فتحي محمود من منا يضمن أنه سيشهد رمضان المقبل ليستفيد من نفحاته وينهل من بركاته, لماذ إذن لا نجعل كل ايامنا رمضان, فلا يتسرب العمر منا لنجد أنفسنا في رحلة الآخرة فجأة بلا زاد. نستطيع إذا أردنا أن تكون حياتنا كلها رمضان, ترفرف عليها الرحمة والمغفرة والخيرات, والبداية الصحيحة بالتوبة وترك الحرام فالتوبة هي شعار المتقين ودأب الصالحين, وروي مسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله( يا أيها الناس توبوا إلي الله فإني أتوب إلي الله في اليوم مائة مرة). ثم المحافظة علي الفرائض في وقتها وعدم التفريط فيها أو التكاسل عنها, والصوم مثل صيام السنن كالإثنين والخميس وعاشوراء وعرفه, مع الإلتزام بآداب الصيام حتي نستفيد منه متذكرين قول الرسول صلي الله عليه وسلم( من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا). وأداء النوافل, مسترشدين بقوله سبحانه وتعالي في الحديث القدسي(ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها),إلي جانب قراءة القرآن, كما صح في المسند أنه صلي الله عليه وسلم قال:( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.. يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه, ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان). وكذلك الصدقة فهي تطفئ غضب الرب, وإطعام الطعام الذي يقول فيه صلي الله عليه وسلم( أيما مؤمن أطعم مؤمنا علي جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقي مؤمنا علي ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم), والإكثار من الاستغفار والدعاء, وأن يكون اللسان رطبا بذكر الله دائما. وبذلك تصبح كل ايامنا رمضان إن شاء الله.