فى تطبيق فورى لسلاح العقوبات ضد طهران، أكد جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى أن العقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووى الإيرانى ستسرى فورا على العقود الجديدة، مشيرا إلى أنه سيمهل الشركات الأجنبية بضعة أشهر «للخروج» من إيران. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقعة فى إيران ستسرى بعد فترة انتقالية تتراوح بين 90 و180يوما، وذلك عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووى الإيراني. ولم يستبعد بولتون إمكانية فرض عقوبات إضافية ضد إيران فى حالة الحصول على معلومات جديدة، مشيرا إلى أن واشنطن ترغب فى ممارسة أكبر قدر من الضغط الاقتصادى على طهران ومنعها من الحصول على العائدات التى كانت ستحصدها فى حالة عدم انسحاب أمريكا. وأضاف أن”القرار الذى وقعه الرئيس يعيد العمل فورا بالعقوبات التى كانت موجودة قبلا، ولن يسمح بأى عقود جديدة”. وأوضح أنه بالنسبة للاتفاقات القائمة، وخصوصا تلك التى وقعتها شركات أجنبية، وأغلبها أوروبية للاستثمار فى إيران، فإن الفترة الانتقالية ومدتها تتراوح بين 3 إلى 6أشهر”هى طريقة لمنح الشركات فرصة للخروج” من البلاد، مضيفا “مثلا بالنسبة لشراء البترول الإيراني، إذا كان مضمون العقد بعيد المدى أمامهم ستة أشهر، أو ثلاثة أشهر، أو فترة أخرى بين الاثنتين للانسحاب قبل بدء سريان العقوبات”. وفى رد على سؤال حول ما إذا كانت هذه المهلة تهدف إلى مواصلة المفاوضات الدبلوماسية حول اتفاق 2015، أجاب بولتون “لقد انسحبنا من الاتفاق، انسحبنا”. ولكنه عاد ليؤكد أن ترامب “مستعد لإجراء مفاوضات حول حل أوسع” يتصدى “للطابع الضار لإيران”، وأضاف”سبق وأن أجرينا محادثات مع حلفائنا وسنواصل ذلك اعتبارا من الغد”. وانعكس الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى على أسواق البترول والمال بشكل فوري، فقد ارتفعت أسعار البترول من خام برنت العالمى بنسبة 2٪ لتسجل 76،42دولار للبرميل، ليصل بذلك إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2014. كما سجل الخام الأمريكى زيادة بنسبة 1٫7٪، ليصل إلى 70٫24 دولار للبرميل ليقترب أيضا من أعلى مستوياته فى أواخر 2014. وفى إطار التداعيات المالية لقرار ترامب، هبط اليورو إلى مستوى جديد هو الأدنى منذ بداية 2018مع تزايد عدد المستثمرين المراهنين على صعود الدولار بسبب أسعار الفائدة الأعلى نسبيا، بينما حقق الدولار الأمريكى مكاسب محدودة خلال الساعات الماضية. وفى محاولة لتفادى ضربة اقتصادية قوية، أعلنت وزارة الطاقة الكورية الجنوبية أنها ستسعى للحصول على إعفاء أمريكى من العقوبات الجديدة، خاصة فيما يتعلق بواردات الخام الإيراني. وفى مسعى حثيث لحماية أعمالها، أعربت شركة “بيجو سيتروين” الفرنسية لصناعة السيارات عن أملها فى أن يتبنى الاتحاد الأوروبى موقفا مشتركا بشأن إيران، وأوضح متحدث باسم الشركة “شأننا شأن الأطراف الاقتصادية الأخرى، نتابع تطورات الوضع، ونتابع أيضا الموقف الرسمى للاتحاد الأوروبى فى هذه القضية” مضيفا أن بيجو تأمل فى أن يكون موقف الاتحاد الأوروبى بخصوص إيران “موحدا”. وفى برلين، أكد ريتشارد جرينيل السفير الأمريكى الجديد لدى ألمانيا على حسابه على تويتر أنه على الشركات الألمانية التى تعمل فى إيران أن توقف أنشطتها هناك على الفور ويبدو أن العقوبات سيكون لها وقع كارثى فى أوروبا، حيث حذر اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية من أن هناك شركات أوروبية قد تواجه عقوبات فى الولاياتالمتحدة فى حالة إدراج شركائها الإيرانيين على قوائم العقوبات الأمريكية.