رغم أنه لم يعد هناك أحد يأمن من العقوبة، فإن الإساءات والتجاوزات مازالت حاضرة فى المشهد الإعلامى، حتى فى ظل وجود المجلس الأعلى للإعلام وتأسيس نقابة الإعلاميين، ويعيب المشهد الإعلامى أنه مضطرب ويمر بأزمات متلاحقة، ففى رصد سريع لأحداث الشهور الماضية منذ بداية العام، نجد العديد من الإعلاميين ما بين دوامات الإيقاف التأديبى وأروقة المحاكم، بعد أن بلغت التجاوزات الحد ووصلت إلى حد الجرائم من أجل الإثارة ، وأبرز التجاوزات على سبيل المثال برنامج «صبايا الخير» الذى واجه تهماً بالتحريض على خطف الأطفال والاتجار بالبشر، حتى نالت مذيعته ريهام سعيد البراءة، وأمانى الخياط التى تعرضت لأزمتين متتاليتين ، الأولى كانت إيقافها لمدة شهر واحد من قبل نقابة الإعلاميين بعد وقوعها فى تجاوزات مهنية، عبر برنامجها «بين السطور» على قناة «أون لايف»، والثانية ظهورها فى البرنامج رغم إقرار العقوبة، ومن أبرز التجاوزات أحمد عبد العزيز مقدم برنامج «الوسط الفني» على قناة «الحدث اليوم» والذى خرج عن الأعراف والتقاليد وعرض «ملابس غير مقبول عرضها» لإحدى الفنانات على الهواء، وهو ماقابلته نقابة الإعلاميين بإيقاف بث البرنامج لمدة أسبوعين، لما بدر من تجاوزات أخلاقية ومهنية تسيء إلى الأعراف والتقاليد المهنية والذوق العام المصرى وميثاق الشرف الإعلامي، وتمت إحالة مقدم البرنامج إلى التحقيق فى نقابة الإعلاميين، وتوقيع غرامة على القناة. وعن التجاوزات الإعلامية فى الفترة الأخيرة، يقول د.رفعت الضبع أستاذ الإعلام: كشف تطبيق مواثيق الشرف الإعلامى أخيراً العديد من التجاوزات التى كانت تمر فى السابق دون رادع، لذلك زادت المخالفات مع بدء عمل مجلسى الإعلام ونقابة الإعلاميين الذين يقومون بدور فعال لضبط المشهد الإعلامي، حتى أننا أصبحنا نسمع عن تجاوزات فى قنوات غير قوية جماهيرياً، ونرى عقوبات ضد مقدمى برامج لم نسمع عنهم من قبل، وهو دليل على يقظة النقابة والمجلس واتجاههم القوى لضبط المشهد الإعلامى قدر استطاعتهم ، وناشد الضبع نقابة الإعلاميين أن تكون نشيطة أيضا فى تدريب الإعلاميين كعقابها للمخطئ والمتجاوز منهم، وأن يكون الحصول على دورات واجتياز الاختبارات شرط إلزاميا لمن يعمل فى تقديم البرامج.