تصاعدت ثورة الغضب المصرية ضد حادث رفح الإرهابي الذي وقع مساء أمس الأول وخلف16 شهيدا و7 مصابين من الجنود في نقطة الماسورة الحدودية بين مصر وإسرائيل. فبينما يودع الشعب المصري اليوم الشهداء في جنازة عسكرية مهيبة, تفقد الرئيس محمد مرسي يرافقه وزيرا الدفاع والداخلية ومدير جهاز المخابرات العامة الأوضاع الأمنية بسيناء مساء أمس, فيما نظمت قبائل رفح مسيرات للتضامن مع القوات المسلحة وللمطالبة بالقصاص من منفذي الحادث. يأتي ذلك فيما توالت ردود الأفعال الغاضبة والمنددة بالحادث من قبل القوي السياسية والحزبية مطالبة برد فعل عملي وملاحقة المتورطين في الهجوم ورد الاعتبار للشهداء والأمن القومي المصري. ويلتقي اليوم ممثلو28 حزبا الرئيس مرسي لرفع7 مطالب إليه بخصوص الجريمة أبرزها تعديل الملاحق الأمنية لاتفاقية كامب ديفيد وتدمير الأنفاق وإغلاق المعابر. وطالب الرئيس محمد مرسي بضرورة التعامل الفوري مع أي معتد علي الحدود المصرية من أي جانب وتطهير الشريط الحدودي من أي بؤر إجرامية في أسرع وقت, وقال مرسي في زيارته للعريش أمس: سنأخذ ثأرنا ممن قتلوا أولادنا وسنثأر للعدوان علي الوطن وكرامتنا وحدودنا.. هذا الكلام واضح ولا هوادة فيه وسنتابع الموقف ساعة بساعة حتي يتم تمكين أهل سيناء من منازلهم وممتلكاتهم وأراضيهم ويعيشوا في سلام. وأضاف مرسي: لابد من ملاحقة مرتكبي الحادث الإجرامي والأخذ بثأر شهداء القوات المسلحة, مقدما تعازيه لأسر الضحايا وطالب بضرورة تكاتف أبناء القبائل مع قوات الأمن لبسط الأمن ومعرفة مواقع كل البؤر الإجرامية وأنه علي رجال القوات المسلحة وكل الأجهزة الأمنية والقيادية القيام بدورها لتحقيق السيطرة الكاملة وعودة الأمن إلي البلاد. وأضاف: خلال أيام قليلة سيتم التخلص من هؤلاء المجرمين والقضاء علي كل البؤر الإجرامية واستخدام كل الوسائل والطرق لتحقيق ذلك. كان مرسي قد وصل إلي مطار العريش الدولي برفقة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي, واللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة, واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية, وقال ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس ومرافقيه تفقدوا عددا من المواقع العسكرية, ونقاط التفتيش في العريش ورفح للاطمئنان علي كفاءة قوات الأمن الموجودة فيها وقدرتها علي حفظ الأمن والاستقرار في سيناء. وأضاف أن الرئيس استمع من اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني وقائد حرس الحدود لوصف تفصيلي عن الهجوم وطلب سرعة الانتهاء من التحقيقات لتحديد الجهة المسئولة عن هذا الحادث الأليم, وأكد مرسي في ختام الجولة ضرورة عودة الأمن والحياة الطبيعية لسيناء وضرورة الإسراع في تنفيذ مخطط التنمية الشامل في سيناء لتحسين أوضاع ابنائها ولتصبح منطقة للجذب العمراني والاقتصادي. في السياق نفسه, نظم المئات من أبناء القبائل برفح العديد من المسيرات التضامنية مع القوات المسلحة وللتنديد بالحادث الذي استهدف جنود حرس الحدود أمس الأول وجابت المسيرات المنطقة الحدودية مرددة هتافات تعبر عن تضامنها مع الجيش واستعدادها للتصدي لأي عدوان يستهدف أرض مصر أو قواتها المسلحة, واتجهت المسيرات إلي ميدان الماسورة بمدخل رفح والتحم عشرات الشباب مع عناصر القوات المسلحة في نقطة كمين الماسورة. كما انطلقت مسيرة أخري من مدينة الشيخ زويد الواقعة غرب مدينة رفح شارك فيها المئات من مشايخ وعواقل القبائل ورموز العائلات والشباب الذين أعلنوا تضامنهم مع أفراد القوات المسلحة في كمين السلام بمدخل قرية أبوطويلة علي الطريق الدولي العريش رفح.