مجلس النواب يستضيف «اتحاد البرلمان العربى ».. وعبد العال يتسلم الرئاسة السيسى : نواجه تحديات تتطلب التمسك بالدولة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقبلية
استضاف مجلس النواب صباح أمس المؤتمر رقم 27 للاتحاد البرلمانى العربى تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور رؤساء البرلمانات والوفود العربية المشاركة. وتسلم الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس فى ختام المؤتمر رئاسة الاتحاد البرلمانى العربى لمدة عام من نظيره الحبيب المالكى رئيس مجلس النواب المغربى ،وشهد يوم أمس اجتماعات للجان الاتحاد. ووجه رؤساء البرلمانات العربية فى بداية كلماتهم التهنئة للرئيس بفوزه بولاية رئاسية ثانية. وتضمنت كلمات رؤساء البرلمانات المشكلات التى تواجهها المنطقة العربية كالقضية الفلسطينية، والأزمات اليمنية والسورية والليبية. وقال الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب فى الكلمة التى ألقاها بالإنابة عن الرئيس:«إن التحديات التى نشهدها اليوم يصعب على أى دولة منفردة مواجهتها مهما كانت قدراتها، والمخرج الوحيد الذى من الممكن أن يخرج منطقتنا العربية مما تعانيه من أزمات، هو التمسك بالدولة الوطنية التى تقوم على مبادئ المواطنة وسيادة القانون والوحدة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقبلية». وأضاف أن الأزمة السورية على سبيل المثال، لا حل لها إلا من خلال الحل السياسى الذى يتفق عليه كل أطياف المجتمع، والقائم على وحدة الدولة والقضاء على الإرهاب، والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التى تقودها الأممالمتحدة. ولا حل للأزمة الليبية إلا بالتسوية السلمية ونبذ الفرقة والصراعات، والأمر نفسه ينطبق على اليمن، وكلها أمور تؤكد أن الطريق إلى تجاوز مثل هذه الأزمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة. واوضح الرئيس: أن الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أى وقت مضى لتفعيل التبادل التجارى والاستثمارى بين الدول العربية وزيادة حجمه وحسن استغلال الموارد التى تمتلكها دولنا بما يحقق المنفعة المشتركة ويدعم التنمية الشاملة». وقال السيسي: «لا شك فى أن تحقيق السلام فى منطقتنا من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع التى طالما استغلها، ولقد حان الوقت لمعالجة شاملة لقضية العرب المركزية وهى القضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. ولقد بذلت مصر جهودها فى إجراء المصالحة الفلسطينية وجبر الهوة بين الأشقاء لصالح قضيتهم وقضيتنا جميعا». وأضاف السيسي: «ان مصر تخوض الآن حربا ضروسا لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب من جذوره وتعقبه والقضاء عليه أينما وجد، ولا يخفى عليكم أن مواجهة هذا الخطر الداهم كان على رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها فى مجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب ليس فقط دفاع عن مصر، بل دفاعا عن محيطها العربى وعن العالم أجمع». وتابع الرئيس: «إن الوحدة العربية الشاملة هى أمل أمتنا، ومن أجل ذلك علينا أن ننمى ما بيننا من مصالح مشتركة، وأن نمد الجسور بين الهيئات البرلمانية لصالح أمتنا العربي». ومن جانبه، قال اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب فى كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور على عبد العال إن منطقتنا العربية تشهد واقعاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً مؤلماً على خلفية تصاعد الصراعات التى تمزق دولنا العربية والتدهور الملحوظ على صعيد قضية العرب الأولى والرئيسية «القضية الفلسطينية» وما يستتبعه ذلك من تدخلات دولية وإقليمية تحاول رسم مستقبل شعوب وحدود دولنا ، إضافة إلى ما تنتجه هذه الازمات من مآس غير مسبوقه فى تاريخنا المعاصر وتُفضى لخطر ظهور تنظيمات ارهابية وتكفيرية لازالت رغم مواجهتها تهدد باقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية وتغيير وجه المنطقة وثقافتها المتسامحة التى دامت لقرون. واضاف: إن اجتماعنا فرصة للتباحث حول خريطة طريق لمعالجة أزماتنا تحت مظلة عربية هى برلماناتنا العربية وهو ما يستدعى منا التحرك على مستويين رئيسيين: الاول: تكثيف الجهود لتحريك ملف تفعيل آليات عمل لاتحاد البرلمان العربى والثاني: صياغة استراتيجية برلمانية عربية موحدة نتوجه من خلالها إلى برلمانات العالم ذات التأثير للدفاع عن حقوقنا وقضايانا العربية. ومن جانبه طالب رئيس الاتحاد البرلمانى المالكي، المجتمع الدولى بتوفير الحماية العادلة للشعب الفلسطينى من أجل توفير ضمانات لحقه المشروع فى قيام دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، وإجراء تحقيق نزيه ومحايد بشأن المجزرة التى ارتكبتها سلطات الاحتلال. وأوضح المالكى أن عبد العال حقق انتصارا للقضية الفلسطينية ضد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، من خلال البند الطارئ الذى تم إدراجه فى اجتماعات الاتحاد البرلمانى الدولى فى مارس الماضي. كما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فى كلمة ألقاها الأمين العام المساعد للشئون القانونية السفير فاضل محمد جواد، دعم الجامعة لمصر فى حربها على الإرهاب من أجل دحره، مشددا على استعادة مكانة مصر بين الأمم رغم أنف الإرهاب. كما أشاد بالجهود التى قامت بها السلطات العراقية لدحر التنظيمات الإرهابية، موجها التهنئة للشعب العراقى على التخلص من تنظيم داعش.