تعانى مدينة ديروط من عشرات المشاكل والاختناقات المرورية، ونظرا لكونها تقع فى أطراف محافظة اسيوط جهة الشمال وتبعد عن مقر المحافظة بستين كيلو مترا فلا يعرف المسئولون لها طريقا الا فى المناسبات، فمثلا الوحدة المحلية لديروط الشريف لم يعرف الرصف طريقا لها وأهاليها يشربون المياه العفنة. كما أن كوبرى المعاهدة بمدينة ديروط يعانى انهيارات وسقوطا ويعرض حياة المواطنين للخطر فضلا عن فوضى التكاتك والموتسيكلات وترك المواطنين رهينة لمعدومى الضمير والمهملين وأمور كثيرة. بداية نشير الى ان مركز ديروط يعد واحدا من أهم وأكبر مراكز أسيوط كثافة ومساحة ونظرا لقيام السكة الحديد على ترعة الإبراهيمية بشطره لنصفين فبات الضغط شديدا على الكبارى التى تربط شرقه بغربه خصوصا وقت الذروة ومع الانتشار الكبير للتكاتك باتت هذه الكبارى تعانى انسدادا كبيرا. انهيار فى كوبرى المعاهدة
يقول أحمد حلمى موظف: ديروط تعانى من اختناقات مرورية شديدة حيث إن ترعة الابراهيمية تشطر المدينة إلى نصفين بعكس مركزى القوصية ومنفلوط فالأولى تقع كلها غرب السكة الحديد والثانية تقع شرق السكة الحديد وفى وقت الذروة تشهد المدينة انسدادات مرورية كبيرة. ومن هنا كان التفكير فى إيجاد عدد من الكبارى المهمة والحيوية لربط شرق المدينة بغربها تتمثل فى قناطر ديروط والتى تم إنشاؤها عام1871 ثم كوبرى المعاهدة الاثرى المقام من عام 1936 ثم كوبرى القرشية فى مطلع الأربعينيات وأخيرا كوبرى القرشية الجديد والذى تم إنشاؤه عام 2003ومع تزايد الأعداد زادت معاناة الأهالى من اختناقات مرورية تمتد بالساعات وزاد الأمر سوءا انتشار التكاتك بصورة مبالغ فيها والتى تغلق كل الكبارى دون وجود ضابط أو رابط،. كما تعانى المدينة من نقص شديد فى سيارات الأجرة التى تربطها بمدينة أسيوط ومع خروج الموظفين والطلاب صباحا تحدث مشادات ومشاجرات فى صورة غير آدمية وصراع شرس للظفر بمقعد وضاعف من المشكلة قيام السكة الحديد فى الشهرين الأخيرين بإلغاء عدد من القطارات وهو ما يتطلب سرعة النظر فيها. ويشاركه الرأى ممدوح جاد «موظف» قائلا إن التكاتك صارت سرطانا يسرى داخل الشارع الديروطى ناهيك عن أن أغلبها يقوده الصبية والبلطجية وهو ما جعلها خطرا كبيرا على حياة المواطنين ورغم الانسداد المرورى فإن أعداد هذه التكاتك فى ازدياد شديد حتى وصلت لنحو 12ألفا أغلبها غير مرخص. مياه الشرب كارثة ويضيف فخرى حمدى موظف بالمعاش ..عندما تمر على سبيل المثال فى شوارع ديروط الشريف تشعر انها من القرون الوسطى فلا يوجد صرف صحى فضلا عن انتشار مخلفات الترع والقمامة بالطرق والتى يتم تركها بالشهور دون رفع فباتت تصدر الأمراض للمواطنين أما الحديث عن مياه الشرب فحدث ولا حرج فلها لون وطعم ورائحة كريهة ولولا جهود أهل الخير الذين أقاموا محطات تنقية الشرب على نفقتهم الخاصة لاصيب معظم المواطنين بالأمراض ورغم أن معظمنا قام بتركيب فلاتر لكنها عاجزة عن إمدادنا بكوب ماء نظيف وهو ما يتطلب سرعة الانتهاء من محطة الشرب الجديدة. كوبرى القرشية يثير أزمة وقال الحاج مصطفى قرشى عضو مجلس النواب الأسبق إن كوبرى القرشية تم إنشاؤه فى أربعينيات القرن الماضى وتكلف ميزانية ضخمة تكفل بها جدى الباشا أحمد قرشى ورغم مرور كل هذه المدة فإنه لا يزال يحتفظ بقيمته ومكانته حتى فوجئنا منذ عدة أشهر بإحلال وتجديد للسور الحديدى الخاص به والذى كان بمثابة تحفة فنية ولا يزال يحتفظ برونقه وبرشمة أجزائه بحجة تعليته وكان بالإمكان إضافة جزء علوى كما حدث مع كوبرى مشابه له بالمنيا دون إهدار لقيمته التاريخية. ويطالب على سعيد عامل بفتح تحقيق عاجل فى أسباب إحلال السور بآخر ضعيف وسيئ متسائلا أين ذهب هذا السور الحديدى ولمصلحة من يتم تجاهل قيمته التاريخية. محمد فوزى «موظف» قال لو نظرنا لشمال ديروط نجد أن مدخلها الزراعى يتمثل فى كوبرى المعاهدة والكوبرى العلوى والأول تم إنشاؤه عام 1936 وسمى بهذا الاسم نسبة إلى المعاهدة التى وقعتها مصر وبريطانيا في26 أغسطس عام 1936 فى لندن بعد وفاة الملك فؤاد وتولى ابنه الملك فاروق العرش، تم تعيين مجلس وصاية نظرا لصغر سنه. ومن وقتها صار هذا الكوبرى المدخل الوحيد لربط مركز ديروط بمراكز ومحافظات الشمال وكذلك الجنوب لأنه مدخل للطريق الزراعى أسيوط الزراعى وتم تصميمه ليكون متحركا ويسمح بمرور المراكب والسفن فيه. ويضيف فوزى ومع الضغط الشديد بدأت تظهر تصدعات بجسم الكوبرى فى ظل إهمال وقصور فى الصيانة حتى بدأت أجزاء منه تتساقط ومنذ نحو 12 عاما قامت الحكومة بإنشاء كوبرى علوى لتخفيف الضغط عن كوبرى المعاهدة ولكن لم يحل المشكلة لوجود عيوب فنية بالكوبرى الجديد والذى توقف المرور عليه لعدة سنوات فقررت الحكومة عمل إحلال وتجديد له ورغم عدم الانتهاء منه توقف المقاول عن عمل اللمسات الأخيرة الخاصة وتشطيبه ليعود الضغط كما كان على كوبرى المعاهدة مما يهدد بسقوطه فى أى لحظة وانهياره مع مرور النقل الثقيل عليه مضيفا وفى حال أى عطل بكوبرى المعاهدة سيصبح البديل قناطر ديروط وهى بحال من الأحوال لن تتحمل الضغط عليها أو مرور النقل الثقيل. وقال ناصر شحاتة مدرس إن وجود عدد من المواقف داخل مدينة ديروط خصوصا موقف أسيوط الموجود بجوار كوبرى القرشية وموقف القوصية الموجود عند مجمع المدارس يشكل عبئا كبيرا وزحاما شديدا داخل المدينة ناهيك عن مواقف الأرياف وخاصة قرى الغروب وهو ما يتطلب سرعة وجود بدائل لحل مشكلة الاختناق المرورى داخل المدينة. ويضيف محمد صدقى موظف قائلا وليست أزمة المواصلات مقتصرة على مدينة ديروط وإنما تعانى أغلب الطرق التى تربط بين المدينة والقرى من ترد شديد وهو ما يؤدى لوقوع حوادث بصورة شبه يومية، ناهيك عن وسائل المواصلات غير الآدمية حيث يتم حشر المواطنين داخل سيارات الربع نقل. حاولنا التواصل مع العميد علاء عبد الجابر رئيس مدينة ديروط لعدة أيام ولم يرد . أهالى ديروط يتساءلون متى يزورنا محافظ أسيوط والمسئولين ويعتبروننا جزءا من المحافظة؟ من يتدخل لإنقاذ كوبرى المعاهدة المتهالك.. وحل مشكلة المياة وفوضى التكاتك والمواقف العشوائية وغيرها. ومن جانبه قال المهندس مصطفى مسعود مدير عام الصيانة بالطرق والكباري بأسيوط إنه فور ظهور بعض المشكلات بكوبري المعاهدة قمت بعمل جولة وتسجيل كل الملاحظات الخاصة به ورفعها للهيئة بالقاهرة لسرعة عمل الصيانة اللازمة وبالفعل قامت الهيئة بإرسال لجنة فنية لمعاينة الكوبري على الطبيعة وإسناد أمره للشركة الخاصة بأعمال الصيانة. وأضاف مسعود ونظرا لقيام الهيئة بعمل صيانة للكوبري العلوي والتي سيتم الانتهاء منها خلال أيام لم نستطع غلق كوبري المعاهدة وفور الانتهاء منها سيتم غلقه والبدء في اعمال الإصلاحات. وأوضح مسعود إنه خلال شهر من الآن سيتم الانتهاء من الكوبريين مضيفا أن تأخير عملية الصيانة يرجع الي النقص في مادة السفلتة الخاصة بالكوبري العلوى والتي من المتوقع أن تصل بعد عدة أيام وبعدها سيتم تشغيله.