* دمشق: لن نسمح بتكرار سيناريو العراق وليبيا.. وإسرائيل تعلن حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية مع تصاعد الازمة بين روسياوالولاياتالمتحدة بشأن ضربة عسكرية أمريكية متوقعة على سوريا ، حذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب روسيا قائلا فى تغريدة على موقع التواصل، «تويتر»، إن الصواريخ «قادمة»، مهاجماً موسكو لدعمها الرئيس بشار الأسد. وكتب ترامب: «روسيا تتعهد بإسقاط أى صاروخ يطلق على سوريا. استعدى يا روسيا لأن الصواريخ قادمة.. صواريخ لطيفة وجديدة وذكية.. يجب أن لا تكونوا شركاء لحيوان القتل بالغاز الذى يقتل شعبه ويستمتع بذلك». معترفاً بأن العلاقات بين البلدين أسوأ من أى وقت مضى. وبعد التغريدة كتبت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية على فيسبوك: «الصواريخ الذكية يجب أن توجه للإرهابيين وليس الحكومة الشرعية التى تقاتل الإرهاب الدولى على أراضيها منذ سنوات عدة»، مؤكدة فى الوقت ذاته أن الصواريخ الذكية قد تكون محاولة لتدمير أدلة على الهجوم الكيماوى المزعوم. وكان ألكسندر زاسيبكين سفير روسيا فى لبنان قد أكد فى وقت سابق إن أى صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها فى خطوة قد تسبب تصعيدا كبيرا فى الحرب السورية. وقال زاسيبكين لتلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية «إذا كانت هناك ضربة من الأمريكيين.. سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى مصادر إطلاق الصواريخ». جاء ذلك فى وقت شدد فيه مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفرى على أن بلاده : «لن تسمح لأحد كبيرا كان أم صغيرا بأن يكرر فى سوريا ما فعلوه فى العراق وليبيا. وقال الجعفرى إن «تهديدات الدول الغربية بالعدوان على سوريا لن تمنعها من الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها». ونقلت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا)، أن الجعفرى جدد الدعوة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق من بعثة تقصى الحقائق لزيارة دوما والتحقيق فى الادعاءات المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فى المدينة السبت الماضى. وبالتزامن مع التصعيد الكلامى بين واشنطنوموسكو، ساد التوتر بين دمشقوإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، حيث أعلنت مصادر إسرائيلية أن الحدود الشمالية تشهد حالة «تأهب قصوى». وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن هناك مخاوف لدى المسئولين من رد محتمل من جانب إيران أو حزب الله على استهداف مطار التيفور العسكرى السورى، وكذلك تحسبا لضربة أمريكية محتملة ردا على الهجوم الكيماوى المفترض فى دوما بالغوطة الشرقية. جاء ذلك بعد يوم واحد من تهديد مستشار المرشد الأعلى الإيرانى للشئون الدولية، على أكبر ولايتى، بالرد على الاعتداء على المطار، الذى أشارت تقارير إيرانية إلى مقتل 7 مواطنين ايرانيين فيه. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المجموعة الوزارية الأمنية عقدت اجتماعا لبحث التوتر على الحدود الشمالية، مضيفة أن الأجهزة المخابراتية ستعطى خلال الاجتماع تقييماتها للتطورات الراهنة. وقد هددت مصادر عسكرية إسرائيلية، الرئيس السورى بشار الأسد ونظامه قائلة إنهما سيختفيان عن خريطة العالم فى حال شنت إيران هجوما على تل أبيب انطلاقا من سوريا. وقالت المصادر العسكرية، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، إن الأسد ونظامه سيدفعان ثمن أى هجوم إيرانى انتقامى على إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، قد توقع خلال جلسة أمنية مغلقة قبل يومين أن يقوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بتنفيذ تهديده وتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، متجاهلاً التحذيرات الروسية. وإستمراراً لأجواء الحرب، ذكر ناشطون سوريون معارضون أن عشرات العناصر من كتيبة الرضوان التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانى وصلوا، أمس، برفقة عائلاتهم إلى مدينة يبرود بالقلمون الغربى بريف دمشق. وأوضح الناشطون أن عناصر حزب الله كانوا قد قدموا من ريف حمص بعد إخلاء النظام السورى لمطار «التيفور العسكرى» بشكل شبه كامل. وكان مسلحو «كتيبة الرضوان» يتواجدون فى مواقع عسكرية لميليشيات حزب الله بمحيط المطار و قرب مدينة القصير بريف حمص. من جهته، أعرب خبير ألمانى فى شئون الشرق الأوسط عن تشككه فى أن حكومة الرئيس السورى بشار الأسد هى التى تقف وراء الهجوم المزعوم بالغاز السام فى مدينة دوما السورية. وقال جونتر ماير، رئيس مركز أبحاث العالم العربى، فى تصريحات لبرنامج «اتش أر-إنفو» بإذاعة ولاية هيسن الألمانية إن المعلومات اللازمة لتوجيه مثل هذا الاتهام ليست متوافرة على الإطلاق. وغداة فشل الأممالمتحدة ثلاث مرات أمس الأول فى تبنى أى مشروع قرار بشأن هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية فى سوريا والتلويح باستخدام القوة من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها، قال الكرملين امس إنه يأمل أن تتفادى كل الأطراف المعنية فى سوريا أى تحرك من شأنه زعزعة وضع هش بالفعل فى الشرق الأوسط وأوضح أنه يعارض بقوة أى ضربة أمريكية محتملة لحليفته سوريا. من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس إنها تأسف لعدم توصل مجلس الأمن الدولى لصيغة خطاب مشتركة بشأن الصراع المتصاعد فى سوريا. وكانت ميركل تتحدث للصحفيين بعد اجتماع وزارى دام يومين وأضافت أنها لا تريد أن تتكهن بما قد يحدث بعد ذلك فى المنطقة. وعلى صعيد متصل، قالت منظمة الصحة العالمية نقلا عن تقارير من مصادرها الطبية فى سوريا بأن أعراض التسمم الكيماوى ظهرت على 500 مريض تم علاجهم بعد الهجوم الكيماوى المفترض حدوثه فى منطقة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضى.