1 الحواراتُ التى كانت بيننا والتى لم تترك لى فرصةً واحدةً أعترض عليك فيها جعلتنى أنحاز لنزقِكَ وأتأمل وجهك وأنت تُشفق على « دار القضاء العالى» كنت طفلك الذى نسيّ جوعه ليطعم أسماكا ... تتقافز فى طريقه إلى المدرسة ............. لم تترك لى فرصة أقنعك فيها بالهتافات الجديدةِ لأن الذين ولدوا بعد ذلك تخلصوا من أشواقك ............. 2 لم يكن ممكنا القفز خلفك وأنت تهبط بعيدا عن الخزاناتِ التى احتلت قمم العماراتِ ... كنتَ تطالبهم بمطاراتٍ تستوعب أحلام الغرباء ولكنهم خذلوك وقادوك إلى غيبوبةٍ لم ترجع بعد منها وتفرغوا لي لصديقك .... الذى بعد عشر سنوات يفتقدك يفتقدك بصدق وقاطع « الكوزمو» والشوارعَ المحيطةَ صديقك الريفى الأحمق الذى سافر إلى الأشواق بتذكرة وهبتها له فاصطدم بهم وبأورامهم صديقك الحزين الذي » لن يتعلم أبدا من الماضى « ويتعثّر كعادته فى درجات السلم نفسهِ وفى نوع محدد من النساء ويذهب إلى العمل كل يوم ............. 3 الذين كنت توَّزعهم على الهاتف يتحدثون كثيرا هذه الأيام عن الوطن .. والماضى .. والحرية ويجلسون إلى مكاتبَ مفتوحةً على الصحراءْ يستقبلون فيها الأجيال الجديدة ب « البيجامات « لكى لا يتحدث أحد عن المقاومة أو عن حقه فى الصراخ الرسميون الذين تقدموا بعد انسحابك أعطوا الأعداء أرضا جديدة خارج حدودهم وأفسدوا أصدقاء رائعين كانوا أبطالا فى الماضي واكتفوا الآن بمشهد صغيرٍ كل ليلة فى عرضٍ لا يلتفت إليه أحد ............. 4 لم تعد المهدئات كافيةً لإرضاء «الجماهير» بعد أن خرج المهزومُ من العالم واختلفت صورةُ الرؤساءٍ جذرياً الرؤساء الذين يعرفون أكثر منا ومن أهلنا ولذلك حوّلوا البيوت « زنازين « يمرح الخوفُ فيها وتتوالد الوحشة الرؤساء الطيبون والذين تكاثروا بشكل مخيف بات يهدد أبطالك المؤمنين بالقدر .. والصمت .. والمهدئات ............. 5 فى شارع يُفضى إلى الحزنِ عشتُ سبع سنواتٍ أُغلق الشباك الوحيدَ لأتأمل العالمَ كانت الهزائم ترفع « الهوائيات « على السطوحْ والأطفال يكبرون على حياء شاهدتُ تقريبا كل شيء لأقنع نفسى بالسلام قطعت الطريق إلى النوم فى سبعة أعوامٍ كتبت على الليل اسمي ووزّعت ما أستطيع من القمح لأشعل روحى بما تشتهيه رسمت على الماء وجهي لأبدأ أول الشهر من أول السطر لدرجة أنى ضحكت كثيرا وأنا أتأهب منذ ثلاث سنوات للرحيل إلى شارع آخر لا يفضى إلى شيء .. شارعٍ جديدْ ............. مايو 2001