قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا.. أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذى يَبنى وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا..تذكرت هذه الكلمات الخالدة للشاعر العملاق أحمد شوقى وأنا أتابع معركة الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم حول منظومته الجديدة المعروفة ب «نظام التعليم2» ، التى تبدأ بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، وتحل تدريجيًا محل النظام القائم، بحيث تتخرج أول دفعة منه بحلول عام 2030. هذا النظام يبدو أنه لم يأخذ حقه من الدراسة أو لم تتم دراسته بالأساس ولذا قوبل بعواصف من الهجوم الحاد سواء من المواطنين أو أولياء الامور أو أعضاء مجلس النواب أو حتى أصحاب المصالح الذين انقضوا على شوقى، فمثلا أعلن الوزير عن تعريب التعليم بالمدارس التجريبية فى إشارة لإلغاء النظام التجريبى واعتباره نظاما عاديا، وبعد الهجوم الكاسح تراجع الدكتور شوقى بتويتة شهيرة منذ أيام أكد فيها عدم المساس بالمدارس التجريبية وهذا فى تقديرى بداية السقوط وهو خطأ ما كان يجب أن يقع فيه الوزير ولا منظومته. أيضا التغيير يشمل المناهج، وأساليب التقييم، حتى طرق الجلوس والشرح داخل الفصول. والدراسة بنظام الباقة التى تتضمن مواد: اللغة العربية، الرياضيات، العلوم، الجغرافيا، والتاريخ»، بالإضافة إلى الإنجليزية كمادة منفصلة، وهكذا وبدءًا من المرحلة الإعدادية يجرى فصل الباقة وتدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، وإدخال لغة ثالثة.. وغيرها. وتبدأ الامتحانات من الصف الرابع الابتدائى ولا يترتب عليها نجاح أو رسوب، وهنا لست أدرى كيف يجلس التلاميذ فى حلقات تعليمية بالفصول وما زلنا نعانى كثافات وصلت الى 90 تلميذا فى بعض المدارس، فضلا عن ظروف المعلم وقدراته وإمكاناته.. الأمر الذى يكشف عن صعوبة التطبيق وهذا لا يمنع من وجود ايجابيات ،منها على سبيل المثال أنه فى الوقت الذى يدرس فيه الطالب المحيط: يتحدث المعلم عن الأحياء المائية، وحركة الأمواج، ومكونات المياه، وموقع المحيط من الخريطة، أى أنه سيدرس كيمياء وفيزياء وأحياء ورياضيات وتاريخا فى وقت واحد.. ولذلك ففى ظنى أن نظام الدكتور شوقى كان يجب دراسته بعمق وطرحه للنقاش المجتمعى قبل اتخاذ قرار وتحديد موعد للتطبيق بشكل عاجل. لمزيد من مقالات أحمد فرغلى