشف فسادهم فوقعوا ضحية عملية نصب من محتال أنيق المظهر.. وحين وصل المفتش العام إلى المسرح الجامعى وجد المخرج المبدع خالد جلال بانتظاره ليصيغ من دهائه دراما كوميدية راقية فجّر فيها كعادته مواهب طلاب الجامعة عبر إعادة صياغة وأشعار للكاتب محمد بهجت لنرى سيمفونية متناغمة أبطالها استعراضات مبهرة صممها د. مجدى صابر على ألحان رشيقة لهيثم الخميسى وأزياء مبهجة صممتها بحرفية عالية مروة عودة وديكورات معبرة لحازم شبل.