وانا في طريقي الي العمل صباحا كاد ان يوقعني من اعلي كوبري علي طريق الكورنيش عندما انحرف بسيارته نحوي أقصي اليمين ،أدركت لحظتها اني في خطر حقيقي بعد أن التصقت سيارتي بسور الكوبري تماما وأصبحت اختياراتي منعدمة .توقفت في انتظار ما سيحدث وأنا أردد "بسم الله الرحمن الرحيم"ولكن الله سبحانه وتعالي نجاني ،وأنا المح هذا السائق المعتوه تفصل بينه وبيني شعره وهو يمر بمحاذاتي،وارتفعت اصوات "كلاكس" السيارات خلفنا بعد أن توقفت الحركة. كان همي كله أن ألحق بقائد السيارة الأرعن بعد تملك مني الخوف والغضب معا صحت من خلف النافذة :أنت مجنون ؟كنت هتموتني .. هذا ما تفوهت به ولم أزد عن هذه العباره بكلمة ،وأعتقدت خاطئة أن المسألة قد أنتهت عند هذا الحد وكنا لازلنا فوق الكوبري,فاذ بي أفاجأ بهذا الشخص يسبقني ويوقف سيارته أمامي، ويغلق علي الطريق عند نهاية الكوبري علي طريقة افلام "الأكشن الأمريكاني" ،ويتجه نحوي مشتعلا بالغضب ،فسارعت باغلاق جميع أبواب السيارة من التحكم المركزي ،فاذ به يطرق بعزم قوته علي زجاج النافذة الأيسر ويقول لي "أنا هربيكي يا روح ..."،ثم عاد وركب سيارته مكملا طريقه وكأن شيئا لم يكن ،والسيارات تمضي بجوارنا بعد ان فتح لهم الطريق مجددا. وللمرة الثانية يصيبني الخوف والرعب من هذا الشخص الذي أكد لي أنه ليس أرعن ومعتوه فقط انما هو "بلطجي" ايضا . ألهمني الله بسرعة بأن هناك أمين شرطة يقف عند أول أشارة يمكن ان أستعين به لاستيقاف هذا الشخص المروع حتي أتمكن من أخذ حقي منه بالقانون ، والحمد لله كانت الأشارة حمراء فأوقفت سيارتي واخبرت أمين الشرطة بما حدث، وانتظرناه حتي وصل. أتجه الأمين نحوة وعندما رآنا أشاح بوجهه وقد لبس قناع البراءة وكأنه شخص آخر، طلب منه الأمين رخصه بعد ان أخذ رخصي بالطبع وقال له : هذه السيدة تقول "انت كسرت عليها فوق الكوبري وكنت هتموتها ونزلت وشتمتها وخبطت عربيتها" رد عليه "ده ست كدابة شتمتني بأفظع الشتائم بس زجاج عربيتها كان مقفول ومسمعتش قالت ايه ! ثم أنا دكتور (....) المعروف كنت خارج مصر وعدت اليها مؤخرا لأصطدم بكل شيئ في البلد !" الأمين "طب ما انت بتقول مسمعتش حاجة ..ازاي يعني شتمتك بأفظع الشتايم؟" قلت للأمين: هو الكاذب ولست أنا ..فهو شخص بلطجي وأنا لن أترك حقي . هو :لا انا مش كداب وانت اللي غلطانه ...رديت :اذا كان عندك مشاكل مع الناس والبلد مش عاجباك ،ارجع مكان ما كنت قبل ما تعمل لك مصيبة . نظر الي الأمين طلباتك ايه يا استاذه ؟ رديت :عليه ان يعتذر بعد هذه الاهانة والترويع لي ولكل سيدة في مصر يمكن أن تكون محلي، والا سوف أثبت كل هذا الكلام ده في محضر رسمي .رفض طبيب "الكاوبوي" طبعا الأعتذار وقال "لايمكن اعتذر لواحدة ست أبدا " واخذ يهذي ويهرتل ويتوعد لكل شخص في مصر أدركت لحظتها أني أمام حالة تحتاج لدكتور أمراض عصبية ونفسية سريعا فنصحته بالذهاب الي د. أحمد عكاشة، قال لي "آه عارفه طبعا ده جاري في التجمع يعني قصدك اني مجنون !" رديت: لا تعليق ،ثم قلت لأمين الشرطة "أنا في عربيتي مستنية". لحظات وناداني يا استاذه الدكتور عايزيك توجهت اليه وأنا في قمة استيائي . بادرني :أنا آسف يا أستاذه علي اللي حصل ..بس ضغوط الحياه هي اللي عملت في كدة ... "رديت "اعتذار مقبول يا دكتور ..بس مش كل مرة هتقابل واحدة تسامحك في مصر البلد اللي مش عاجباك خلي بالك في المرة الجاية!" لمزيد من مقالات جيلان الجمل;