لا سياحة بدون إعلام.. ولا سياحة بدون طيران. الأمر المؤكد أنه في عصر سياحة الملايين وعصر صناعة الاعلام والإنترنت والفيس بوك.. تزداد أهمية وصحة المقولة الأولي.. فهذه الملايين التي وصلت الآن إلي نحو مليار سائح يجوبون العالم سنويا لا يمكن ان يتحركوا إلا من خلال الاستعانة أو التأثر بالاعلام سواء( اعلام أو اعلانات أو حملات دولية). لكن الأمر المؤكد أن المقولة الثانية تزداد أهميتها في حالة دولة مثل مصر, فالطيران هو عصب السياحة وعمودها الفقري ومصر تأتي اليها الحركة الدولية الأكبر بالطيران خاصة من الدول الأوروبية التي تصدر نحو75% من إجمالي حركة مصر الوافدة, ومن هنا تأتي أهمية الطيران للسياحة في دولة مثل مصر, فربما تكون الأهمية بدرجة أقل عند دول أخري تستخدم السيارات بكثرة في التنقل بينها مثل الدول الأوروبية أو دول أو جزر تستخدم البواخر أو البحر, لكن في حالة مصر التي يحدها بحران الأحمر والمتوسط وتبتعد عن مركز الثقل في تصدير السياحة إليها وهو أوروبا تزداد أهمية الطيران للسياحة بكل تأكيد. أقول ذلك لتأكيد أهمية التزاوج والتعاون بين السياحة والطيران والاعلام وضرورة تبادل الأفكار التي تحقق المصلحة لجميع الأطراف, فالاعلام لاعب اساسي في هذه الحالة يقدم الرؤي ويطرح الافكار ويقدم المعلومة للناس, وبالتالي يسهم في دعم الطيران ودعم السياحة. في هذا الاطار تبدو علاقة السياحة بالطيران علاقة مهمة جدا والتعاون والتفاهم بين القائمين عليهما ضروريا, وفي حالة مصر يشكل هذا التفاهم ضرورة قومية بصرف النظر عن ان المصلحة متبادلة بين الطرفين.. فالأكبر أن التعاون بينهما لمصلحة الاقتصاد القومي بوجه عام. ولحسن الحظ أن الحكومة الجديدة شهدت تعيين وزيرين جديدين في القطاعين من أبناء كل قطاع ويعرف كل منهما مشكلاته علي وجه التحديد والدقة, الأول هشام زعزوع وزير السياحة, والثاني سمير إمبابي وزير الطيران المدني. ومن المصادفات أيضا أن كل وزير منهما اهتم لفترة من حياته العملية بالقطاع الآخر.. فزعزوع كان أحد الملفات المهمة المسئول عنها هو الطيران العارض ودعمه ووسائل تحفيزه لنقل الحركة إلي مصر في السنوات الأخيرة, وبالتالي يفهم مشكلات هذا الطيران الذي هو عصب السياحة إلي مصر. وإذا كان البعض يتخيل أن شركات الطيران العادية هي الأساس في حركة السياحة فهذا غير صحيح إلي حد كبير برغم أهميتها للسياحة.. لأن الأهم في نقل الملايين أو سياحة الملايين هو الطيران العارض الذي ينتقل بين الدول المصدرة للسياحة وبين المدن والمناطق السياحية في مصر. أما سمير إمبابي وزير الطيران المدني ذو الخبرة العريضة وصاحب الخلق الدمث والخدوم طوال عمره في هذا القطاع فقد عمل هو الآخر فترة من حياته في شركة مصر للطيران للسياحة الكرنك وكان مسؤلا عن قطاع السياحة, وبالتالي هو قريب جدا من قطاع السياحة وقبل ذلك كله كان في مواقع عمله المختلفة في مصر للطيران علي صلة قوية بقطاع السياحة. ولذلك أقول إن وجود الوزيرين هشام زعزوع وسمير إمبابي علي رأس القطاعين يحتم عليهما التعاون والتفاهم بما يحقق المصلحة القومية, فلا غني لطرف عن الآخر, والتفاهم بينهما ضرورة لمصلحة الطرفين. ومن هنا عددا من الاتصالات بعد تكليفهما بالوزارتين تؤكد أن ملف الطيران وتحديدا الطيران العارض يجب دراسته بدقة من الجانبين وأن دعم السياحة لمصر للطيران في مشكلاتها وأزمتها الحالية ضروري باعتبارها الشركة القومية, وخاصة في الظروف التي تواجهها وأزمتها الأخيرة بعد انخفاض الحركة إلي مصر منذ ثورة25 يناير, ولذلك من خلال دعم طيرانها العارض أسوة بما يتم دعمه من شركات طيران عارض دولية بهدف نقل السياحة إلي مصر أو حتي الطيران المنتظم مثل حالة خط طوكيو. في نفس الوقت فإن تفاهم مصر للطيران مع قطاع السياحة ووضع كل خبرتها بما يخدم قطاع السياحة أم لمصلحة الطرفين, فلابد أن تدعم مصر للطيران السياحة وقبلها لابد أن تدعم السياحة مصر للطيران. أخيرا.. كلنا أمل أهل السياحة والطيران أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من التفاهم بين السياحة والطيران لصالح الاقتصاد القومي.. ولا شك ان هشام زعزوع وزير السياحة وسمير امبابي وزير الطيران قادران علي ذلك بإذن الله. فلا سياحة بدون طيران.. ولا سياحة بدون إعلام. [email protected]