رفح النقطة الحدودية في سيناء التي تمثل جزءا أساسيا في منظومة الأمن القومي المصري ولأهميتها وخطورتها أيضا فإن الأوضاع فيها تحتاج للاهتمام سواء ما يتعلق بالأمن أو السكان وأحوالهم, وقد ظل هاجس الأمن في هذه المدينة علي مدي سنوات يبعث برسائل عديدة. كما أن القاطنين في هذه المنطقة الحدودية يحتاجون للدعم وتوفير الرعاية لهم.. الأنفاق المنتشرة علي الشريط الحدودي في رفح ستبقي موضع خوف وقلق. اللواء سامح عيسي سكرتير عام مساعد محافظة شمال سيناء ورئيس مجلس مدينة رفح سابقا يؤكد أن الوضع في مدينة رفح آمن والمعبر مغلق لأجل غير مسمي, حيث جري عقب الحادث وقف التعامل عليه وإحكام السيطرة في المنطقة من خلال الأمن والجيش وتكثيف الكمائن والدوريات لملاحقة أي عناصر خارجة علي القانون وسألته عن الأنفاق رد بأنها تعتبر غير شرعية ومن خلالها تتحرك عناصر مختلفة وهي غير مأمونة وتدخل بطرق ملتوية ويمكنها أن تنفذ أي شيء, وهذه الأنفاق منتشرة وتزيد علي الألف نفق وهي تصل في امتدادها لنحو800 متر ويمكن من خلالها نقل أي شييء مثل الوقود والأسمنت والحديد والحيوانات وهذا الأغلب, بالاضافة إلي أشياء أخري عديدة, وهذه الانفاق مخفية وغير معروفة والأمن يتعامل مع أي نفق بالغلق أو التفجير, فالنفق المكتشف يتم تدميره فورا. ويضيف عيسي أن خطورة الأنفاق تتمثل في المرور غير الشرعي للأفراد والجماعات المختلفة وهؤلاء لهم أغراض معينة ويتبعون جماعات وجهات عديدة, وقد بدأت هذه الأنفاق في الظهور في الثمانينيات بعد فصل مدينة رفح المصرية عن رفح الفلسطينية. وهي تمتد لنحو13.8 كيلو متر علي حدودنا مع غزة, والمعروف أن تنشيط النظام الأمني يساعد في اكتشافها وأكد أن الوضع الحالي في رفح يحتاج إلي تنشيط العناصر الأمنية والقضاء علي البؤر الاجرامية التي من خلالها يمارس أفراد أو مجموعات مخططات مخالفة, فمثلا كمين السريسة ضرب منذ يومين ومن3 أسابيع ثم ضرب وقتل2 من الجنود بمعرفة عناصر مشبوهة.ويضيف اللواء سامح عيسي بأن إحكام السيطرة علي المنطقة الحدودية ممكن تحقيقه والشرطة تقوم بدورها, وكذلك الجيش ولكن بأعداد محدودة. وينبه إلي خطورة الفئات الخارجة وهي العناصر الصادر ضدها أحكام والمطاردة والتي تفر لهذه المنطقة هروبا من ملاحقة العدالة.وقال إن الحادث هو الأول من نوعه بهذه الطريقة السافرة والذي ينم عن عملية مخططة. وحول احتياجات رفح قال اللواء سامح عيسي إنها تحتاج لتكثيف التنمية بالكامل وعمل المشروعات المختلفة في كل القطاعات التي تستوعب الشباب والتنمية ودورهما مهمان في مناطق الاشكاليات مثل رفح والشيخ زويد, ويجب أن يكون هناك دور لشيوخ وعقلاء البدو في مثل هذه المناطق, وهذه نقطة مهمة وفعالة. اللواء محمد السعدني رئيس مدينة رفح يشير إلي أن الوضع الآن في المدينة يشوبه الهدوء الحذر مع رفع درجة الاستعداد القصوي لرجال الأمن والمعابر مغلقة لأجل غير مسمي.وحول الخطورة التي تمثلها الأنفاق قال إنها عالية جدا ويمكن تهريب أي شيء من خلالها, فالنفق أساسا يستخدم في عمليات التهريب. وقال إن مطالب الأهالي في رفح تتركز أساسا في تكثيف الأمن وتحقيق الاستقرار, خاصة في مواجهة العناصر الخارجة علي القانون والمنظمة لجماعات متطرفة. ويضيف بأنه يسهم في حل المشكلة تعمير وتنمية سيناء وخطط التشغيل لاستيعاب البطالة, مشيرا إلي أن خطط التنمية الزراعية في رفح والشيخ زويد يمكن أن تحقق خطوات إيجابية, فيمكن للمدينتين أن يكونا سلة فواكه لمصر, ومن هنا فسكان رفح يحتاجون للدعم الشامل خاصة في مجال الكهرباء ورصف الطرق وتوفير الرعاية الصحية, وفي هذا الإطار فقد صدرت أخيرا تعليمات من رئيس مجلس الوزراء د. هشام قنديل لرئيس جهاز تنمية سيناء بتكثيف العمل ووضع إطار التنمية الذي سيحقق ملء سيناء بالبشر.